السبت، 9 نوفمبر 2013

مـعـضـلـة الـتـخـويـن

( وافق إن وافقت بأدب و خالف إن خالفت بأدب )
كثر الحديث هذه الأيام عن الصدور الصحراوية التي ضاقت ببعضها البعض ، الكل يدعي أنه يحترم الرأي الأخر لكن الحقيقة أنه يقصف الرأي الأخر ، أضف إليها بعض من العصبية و الشخصنة التي تحول الخلاف أحيانا إلى عداوة ، و ناهيك عن بعض من الغرور الذي يدفع المناضل الصحراوي إلى عدم سماع صوت غير صوته هو ، هذا كله يعطي تركيبة عجيبة هي سبب أغلب مصائبنا في وقتنا .
للأسف بدون حل هذه المعضلة ، سنبقى في دوامة المزايدات و ضياع الحلول و عدم التقدم و الخاسر الأكبر هو القضية الصحراوية و سيبقى التشرذم هو اللاعب الأكثر نشاطا في محيطنا ، و منه نحن أمام معضلة كبرى تحتاج منا وعيا فكريا قائما على مشاركة الجماهير و يشمل كل الشارع الصحراوي .
هناك فعاليات صحراوية مختلفة ايديولوجيا ، كل طرف يحاول فرض إيديولوجيته الخاصة به على الأخر ، و الأدهى من ذلك كله أن الفعاليات المختلفة ايديولوجيا كل منها متمسك بإديولوجيته و لا تنازلات و لا حتى نقاط تلاقي بالآخر بتاتا ، يجب أن تتبع لهم و إلا يتهمونك بشتى التهم و الأوصاف والنعوت التي تزغرد لسماعها قوى المهلكة المغربية و هذا أسهل ما لديهم .
أنا أحترم كل رأي صحراوي كيف ما كان ، و أحترم تضحيات النشطاء الحقوقيين في نفس الوقت من حقنا التعليق على ما نراه خاطئا بعيدا عن التجريح و التخوين و الخطأ خطأ ابتداءا من نفسي ، و هذا ما لا يتقبله بعض الشخصيات الوطنية ، ليس من حقك و لا من حقي فرض شخصيتنا على أي أحد ، و ليست بالضرورة أن تكون وجهة نظرك هي الأصح الإختلاف دائما من الرحمة و الصحة في المجتمعات ، وقد تكون الأمور و الحقائق و الرموز التي تعتبرها عناصر مقاومة قد يعتبرها الأخرون عناصر الخيانة و بالعكس ، لذا من الأفضل أن ننبذ ثقافة التخوين .
الـمـلاسـنـات الـفـيـسـبـوكـيـة
صفحة ناشط و كاتب صحراوي منضوي تحت عباءة إتحاد الكتاب و الصحفيين الصحراويين على الفيسبوك ، تنثر التخوين بلا أي دليل يتهم أو يبرء الطرف الأخر و تدور في حلقة قطرها 5 سم و كذلك يفعل الطرف الأخر ، كل طرف يخون الأخر من السياسي إلى المثقف إلى مناضل الميدان بهذه العملية الكل خائن كلنا خائنون ولا يهم المصدر ، المهم شهادة التخوين صادرة و موقعة بحق الأخر الصحراوي .
و هنا أنا لا أخون الأستاذ الكاتب ولا أشكك في وطنيته و نضاله ، ليس خوفا و لكن لأنه يمثل شخصية وطنية و لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهله ، و أنا بهذا المقال أدافع عن الحوار البناء و ليس عن أحد معين ، طبعا من حقنا النقد و كشف الأخطاء لكن بشيئ من الموضوعية و إحترام مبادئ الغير ، علينا أن نبحث عن نقاط تواصل تجمع الكل إذا كنا نريد خدمة قضيتنا الصحراوية ، علينا أن نبحث عن سبيل تقريب وجهات النظر و إلا لن تنتهي الأمور على خير سنبقى في هذه الدوامة .
في حوار الأصدقاء على حائط الأستاذ على الفيسبوك یلمس المرء الحسرات و النعرات و المزايدات ، و کلها لاتنفع في الوقت الحاضر حیث الفرصة تدق الباب وما من فاتح ، لذلك نسأله التخفيف من حدة الخطابات الذي ينثرها على حائطه الفيسبوكي ، التي لا معنى لها سوى إشعال الفتنة والبلبلة في الشارع الصحراوي بقصد التشكيك في نزاهة الآخرين و الذي يبدو و كأنه يسير نحو التطرف في بعض الأحوال و الإلتفات إلى ماهو أكثر واقعية في هذه المرحلة و هو العمل مع الطرف الأخر في إطار وطني .
العبد الضعيف يسأل ؟ هل لهذه الدرجة يصعب أن تتفقوا ، أين الخلل لماذا لا تتفقون ؟ أرجو توضيح هذه النقاط لنا إن أمكن
باختصار شديد برأيي الحل بسيط و سلس جدا ، نعم نحن لا نستطيع أن نوحد فكر كل ما بداخل إنسان صحراوي لكن ببساطة : متى تركنا العاطفة على طرف و متى فضلنا القضية الصحراوية على أشياء أحيانا تكون تافهة لحد لا يتصوره العقل ، و متى انتهينا من تخوين بعضنا البعض و متى رأينا بأن اختلافنا في الأراء هو قوة بحد ذاته و متى وضعنا نصب أعيننا تحرير وطننا و جعلناه فوق كل إعتبار و متى خلعنا من قلوبنا بذور الخيانة للقضية عندها يمكننا القول بأن الصحراء الغربية واقع و آت لا محال ، و هذه العملية تتطلب عملا صحراويا مخلصا لتتحقق ، العمل ليس بالسهل لكنه غير مستحيل .
اعذروني إذا كنت أتحاشى ذكر الأمور بمسمياتها و سردها بتفاصيل أكثر وضوحا ، إذ أنني هنا لا أبتغي تشويه صورة أحد معين ، بقدر ما مايهمني إبداء النصح و المشورة .
السلام عليكم
بقلم: أحمد سالم جكني


0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر