الاثنين، 18 نوفمبر 2013

جولة رئاسية بكل الوان الفشل


مباشرة قبل نهاية الندوة الدولية التضامنية مع الشعب الصحراوي في العاصمة النيجرية ابوجا، والزخم التضامني الذي رافق المحطة السنوية إضافة للتوتر السياسي الذي وقع بين الجزائر والمغرب بسبب رسالة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للمشاركين في الندوة، ساعات فقط وبدأ النظام الصحراوي يفكر في تعميم نتائج الندوة وكأن النظام هو من جلب تلك الانتصارات المحققة من خلال حجم التضامن والمؤازرة مع القضية الوطنية، فكر النظام جيدا فوجد أن زيارة وجولة ميدانية تقود وفد حكوميا ، ستطعي الانطباع الحسن بأن القضية تحقق انتصارات دبلوماسية كبيرة في ظل الجمود الحاصل في النزاع رغم الجولات المكوكية التي يقوم بها كريستوفر روس وفشله في فرض خيار على الاطراف ، حدد النظام تاريخ ومواعيد وجولته الميدانية وحدد معها عدم فتح باب المداخلات لمن يحضر لتلك الندوات التعميمية ومن أراد غير ذلك لايأتي.
انطلقت الندوات من ولاية الداخلة والتي التزم أهلها الصمت وبدا النظام بتقديم رؤيته المستقبلية للوضع في المخيمات في ظل الوضعية الصعبة التي تزداد سخونة مع ارتفاع الاسعار الجنونية للعديد من متطلبات الحياة بالنسبة للاجئين ، تحدث النظام عن عديد المواضيع التي ذكرا بأنها تشكل خطر كبير على الحليف خاصة في ظل الحرب التي يشنها على المهربين عبر جميع حدوده. المخدرات العنصر الاول الذي لايمكن التساهل معه ولايمكن التستر عليها خاصة و المنطقة تعرف تدفق مباشر لمروجي هذه الآفة وتأتي المحروقات في الصنف الثاني حسب القراءة الفنية للنظام والتي أعتبرها قضية حساسة تمس بالأمن العام وأمن المنطقة فهناك الشبكات الارهابية التي تتغذى منها و بالتالي من يتاجر بها يساعد في تزايد الخطر الارهابي في المنطقة.
واصل الوفد الحكومي حديثه مع المواطنين مباشرة وأستمع اليهم دون تقديم ولو بالملموس الحديث عن العديد من القضايا دون ان يكلف نفسه عناء الاجابة عن السؤال القديم المتجددالى متى ونحن في المنفى؟ ، وماهو واقع القضية والظروف الدولية رغم تزايد المتضامنين مع حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير؟ .
حل النظام بولاية السمارة التي استقبلته بالورود وحضر جميع سكان الولاية وواصل الوفد الرئاسي حديثه مثل ماجرى بولاية الداخلة، كانت ولاية السمارة ستحدث الاسثناء عندما طلب رجل نقطة نظام لكن رفض ذلك وقادر الوفد الى ولاية أوسرد والتي إستقبلته هي كذلك استقبال الابطال وأفرغ النظام ما في جعبته من مصطلحات من قبيل الارهاب والمخدرات وتحاشى الوضعية المزرية والاسعار الملتهبة وندرة المواد الاستهلاكية التي يتغنى بالحديث عن مقومات الصمود.....
وتوجه الى ولاية العيون التي كانت الولاية الوحيدة التي ظهر فيها نوع من الخروج عن يد الطاعة حيث شهدت القاعة نوع من الصراخ والكلام من قبل نساء كن سيقلبن الطاولة على الوفد الزائر .
بوجدور أستقبلتهم ببراعم الكشافة وجميع الأساليب الترحيبة وتحدث النظام مع سكان الولاية والامن وجبهة الارض المحتلة وندوة أبوجا وماتلاها وغيرها دون الخوض في المشاكل التي يتخبط فيها المواطنون بشكل يومي .
الدائرة السياسية والادارية لشهيد الحافط بوجمعة شذت عن القاعدة عندما عزفت الوحدة الشرفية النشيد الوطني أثناء ستقبال الوفد االرئاسي بوزارة الثقافة التي احتضنت اللقاء مع عمال الدائرة السياسية والإدارية والتي كان الكثيرين يعتقدون أنها المحطة التي ستحدث الاستثناء والخروج عن النص رغم محاولتين أراد أصحابهم تغيير أسلوب الحوار الى أكثر جدية وندية، لكن كل ذلك رفض مما جعل البعض يخرج من القاعة احتجاجا.
وأختتم النظام جولته الميدانية التي أستثنى منها نواحي جيش التحرير الشعبي والمناطق المحررة وهما رمز السيادة الوطنية التي كان من المفروض ان تكون ضمن الجولة الحكومية تعبيرا عن السيادة وبسطها . لكن كل هذا كان مجرد زيارة لتخفيف سهام الجبهة الملتهبة داخليا بسبب الوضعية الصعبة الناجمة عن طول الانتظار وكان من المفروض أيضا تكييف الجولة مع الظروف الدولية وواقع القضية خارجيا والتعاطي مع متطلبات المرحلة في ظل تراجع وتقلص المساعدات الانسانية. وفي وضع دولي يبدو اشبه بربيع تضامن مع القضية من افريقيا الى اوروبا يبدو ان زيارة الوفد الرئاسي لمختلف الولايات كانت اشبه باستثمار داخلي لمكاسب خارجية كان ينبغي ان تسهم في حلحلة الوضع الداخلي بدل ان تكون قميص عثمان تحمله القيادة في زيارة حملت بعد نهايتها كل ملامح الفشل شعبيا فيما تجد القيادة انها قد ابرت ذمتها امام قاعدة مشحونة، لكن هل ستفهم القيادة رسائل التململ التي عبر عنها الشعب في بعض المحطات؟ .الايام كفيلة بحمل الاجابة

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر