
و في تصريح أدلى به رئيس الوفد الصحراوي المفاوض لوكالة الأنباء الجزائرية، قال السيد خطري أدوه "إن جبهة البوليساريو قدمت كل التنازلات الممكنة من أجل التوصل لحل سياسي يضمن للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير إلا أن ذلك لم يزد المحتل المغربي إلا تعنتا و غطرسة"، و يضيف " لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي أمام ما يتعرض له مناضلونا و مناضلاتنا داخل الأرض المحتلة من تعذيب و تنكيل و محاكمات صورية و جائرة، لذا قرارنا تعليق مشاركتنا في مسلسل المفاوضات، و هو أقل ما يمكن أن نقدمه لأبطال انتفاضة الاستقلال". و عن عودة الوفد المفاوض قال السيد خطري أدوه " إننا بهذا القرار نرمي أولا إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ثم إلى إعادة مسار المفاوضات لسكته الصحيحة، و عودتنا ستكون وفق تعاقدنا المبدئي مع جماهير شعبنا، و انسجما مع مقررات المؤتمر الثالث عشر للجبهة الذي أكد أن الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل"
هكذا يخيل إلي قرار جبهة البوليساريو عقب الأحكام الجائرة التي أصدرتها المحكمة العسكرية بالرباط في حق أبطال ملحمة اكديم إزيك التاريخية. لقد برهن هؤلاء الأبطال، و معهم جماهير المناطق المحتلة، عن وعي عميق بمتطلبات المرحلة الراهنة التي تمر منها قضية الشعب الصحراوي العادلة، فأبدعوا بفعلهم النضالي السلمي جاعلين منه الشرارة الأولى للربيع العربي الذي عصف بأنظمة مستبدة في محيطنا القريب، و الذي لازالت تداعياته تلاحق كل جبار عنيد. لقد صنعوا الحدث، لكن استجابة قيادتنا الحكيمة كانت دون مستوى ذلك الحدث.
يا من أربكتم كل حسابات العدو، أنتم الشعلة ... أنتم قيادة هذا الشعب المكافح، أنتم رجالاته و أبطاله و قدوته. من منا لا يذكر تنظيمكم المحكم لمخيم لكديم؟، من منا لا يذكر تفانيكم في خدمة شيوخ و نساء و أطفال المخيم؟ و من منا سينسى أو يتناسى شموخكم و أنتم تفاوضون باسم الصحراويين أعلى سلطات المحتل الغاشم؟ لقد لقنتمونا و لقيادتنا أن الحقوق تنتزع و لا تهدى على طبق من ذهب. أبطالنا الأشاوس اعلموا أن مناضلي و مناضلات الشعب الصحراوي لن يتخلوا عنكم أبدا، و سيواصلون مسيرتهم النضالية وفاء للعهد حتى تحقيق النصر و رفع علم الجمهورية العربية الصحراوية خفاقا فوق كل التراب الوطني.
بقلم: محمد بنو ، عن المستقبل الصحراوي
0 التعليقات:
إرسال تعليق