الثلاثاء، 12 فبراير 2013

المثقفون راكدون ، السياسيون مهرولون



لا ادري ما هذا الاعتكاف الذي نحتكم اليه، قد يكون منحى جديدا باللغة الأكاديمية فجميع الوقائع في نظر السياسين يجب ان تحل على الطاولة و (الأن) ، عكس الأكاديميين الذين يسترسلون الأحداث بالتحليل وبعد النظر لوضع لها قنوات الحلول الملائمة ولو تطلب ذلك وقتا طويلا .
كلما أمعنا النظر في واقعنا بإملاءت المأساة والمعاناة نرى إرهصات الواقع تتدحرج على السطح في وضع أصبح اقل ملائمة للحديث واضعف استماعا .
النخبة السياسية مهرولة الى محطات معزولة عن الواقع اليومي بمسافات تقصر اوتطول بحجم الكارثة .
نعم مهرولة ببعدها الانتخابي والتعبوي واحيانا القبلي ، والمثقفون راكدون خلف سواتر السراب الحاجب للرؤيا واذا نظروا عليهم ان ينظروا بمنظار ملون بمقاييس السلطة او النخبة السياسية .
لماذا هذا الانحباس ؟ حقا انه اعتكاف مثير للاهتمام فالنخبة المثقفة في غالبها ومن منظور النخبة السياسية ايضا لا تملك سواء القدرة على العمل وهذا واضح وجلي في عدد المقاعد الانتخابية الممنوحة لها في المؤتمرات العامة للجبهة  وغير ذلك طبعا فهي مطالبة بالانهماك والتقاعد والتنازل عن أهم الحقوق السياسية التي يمنحها القانون الاساسي للجبهة وهو حق الانتخاب ( كل ماهو سياسي منتخب ) .
وفروع التنطيم السياسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب بمؤسسات الشهيد الحافظ في نظر النخبة السياسية يجب ان تحكم بالمراسيم والقوانيين الخاصة هذا ناهيك عن الافرازات السياسية الناتجة عن الانتخابات المحكومة بالقيمة النسائية فاغلب الأصوات المعبر عنها في قوائم  الاقتراع هي نسائية في الغالب وهذا ما حدث عند ما نستحضر الانتخابات الأخيرة للامناء فروع التنطيم السياسي.
قد يتسأل بعض السياسين واصحاب النخبة عن أهمية اعطاء دورا للثقافة  والمثقفين وفي الحقيقة ليس هناك حديث ذو أهمية  عن الثقافة  والمثقفين أكثر من الحديث عن الاهتمام بالرموز الاقتصادية الهشة الغير مكيفة أصلا مع متطلبات الواقع اليومي .
في الوقت الذي تعتبر الثقافة الوطنية مخزونا استرتجيا وواحدا من رموز السيادة الوطنية .
 وباعتباران الثقافة كل منتوج فردي او جماعي ، ويتخذ شكلها عدة معطيات منها ماهو شفهي وماهو مكتوب وماهو مادي ، وفي الحقيقة لا يمكن تحديد الثقافة ولكن يمكن الاقتراب من كل مجال ثقافي على حدة فمفهوم الثقافة اخذ اشكالا مغايرة من حقبة الى اخرى وهناك أزيد من 120 تعريفا لكلمة الثقافة  .
ويمكن تقسيم المثقفين الى اقسام عدة منها :
ـ المثقفون الملتزمون يتطابق عندهم الفكر والممارسة ولا يمكن التفريق بين حياتهم العامة والخاصة  يدافعون عن القضية بالاستماتة في سبيلها .
ـ المثقفون من أهل القلم ( الكتاب والادباء والصحفيين ....الخ) وهم المدافعون عن القضية بالقلم ويعتبر دورهم حيوي لمالهم من تأثير على الراي العام .
ـ المثقفون العاملون في مجال التعليم وهم الأساتذة والمعلمون والمفتشون ويعتبرون مثقفون ومبلغون للثقافة .
ـ المثقفون من فئة المهنين والاخصائيين وتكنوقراط وهولاء لهم دور كبير في التوجيه الثقافي.
لا ادري متى يمكن ان نجلس جميعا لتصميم الزي المناسب بالرؤيا الشاملة والموحدة  فأربعون سنة من اللجوء والمعاناة والتشريد كفيلة بذلك على ان لا نحتفل بأنشودة الانتصار دون تحقيق السيادة وتحقيق الأهداف المنشودة .
ان بناء الارض المحررة وارتباط الأجيال الصحراوية  بالارض هو سر النجاح والطريق الذي يجب ان نسير فيه،  الهوية لا يمكن استعارتها  من الذات المشغوفة بتقليد الاخرين ( مشية لحديا ) مسار الهوية مرتبط بالشخصية الوطنية الذي يجب ان نصنعه جميعا بأنامل مشتركة وفوق أرضنا .
جدلية السياسي والسياسي المثقف والمثقف شئ لا مناص منه وجدل سيتراكم أكثر كتراكم المنتوج أ
و الحرث على (النادر) ...( ماخالـﯔ نادر مافيه تكرفا). 
بقلم  : محمد عالي لمن ـ باحث مختص في علم الاجتماع الثقافي والانثربولوجيا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر