الثلاثاء، 5 فبراير 2013

التلفزة عن قرب

في العالم المتحضر الذي نحن جزء منه بغض النظر عن خروجنا عنه بتصرفاتنا البليدة، مع أن لنا رغبة كبيرة في التحضر بحكم الزمان الذي نعيش فيه وحجم صداقاتنا المترامية في أطراف المعمورة من الأصدقاء ذات التجارب الرائعة في بناء المؤسسات من اجل بناء المواطن الواعي بحجم اهتمام مؤسساته الوطنية بانشغالاتهم وهمومه.
كان يجدر بسلطتنا أن تحرص تمام الحرص على مؤسسات الشعب وتهتم بتطويرها ورصد أخطائها من اجل الوقوف ولو مرة على تصحيحها وتطويرها من اجل اداء افضل كي تتمكن المؤسسات الوطنية من الحصول على أداء تصاعدي يطور الرسالة السامية لهذه الأمة.
في مؤسسة التلفزة الوطنية مثلا ولو أننا تنازلنا في وقت مضى عن المثل القائل {ما قام باعقالو اقوم باثناه} الا انه ما زال باعظامو فينا.
لان التلفزيون بدلا من أن تتقدم تصاعديا للاسف نلاحظ انها في تأخر تنازلي , فلا حسيب لها ولا رقيب، وكل الامور فيها بشكل هزلي ومترهل و خاضع للعشوائية والمركزية المفرطة.
فيما تتحد ظروف عديدة لتضعها أرضا. فالأجهزة انتهت صلاحيتها وقدمت استقالتها لكنها مرفوضة تماما ما دامت تستهلك من التيار 220 فولت و50 هرتز.
طاقمها هو الآخر إنتهت صلاحيات إبداعه أو متوقفة بسبب خصومات الأجر القاعدي الغير مبررة، لكن ما دام ان القوم راضين بإدارة تكبح التشجيع وتطور القوانين العقابية المستقلة عن كل القوانين المعروفة على الساحة الوطنية , فلا خوف عليهم ولا هم مطرودون.
إذن كيف ستمضي مؤسسة التلفزيون في صناعة صورة المجتمع الصحراوي؟؟ والتحرير فيها بمهنية متجاوزة مثل التركيب والإضاءة والديكور، والتصريح فيها يطول ويقصر بحكم الموالاة للإدارة مثله مثل الطاولات المستديرة، ثم أين المواطن من التلفزيون ؟؟ و هل شاهدنا غير السلطة الموقرة على شاشتنا اليتيمة، في برامج حوار وقضايا و حتى في النشرة الرسمية ؟ .
أم أن شاشتنا اليتيمة أنشأتها السلطة من اجل البعض من السلطة؟، فلا برامج تهتم بالمواطنين البسطاء ولا حتى ارائهم تمر عبر قناتهم الوطنية.
أم أننا شعب ملائكي لا نعاني من مشاكل في قضايا البطالة ، الصحة ، الأمومة والعنوسة بالاضافة الى مشاكل تذبذب اسعار السلع وارتفاعها، و لا مشكلة لدينا كذلك في الهجرة والتهريب وليست لدينا اي حالة من أمراض السمنة وأخطاء المرور ولا مشاكل لدينا في غلاء المهور والخيانة لأننا مناضلين من الدرجة الأولى.
ولا مشكلة لدينا مع الحزام الرملي على بعد خطوات من خيمنا، وحتى إن وضع بيننا وجيراننا فلا مشكلة هناك ما دام بسبب العجز الأمني ومن اجل ولاية نظيفة.
هذه المشاكل وغيرها من مشاكل المواطنين معالجتها إعلاميا تتم خارج اهتمام ادارة التلفزيون لأنها { الا كثرة لخبار } ولا داعي للخوض فيها، ما دام ان هناك احد رجالات السلطة ينتظر تصريحا او لقاءا ووعدته ادارة مؤسسة التلفزة بتمريره عبر الشاشة الصغيرة. وهو تصريح يراد منه في غالب الاحيان حفظ ماء الوجه من مساءلة قادمة أو على الأقل يعزز من معرفة هذا القائد لدى متابعي نشرة الأخبار حتى لو كان ذلك النشاط بعيدا عن اختصاص برنامجه الحكومي، مثل تشجير مؤسسة أو طلاء بابها الخارجي.
مادام ان التلفزيون لدينا هي السلطة التاسعة على اقل تقدير بعد عمال النظافة وليس الرابعة كما عرفنا في العالم الإعلامي الحديث.
إن أي وسيلة إعلامية وخاصة إذاعية كانت أو تلفزيونية لا تنقل انشغالات المواطن بموضوعية وتعالجها بصورة إعلامية تتماشى وعقلية المجتمع من اجل التقدم فحتمية طلاقها مع المجتمع مضمونة خاصة في فضاء اعلامي واسع يمنح الزيجات مجانا.
فالأجدر بها أن تكون مؤسسة نفعية ذات مدخولات اشهارية تخضع برامجها لمستوى الدفع المسبق والفائدة النفعية المحسوبة .
وغير ذلك وفي حالتنا نحن الشعب المضطهد لابد لمؤسساتنا الاعلامية ان تخضع لمراقبة وإستراتجية واعية بنبل الأهداف، قادرة على استمالة العيون والأذان التي لا تعرف للحقيقة سبيل، وتنمية مجتمع واعي قادر على المراهنة، لذلك لا بد من دوريات تنظم العمل وتصحح التوجه وتقتص الذابل من الغصون و تعيد إنعاش الغصون التي تستحق الإنعاش .
لان الإعلام الثوري لا يحتمل المحاباة والمظهرية وكي يتسنى له الرفع من مستوى الرسالة الإعلامية للأمة لابد من الاعتدال بين الرئيس والمرؤوس.
ولكي لا نفرق بين السلطة والشعب من خلال التلفزيون وجب على إدارة التلفزيون والقطاع الإعلامي عموما أن يدركوا أن بناء المواطن الصحراوي لا يختصر على المجال السياسي التحريضي فقط , بل هناك مجالات عدة لابد لمؤسسات الإعلام أن تطرقها من اجل بناء مجتمع راقي متحضر متمسك بوسائله الإعلامية وخاصة التلفزيون، لا مقاطعا لها بحكم رتابة برامجها ومألوفية من يظهرون فيها .
بقلم : ابنو ابلال تقني وصحفي بالتلفزة الوطنية

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر