السبت، 16 فبراير 2013

صرخة أمهات المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة أكديم إزيك







يا إخوتي الذين يعبرون في الميدان مطرقين منحدرين في نهاية المساء، معلق أنا على مشانق الصباح وجبهتي بالموت محنية لأني لم أحنيها .. حية.
إلى جماهير شعبنا الباسلة
إلى الشرفاء و الأحرار عبر العالم
إلى كل القلوب التي تحن وتقدس الحياة الإنسانية.. إلى الإنسانية جمعاء
سلام الله عليكم جميعا.. إسمحوا لنا أن نكاتبكم نحن أمهات 24 معتقلا صحراويا مجموعة أكديم إزيك لندغدغ فيكم تلك المشاعر الإنسانية النبيلة مشاعر النبل والوفاء والتآزر والتضامن والتآخي والحمية، نكابتكم بقلوب إجتاحها الآلم وحناجر تحترق غصة وأعين هجرتها الدموع وإستوطنتها الدماء النازفة وبكبد مزقه الفراق وأدماه الشوق كيف لا وفلذاته طوقها جند التتار بمقصلة القصاص الظالم وتنصب لها أبواق المخزن وأزلامه مشانقا مع كل صباح يوم جديد أنهم أبنائنا.. عصارة دمنا وخلاصة عمرنا وبريق أعيننا ونغمة قلوبنا النابضة، زمرة من رجالات هذا الوطن الصحراوي ساقتهم الأقدار تلبية لنداء الشرف والكرامة فهبوا منافحين عن عزة الوطن وشموخه بعدما إصطفوا وتلاحموا سهروا نظموا أطروا صبروا قاوموا وحاوروا وصمدوا وكتبوا في مجلد التاريخ الضخم صفحات مجد وبطولة بإسم الشعب الصحراوي الحضاري والمسالم.. لقد كانوا بفعلهم هذا يوقدون على صفيح ساخن ما سيعرف بعد ذلك بشعلة الربيع العربي وبعد شهر من الإستبسال والمكابرة إخترقت ذات الثامن من نونبر 2010 صرخة مدوية من حنجرة طفل صغير كبد السماء معلنة إجتياح العسكر المدجج بأعتى وسائل الدمار والقتل لمخيم الإستقلال بكديم إزيك الذي آوى آلاف المدنين العزل من كل الأعمار مدججين بسلاح الإرادة وقوة الإيمان وساندين ظهورهم على لطف الله ورحمته في مشهد أبكى نسمات فجر ذلك اليوم البائس الذي كان شاهدا على حجم الدمار وهول الفاجعة دماء سفكت هدرا بغير وجه حق وأجسادا بشرية هنا وهناك رسمت عليها آلة الموت المغربية أبشع صور الفظاعة، قتل من قتل من أبناء شعبنا الأعزل وجرح من جرح وأقتديت البقية إلى زنازين الوحشية ودهاليز الموت البطئ ولسان حالها يردد: "لقد سفكت في أرضنا الدماء نموت نموت ويحيا الوطن".
إنهم أبنائنا.. لون الحياة وبسمتها أملنا وطموحنا واللحن العذب الذي تعزفه شهقاتنا والشعر الذي تنشده قريحتنا هؤلاء البررة الذين إقترفوا جرم الرأي والتعبير في أعين الرباط تلبسهم عباءة الإجرام والشيطنة بينما هم نيازك أضاءت وعي شعوب عديدة فسارت على هديهم واستحقوا تقديرها واحترامها هم اليوم يمثلون أمام محكمة العسكر تطوقهم الاسلحة من كل جانب وتحاصرهم العساكر بكل ما امتلكت افئدتها من حقد وكراهية وينتظرهم مصير مجهول وتهم مفبركة غليظة وفضفاضة ويتصدى لهم ظلم وجور قضاة يشتغلون بالهواتف يحكمون بالتعليمات.
يا لها من مأساة تجعلنا نملأ الدنيا نحيبا من شدة الألم والوجع ومرارة فراق ابناءنا الذين تترصد بهم مشانق المغرب من اجل اعدامهم. فيا ايتها الانسانية.. بالله عليك انصفينا انقذي ثمرة عمرنا من مخالب الموت. ما الذنب الذي اقترفوه ليهددوا بالقتل، ليسجنوا، ليعذبوا، لينكل بهم؟ ومتى صارت حرية الرأي والتعبير تأشيرة إلى الإعدام؟ وآه وآه إنها الآلام تعتصر القلب وتدميه. جفت مدامعنا من شدة البكاء. وافتقدنا طعم الحياة التي اتشحت بالسواد القاتم حزنا وفجيعة. إن السماء لتبكي، والأرض لتبكي. وتبا لك يا فرحا تأتي في غياب الأحبة. فكم هي مفجعة موجعة رؤية ظلام الإحتلال يبتلع أبناءن،ا قلوبنا التي تمشي على الأرض. فلطالما تغنت ألسنتهم بقول الشاعر:
لا تحزني امي ان مت في غض الشباب
غدا سأحرض اهل القبور وأشعلها ثورة تحت التراب
وكأنهم كانوا يدركون مصائرهم ويستقبلون قدرهم بكل ثبات وكبرياء وأنفة وبكل صمود وشجاعة ورسوخ. لكن لا وألف لا! لن ندعكم تقتلون! وسنصرخ ملئ حناجرنا ونبكي الدماء. ونقول لا ولا ولا وألف لا. أنتم شبابنا. أنتم قلوبنا. أنتم فلذات أكبادنا. فلن نتحمل هذا الظلم يا أيها العالم. يا أيتها الإنسانية. نستصرخكم، نستنجد بكم، أنقذونا أنقذونا أنقذوا أبناءنا. إنهم مناضلون شرفاء وليسوا مجرمين، بل المجرم هو النظام المغربي. هو من قتل، ودمر، وأعتقل، وشرد، وقنبل، وكان بنيته إبادة شعبنا. هو من يحتل أرضنا.
فكفى هدرا لدمائنا. أوقفوا هاته المذبحة فسكوت العالم وصمة عار على جبين الإنسانية.
ويا جماهير شعبنا المكافح هذا عهد الزغرودة والشعار بيننا وبينكم. هبوا مناجدين، فرفاقكم وأبنائكم وإخوانكم على حافة الموت. حاملين في قلوبهم حلمنا الأبدي في الحرية والإستقلال ولا ينتظرون منكم الدموع بل ينتظرون الدماء التي ستسيل وستسقي ربوع وطننا لتنموا زهرة الحرية وتقطفها الأجيال القادمة.
"للحرية الحمراء باب لكل يد مضرجة بالدماء يدق".
وسلام الله جميعا
عن أمهات المعتقلين السياسيين الصحراويين مجموعة أكديم إزيك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر