في اربعينية الكفاح المسلح المتحف الوطني للمقاومة يحتضر ؟

يشكل المتحف الوطني للمقاومة فضاء تاريخي للتواصل مع تاريخ الثورة وابطالها ومع نضال وكفاح الشعب الصحراوي وكتاب مفتوح على المنجزات الوطنية وتاريخ مقاومتها ، وقد انشئ المتحف رغم الاكراهات المتعددة والصعوبات التي طبعت مراحل تكوينه مواكبا محطات التاريخ الناصع للثورة ورموزها ، ورغم انه قطع اشواطا كبيرة الا ان الواقف على الحال الاني للمتحف وما يعانيه من حالة سيئة تصل الى حد الجريمة في حقه وفي حق رسالته يصدم امام الواقع المبكي الذي يعيشه.

فالازمة الخانقة والضائقة المالية المرفوعة شعارا رغم مخالفتها سلوكا من طرف الجهات الرسمية تدفع الى التساؤل عن السر الكامن وراء عدم استكمال الاجزاء الناقصة من بناء المتحف واستكمال الترميم رغم مرور سنوات عديدة على نفس الحال .

ففي اربعينية الكفاح المسلح وفي اربعينية الاحتفاء بالتاريخ والمنجزات والرموز يصرخ المتحف الوطني للمقاومة عله يسمع من يهمه الامر ، صرخة تدين السياسات وتدين التقاعس الرسمي والمجتمعي في عدم لعب الدور المنوط بكل طرف ، فالتقاعس تملص من المسؤولية واخلال بالواجب.

ان زائر المتحف الوطني بقدر ما تشده صورة المعروض وقيمته التاريخية بقدر ما يحز في نفسه التاخر الحاصل في كل الجوانب وغياب ارادة حقيقية في اصلاح ما افسده التهاون وعدم المسؤولية وانعدام التقدير الحقيقي للاهمية التي يلعبها المتحف كحاضن لتاريخ الامة الصحراوية .

ان تطوير اداء المتحف وادواته مسألة ضرورية للرفع به ونقله من الاداء التقليدي الى الاحترافية وعصرنة ادارة المتحف وتوفير الامكانيات الضرورية واللازمة مطلب ملح لبناء اسس عمل ناجح لوضع قاعدة تدريجية للتحول في الاداء الكلي للمتحف فالبرامج الحكومية كانت ولازالت تستثني المتحف وتسقطه من الاهتمام الى درجة ان اصبح المتحف يستجدي الهبات الخاصة في اعلان صريح لفشل التدبير الحكومي وعدم قدرته على تعويض النقائص الحاصلة وهو ما يجعلنا ندق ناقوس الخطر ، فحالة الا حتضار التي يعيشها المتحف تظهر ان اصحاب السياسات مصابون بعمى من لايبصر ما حوله او انهم يتعمدون اللامبالاة وهي مسألة خطيرة قد يدفع المتحف للمقاومة ضريبتها ومن خلاله التاريخ والحاضر والمستقبل .

ان تكريس واقع ماك يا حوت شربو والله موت مرفوض وغير مقبول وتحمل المسؤولية فرض عين وواجب مهما كانت الظروف والتصالح مع الذات وفي الاربعينية مدعاة فخر واعتزاز والنهوض بالمتحف كشاهد تاريخي ضرورة تصالح تحتاج شجاعة من يؤمن بأهميته التاريخية وقيمته الحضارية فالمسؤلية مسؤولية الجميع والتاريخ لايرحم كما علمنا.

المصدر: المصير نيوز