الأربعاء، 1 أغسطس 2012

أُسس الإصلاح في الفكر الإسلامي الحلقة الثانية عند الشيعة

يسعى موقع التغيير في خطوة للبحث في الاسس التي ينبني عليها الاصلاح والتغيير نحو الافضل ومن اجل تعميق المفاهيم الأخلاقية والدينية داخل المجتمع ، نبدأ بسلسلة اصلاح المجتمع والتي تنطلق من التدقيق في الفكر الاسلامي من خلال النصوص الإسلامية وفهم علماء الإسلام لها بغض النظر عن مذاهبهم وتوجهاتهم العقائدية لان موضوعنا هو اصلاح المجتمع من الناحية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية دون الدخول في العلاقة بينه وبين ربه باعتبار تلك العلاقة عقدية يجب ان يسعى كل واحد منا لفهمها وترسيخها من العلماء المختصين في علم العقيدة، لذا لاغرابة حين تجدنا نبدأ في هذه السلسلة بالامام الخميني وهو الامام الشيعي الكبير والمعروف لان الاسس التي يني الشيعة عليها الاصلاح جد مفيدة ومركزة ونترككم مع فلسفة الشيعة للاصلاح من خلال كلمات الامام الخميني:
هناك أمور تُعتبر أساس الصلاح وأبوابه وركائزه، ينبغي التركيز عليها، لأنّنا إن نجحنا في فتح هذه الأبواب بالشكل الصحيح، ستكون كلّ مفردات الصلاح سهلة التناول، وممكنة التحقّق.

أمّا إن لم نوفّق لعلاج هذه الأساسات فلن يمكننا أن نبني بيتاً قويّاً يواجه الرياح، بل كلّ ما نبنيه ربّما ينهار أمام أوّل اختبار قاسٍ. فما هي هذه الأساسات:
1ـ بناء النفس
يقول الإمام الخمينيّ: "لقد بُعث الأنبياء من قبل الله تبارك وتعالى لتربية الناس وبناء الإنسان. وتسعى جميع كتب الأنبياء ـ وخاصّة القرآن الكريم ـ من أجل تربية هذا الإنسان، لأنّه بتربية الإنسان يتمّ إصلاح العالم".
ويقول أيضاً: "إنّ أيّ إصلاح يبدأ من الإنسان، فلو لم يتربَّ الإنسان فلن يتمكّن من تربية الآخرين... ولأنّ الأمور كانت بيد أشخاص لم يتربّوا تربية إسلاميّة ولم يبنوا أنفسهم، وبسبب هذا النقص الكبير، فإنّهم جرّوا بلادنا إلى ما هي عليه الآن وجرّونا إلى الموضع الّذي يتطلّب منّا سنوات طويلة للإصلاح إن شاء الله".
يجب أن نهتمّ ببناء هذا الإنسان بشكلٍ صحيح من البداية بتربيته وبنائه بالشكل الصحيح. فعمليّة الإصلاح تبدأ من الطفل الصغير لنؤمّن له أجواء الصلاح ومفرداته، ونصل به إلى حالة يستطيع عندها أن يقف ويعتمد على نفسه ليواجه كلّ الفساد الموجود حوله فيؤثّر بالمجتمع بإيجابيّاته ولا يتأثر بسلبيّات المجتمع.
يقول الإمام الخمينيّ:"إنّ النظام الوحيد والمدرسة الوحيدة الّلذان يهتمّان بالإنسان من قبل انعقاد نطفته وحتّى النهايّة هما مدارس الأنبياء".
ويقول أيضاً: "إن ما نادى به الأنبياء هو الإنسان ولا شيء غيره. يجب أن يكون كلّ شيء على شكل إنسان، إنّهم يريدون بناء الإنسان، وسوف يصلح كلّ شيء عندما يتمّ إصلاح الإنسان".
2ـ أهميّة الثقافة
يقول الإمام الخمينيّ: "إنّ ما يصنع الشعوب هو الثقافة الصحيحة" .
ويقول كذلك: "إذا صحّت الثقافة صحّ شبابنا".
فالثقافة لها دور أساس في الإصلاح. ليس هذا فقط بل إنّ بداية
الإصلاح يجب أن تكون من الثقافة، يقول الإمام الخمينيّ: "إنّ السبيل لإصلاح أيّ بلد إنّما يبدأ من إصلاح ثقافته، فالإصلاح يجب أن يبدأ من الثقافة".
فهي البدايّة الصحيحة الّتي تجعل كلّ الجهود الأخرى مثمرة، يقول الخميني: "إنّ ثقافة أيّ مجتمع هي الّتي تحدّد أساساً هويّة ذلك المجتمع ووجوده، فإذا انحرفت الثقافة فإنّ المجتمع يكون أجوفَ فارغاً مهما حقّق من القوّة في الجوانب الاقتصاديّة والسياسيّة والصناعيّة".
3ـ تقوية الجانب الروحيّ
يقول الإمام الخمينيّ: "الإيمان يعني أن تعي قلوبكم وتصدّق تلك الأمور الّتي أدركتها عقولكم. وهذا يحتاج إلى المجاهدة حتّى تفهم قلوبكم أنّ العالم كلّه محضر لله، فنحن الآن في محضر الله، ولو أدرك قلبنا هذا المعنى بأنّنا الآن في محضر الله، وبأنّ هذا المجلس محضر لله، وإذا وجد قلب الإنسان هذا الأمر، فإنّه سيبتعد عن جميع المعاصي إذ إنّ سبب جميع المعاصي أنّ الإنسان لم يجد هذا الشيء".
فالمعرفة العقليّة ضروريّة ولكنّها تبقى غير قادرة على مواجهة الامتحانات الصعبة ما لم تتعمّق وتصل إلى القلوب، فاحتلالها القلوب.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر