الأربعاء، 29 أغسطس 2012

المستقبل المجهول

تجتاحنا الهموم في أحيانها عصيبة وعصيبة ، تخفي في ثناياها رموزاً لكوارث وأحداث سيئة داكنة في سوداويتها ، متجبرة في قسوتها تزف بشائر الخوف وترفع رايات التهديد لنا بانكسار قادم

وعواصف تسحب من تحت أقدامنا ثبات الأرض وسكينتها لتنهال علينا زخات رياح الأخبار السيئة ، والمحزنة التي تلقح نواة الطمأنينة بشرورها ، وتعكر مزاج مياهنا النقية فنشرب علقم الزمن الذي نعيشه زمن لونت أحداثه حلوقنا بالمرارة ، وتصدمنا صواعقه بصدمات متتالية لا رحمة فيها ولا شفقة فإذا ما خرج بعض من البشر عن الهالة الإلهية التي تحيط بهم حينئذٍ تغادر الرحمة أفق انسانيتهم فيضعف الوجدان عن اداء دوره ولا يبق لمكارم الأخلاق سوى عناوين وشعارات يسخرها هؤلاء الاستيلائيون لتحقيق أهدافهم السطوية (وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فـأقم عليهم مأتما و عىويلا )فيمارسون العنف ويعملون القسوة ويهددون أمن واستقرار المجتمع غير آبهين بمصالح و لا مبادي و مستقبل هذا الشعب و لعل أخر قرار للحكومة الصحراوية (بوليساريو)بتاريخ 28/08/2012 القاضي بترقية مدرسة 27 فبراير الي ولاية، و لعله ترقية المسأة الى نكبة و هي فكرة الوطن البديل التي يسعى لها المحتل بكل ماأوتي من قوة ليتجسد ذلك عبر أيادي صحراوية خالصة يا للاسف ، و لعل بهذا القرار الخاطي صدق الوصف فينا مع الواقع الفلسطيني الذي قسم بين غزة و الضفة و الشتات حتى أقترح العدو الصهيوني فكرة الوطن البديل (الاردن ) و هذا مصداق حديث معظم راي الشارع الصحراوي من أن يؤول الحال الي ما عليه الواقع الفلسطيني ، أي أن ننقسم بين ماهو تحت الاحتلال المغربي و ماهو في الشتات (موريتانيا - الجزائر- اسبانيا) و الوطن البديل الذي يجسده قادتنا بسياستهم الخاطئة و الذي أثار موجة من الخوف والرعب والسخط والاستنكار والقشعريرة قرارات أخلت بكل القيم والمعاني ونهشت حوائط أمننا وزعزعت ثقتنا وهزت كل مقومات حياتنا كيف لا ونحن أبناء هذا البلدالأمين الذي طالما اعتززنا وتفاخرنا به وبما ينعم به مجتمعنا من مكارم أخلاق تحفظ لنا أمننا وسكينتنا وتبعث فينا الأمل بمستقبل واعد ومشرق ، تلك القرارات التي تسللت إلينا وأرخت سدولها علينا ، جعلتنا نعود الى صفحات ذاكرتنا القريبة نراجع فيها كل الأحداث التي وقعت في الماضي أي حقبة الثمانينات و نقول(إذا مالجرح رمى على فساد تبين فيه إهمال الطبيب ) ولانه لم يتم الاستفادة من تلك الاخطاء و القرارات الجايرة ،بمحاسبة و معاقبة الفاعلين و المسؤولين عن تلك الاخطاء الماضية فلن يؤمل من القيادة الصحراوية إلا الاسوة (لن يستقيم الظل و العود أعوج)مدام نفس الاشخاص هم أصحاب الرأي و القرار .

ثم أود أن نستعرض وجوه أفراد و أشخاص وثقنا بهم ولم يكونوا على مستوى الثقة علاقاتنا معهم تبدو في نمطها الخارجي علاقات مجللة بالدبلوماسية و لبروتوكولات، لكنها تفتقد الى الحقيقة من تعامل مرجو ومنتظر منها ، لقد خيمت عناوين تلك الحوداث والتجاوزات على علاقاتنا وحياتنا فأزاحت كل لحظات الفرح والبهجة وأخذت في جيوب عنفوانها كل المعاني الحلوة مما جعلت وجه حياتنا ينتابه الترهل ويعلوه الصدأ لكننا لم نبارح الأمل ولم نيأس وسنخوض معركة ننتصر فيها لأنفسنا ولقيمنا وأخلاقنا وأمننا وشعبنا ومشروعنا السياسي ،ضد كل من أصابه جنوح في عقله فأطلق لنفسه عنان العنف والطغيان يستبيح أمن المواطن وسلامه و هدفه .

بقلم : محمد يسلم الصالح

1 التعليقات:

غير معرف يقول...

بارك الله فيك. اسطر تحمل بين ثناياها الكثير من التحصر بعد التريث الذي طال اكثر من اللوزوم. علينا ان نثور على واقعنا الحنظل لعلنا نرقع ما تبقى من اطراف خيمتنا التي انهكتها ظروف اللجوء القاسية و عبث و اهمال القيادة الخائنة لمبادئ ثورة ٢٠ ماي الخالدة

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر