الخميس، 16 أغسطس 2012

الشاب الصحراوي المتضرر الأول من القضاء على سوق المحروقات

لقد شغل الرأي العام الصحراوي هذه الأيام موضوع سوق المحروقات التي تعد ثاني سوق من حيث ما توفره من يد عاملة ، و يعد أكثر هذه اليد العاملة من فئة الشباب بكل أنواعه من خريجي الجامعات و مقاتلين تابعين للجيش الشعبي الصحراوي و أخرين لم يستطعون مواصلت مشوارهم الدراسي ، حيث و في ظل الأزمة المالية العالمية و غياب سياسة واضحت تحتوي الشباب و تؤطره داخل حلقات التنظيم المختلفة ، دخل هؤلاء الشباب هذه التجارة الرابحة مقارنة مع باقي مجالات التجارة المسموح بها داخل المخيمات ، حيث يتم شراء هذه المحروقات من ولاية تندوف و نقلها عبر خزانات السيارات إلى الولايات الصحراوية ، و هناك يتم بيعها و شرائها من طرف أخرين يقومون بنقلها إلى خارج الولايات الصحراوية بتجاه المناطق المحررة والريف الوطني و القطر الموريتاني .
و بعد أن إرتفع سعر المحروقات بفعل زيادة الطلب عليها تضرر المواطن البسيط من إرتفاع سعرها و هو ما دفع بعض نواب المجلس الوطني الصحراوي إلى فتح تحقيق في مجال سوق المحروقات من أجل تحديد سعرها حتى يتسنى للمواطن البسيط شرائها .
و يبدو و حسب ما توصلت إليه أسرة التغيير أن السلطة الصحراوية تريد القضاء على هذه السوق ، دون دراسة لتداعيات هذا القرار ، حيث تناول الإجتماع الأخير للحكومة موضوع سوق المحروقات و إمكانية القضاء عليه بشكل كامل ، و هو فعل خطير سيفتح المخيمات إلى جميع أشكال الجريمة بفعل البطالة و عودة بعض الشباب اللصوص الذين كانوا يمارسون هذه التجارة ، دون خلق فضاء لحتوائهم و تشغيلهم .
و يعد الشباب الصحراوي المتضرر الأول من قرار القضاء على سوق المحروقات في ظل البطالة و تداعيات الأزمة المالية و عدم أوجود متنفس أخر من شأنه التخفيف من معانات الشباب داخل المخيمات و توفير متطلباته خاصة اليومية و العائلية منها في ظل نقص المساعدات الإنسانية .
و هنا يتسأل التغيير: لماذا لا يتم خلق فضاءات إقتصادية للشباب الصحراوي و توظيفه و حتوائه من أجل الرفع من مستوى عمل التنظيم ؟
و هل قرار القضاء على هذا السوق سيخفف من معانات الشباب ؟ و لماذا لا يتم تحديد سعر المحروقات و مراقبته دون القضاء عليه ؟ أم أن تجار المحروقات و قوافلهم يريدون السيطرة على بيع و تهريب المحروقات بإسم التنظيم و الحكومة ؟ .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر