السبت، 11 أغسطس 2012

من المتسبب... تراجع الأداة ..او عمل المخابرات ؟‎



بقلم : كبادة حمد السيد
عزيزي القارئ لن أطيل القراءات او التحاليل ولن أغوص في التفاصيل أكثر كما قد لا يكون العنوان مناسبا لما سنتناوله كذلك...فقط هو مجرد شعور أصبح يطاردنا في ظلام المخيمات الحالك وينبئنا بظهور بوادر البقاء في واقع لم نملك يوما الإرادة لتطليقه بالثلاث..ليس لأننا لا نستطيع بل لان قوة قاهرة من أصحاب المعالي لا تريد ذلك الطلاق البيني الأبدي.....وبذلك أعطيت لنفسي عهدا بأن لا أطلق الحديث عن الواقع وكل فرد منا اليوم مطالب بالأوقوف مع ذاته ومصارحتها وان يعمل عملية جرد للواقع الذي كرسناه لأنفسنا حيث أصبحت فيه قضيتنا عبارة عن ومضة اشهارية لدى مجلس الأمن يظهرها متى شاء وأين يشاء.
تشهد مختلف حروب السلام او النزاعات او سميها ما شئت ...طرق وأساليب مختلفة وكذا استراتيجيات بشكليها الطويلة الأمد او القصير بخلاف ذلك , تنتهجها الأطراف المتنازعة على منطقة ما او من اجل إقليم معين, او لأجل رقعة جغرافية متاخمة لمحيط او تزخر بثروة ذات مخزون وافر....؟
وفي الأخير تكون الغلبة للأقوى دائما وابدأ من خلال استغلاله لنقاط ضعف الأخر, وتقوية نقاط قوته الذاتية وذلك بقراءته المتأنية والذكية للفرص المتاحة وتهديدات...وكشرط أول احتكاكه مع ذاته
وباختلاف كل العناصر المذكورة سلفا يبدو ان كفاح شعبنا والذي بدوره ليس استثناءا, اخذ منعرج أخر بعد ان امتطى عدة سفن بدءا بحرب التحرير التي لقنا العدو دروسا ستظل راسخة على مدار الزمن إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها,... ليتم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بعد ذلك وهي الصدمة التي لم يكن يتمناها الصحراويين لأسباب عدة لا يتسع المقام لذكرها ....؟
ليتخذ الصراع وجها أخر انتهج الطرفان فيه إيديولوجيات مختلفة الكل حسب ظروفه الداخلية وكذا تماشيا مع الظروف الدولية, التي كانت تسود المعمورة آنذاك او ما يعرف بالحرب الباردة.
وعندنا مايطلق عليه مخطط التسوية والذي رسم محاور عدة على سبيل المثال لا للحصر وقف إطلاق النار وتقرير مصير الشعب الصحراوي ,وتحديد هوية من يحق لهم التصويت, وذلك طبعا في إطار مفاوضات أطلق عليها السلام تحت مظلة الأمم المتحدة ليتم إدغام كل النقاط ماعدا الأخيرة منها لتقطع البوليساريو شوطا معتبرا خلال تسعينيات القرن, عندما كانت في أوج عطاءها وحينها كاد شعبنا الصامد ان يتربع على أرضه الطاهرة... لتمضي سنوات عجاف بعدها على أداة البوليساريو كتنظيم سياسي وإطار شامل تنصهر فيه كل مكونات الجسم الصحراوي سادها انذاك غياب التسيير والشفافية والانفراد بالقرارات لنحدث نحن المفاجأة حينها ونعلن عجزنا خلف الستار...ويا ترى من المتسبب في ذلك العجز ...؟
لنظل بعدها نسبح في فلك لا متناهي اسمه المفاوضات, لنجسد بذلك إحدى قواعد الطبيعة الغير متعارف عليها والتي بطبيعة الحال تخدم الأعداء او ما يصطلح عليه قاعدة المد ولا للجزر؟ وحينها عاهد وفدنا المفاوض نفسه على ان يجول ويصول جميع عواصم العالم بداعي تغيير أرضية التفاوض والاطرف المشرف عليها...والسيناريو يتكرر ونحن دوما في حالة تسلل, ...مع العلم أننا في كل جولة نتنازل عن المضمون والجوهر معا لنكن نحن لوحدنا من يدفع فاتورة السلام.
لينتفض شعبنا بالمناطق المحتلة بعدها مواصلا مشوار الانتفاضة التي أعلن عنها منذ أحداث الزملة التاريخية ليقول للعالم أنها صافرة بداية لديمقراطية العصر مجسدا ذلك بمخيم اكديم ازيك, والذي كذلك خابت أداتنا وقيادتنا في استغلاله وكيفية التعامل معه لنترك المجال للعدو, وحينها خرج وزير خارجية المخزن للعالم وهو يردد عبارة "أنها مجرد مطالب اجتماعية للأقاليم الجنوبية وسنلبيها في القريب العاجل " لتبارك القوى العظمى تلك التصريحات.
لنصل بعد ذلك إلى أفق محدود يسوده الظلام ونفاق المواقف, ليعلن المغرب بعدها سحب الثقة من المبعوث الشخصي للأمم المتحدة ونتخذ نحن موقف معارض لتعلن بذلك الخارجية الأمريكية
عن تزكية موقف بان كيومن, وهو الموقف الذي افسره شخصيا على انه مجرد لعبة وحكاية من نوع أخر لتطويل عمر الصراع وهو ما ترتاح له نفوس بعض القادة وأصحاب المعالي
ليظهر صراع من نوع أخر يصطلح عليه صراع المخابرات وتقلقل العدو داخل الصف وتشتيته على المستويين القمة والقاعدة. ؟
لنشهد بذلك أزمة على المستوى الأمني لم نندد بها إلا نحن والصديق الحليف؟ واقصد بذلك اختطاف المتعاونين الثلاث, وطبعا بخلاف ما اعتادت عليه العادة... لما يحدث نفس الشئ في دول أخرى تقوم القيامة وتندد القوى العظمى إلا نحن "امسيكينين "مقلوب على أمرنا, فلم تصلنا رسائل تضامن إلا من دولة ثورة الأول من نوفمبر لأنها عاشت مرارة الإرهاب والترهيب,بل لأنها دولة حق و مواقف.
وحينها هلل وكبر المخزن للحادثة لنتخبط نحن ونلصق التهم تارة "بخليل ولد ليلا "وفي مرة أخرى بمجموعة ما..؟ وأكثرنا من الاستخارة وتحجاب ... وعشنا حالة صداع لا مثيل لها على مستوى القاعدة, ليخرج بعد ذلك احد أصحاب القرار؟ ويتهم مجموعة إرهابية بتنفيذ العملية, ويقول آخرون بعدها من أصحاب المعالي للعلن وبكل صراحة "نعم لقد فعلتها المخابرات المغربية ",صراحتا لا ندري من نصدق زيد أم عمر او ليلى, لنشهد في الأيام القليلة الماضية وزير خارجية اسبانيا يوجه رسالة لجميع عمال الإغاثة والمتعاونين الأسبان مضمونها ضرورة الالتحاق بديار الاسبانية لان المخيمات لم تعد مكانا آمننا حسب الأسبان؟ وهنا الطامة الكبرى "يصحراويين ابكوا على حظكم"
وهنا نطرح التساؤلات التالية لأصل إلى بيت القصيد من وراء هذا المقال...
من الذي يعمل على ترسيخ الواقع إلى مالا نهاية؟
من المتسبب فعلا في أزمتنا الأمنية هل هو ضعف الأداة التنظيمية... أم ان ذلك يرجع لعمل المخابرات المخزنية؟ وكذلك من المستفيد من القرار الأخير الذي أقدمت عليه السلطات الاسبانية ؟
وللإجابة عن السؤالين لن اسرد كثيرا ولكن بطبيعة الحال سأترك المجال مفتوحا لكل من يقطع الشك با ليقين
في ما يتعلق بواقعنا الخاص ايجابيتي وأقول أننا نحن كقاعدة رسخنا لأنفسنا البقاء وسنظل كذلك مادمنا نرضى لأنفسنا بأن تتعامل عقولنا مع ما يتناقض شرعا مع ذواتنا...؟
أما في ما يخص الشق الأول من التساؤل الثاني من فسأدعم أيجابتي بجرد بسيط لقضيتنا الوطنية وحال شعبنا منذ وقف إطلاق النار
_انعدام مخطط امني حقيقي داخل المخيمات او على الحدود مع دول الجوار
_غياب الشفافية وتراجع القادة عن العطاء
_إهمال المؤسسة العسكرية وأثار ذلك على الوطنيين المخلصين
_الخروج حقيقتا عن جوهر مخطط التسوية
ليست هذه إلا بعض مبررات الإجابة القائلة ان الأداة هي المتسببة في وضعنا الحالي القاتم والمسدود
أما الإجابة عن الشق الثاني فبناءا على نتائج القرار طبعا المستفيد الأول والأخير هي المخابرات المغربية لان إطلاق سراح الرهائن كان مشروط بسحب المتعاونين الأسبان من المخيمات لضغط أكثر على البوليساريو ولكن ضف إلى ذلك ضعفنا نحن أعطى للعدو فرصة أهانتنا وجعلنا نتخبط في علاقاتنا مع الأصدقاء وليس الحلفاء لان ذلك مستحيل طبعا
والحوصلة أنهائة هو ان تراجع عطائنا وأداتنا هو السبب الحقيقي وراء كل ما نعيشه الآن واختم حديثي بمقولة لشهيد الحرية والكرامة قال في مضمونها "عندما يتحول القيادي من دافع للقاعدة الشعبية إلى احمل اعلي القاعدة فأنه أصبح انتهازي لأنه يأخذ من القاعدة ولا يعطيها ومن المفروض العكس ولذلك لابد من هزو ولا هزها ...اي القيادة ككل"
وما هذه إلا قراءة مواطن بسيط للواقع الذي نعيشه وطبعا قراءة تحتمل الصواب وكذا الخطأ
وكل الوطن او الشهادة والمجد والخلود لشهداء القضية وما نامت أعين جبناء المخزن
المصدر : المستقبل الصحراوي .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر