الثلاثاء، 14 أغسطس 2012

غبن الساسة فالسياسة

بعد ستة أسابيع فقط على اتهام الرئيس الألماني كريستيان فولف بالانتفاع من منصبه عندما كان رئيسا لوزراء ولاية سكسونيا السفلى، قدم استقالته تحت ضغط من الرأي العام. فهل يمكن تصور سيناريو مماثل في الجمهورية الصحراوية؟

أعلن الرئيس الألماني في شهر ماضي استقالته بعد ستة أسابيع فقط من اتهامه بالانتفاع من منصبه عندما كان رئيسا لوزراء ولاية ساكسونيا السفلى، وبعد أن طلب المدعي العام رفع الحصانة عنه للتمكن من التحقيق معه. الأسابيع الستة بدت فترة طويلة للكثيرين في ألمانيا الذين انتقدوا الرئيس بالمماطلة في الاستقالة من منصبه. إلا أن ما حدث في دولة ديمقراطية كألمانيا يعتبر بمثابة حلم تتطلع إليه الشعوب العربية عامة و الشعب الصحراوي خاصة، وكذلك إسرائيل التي تعتبر عدو تاريخي للعرب قامت بمحاكمة كبار مسؤليها أثناء الحكم و بعده بتهم الفساد و الرشوة ولعل أخرهم رئيس الوزراء السابق *المرت* ، وكذلك الحال لرئيس مدير صندوق النقد الدولي *دومينك ستروس كان *الذي قدم إستقالته من وظيفته بالرغم من إن القضاء لم يبت حينها في القضية ، فأين نحن من ألمانيا و أسرائيل ،فهم أكثر ديمقراطية من أي بلد عربي و مابلك بالجمهورية العربية الصحراوية و التي أتحفظ على باقي التسمية لان الديمقراطية لانمد لها بصلة، خاصة في دولة لم تحقق أي مطلب للشعب من مساءلة للمسؤلين ولا الفاسدين وحتى المجرمين الذين اجحفوا بحق هذا الشعب الاعزل ، في حين يطالب الشارع بحقوق تعد مكفولة للفرد وفق الاعلان العالمي لحقوق الانسان من أن تسود دولة قانون ذات قضاء مستقل يتساوى فيها كل المواطنون أمام القانون. فهل هذا السيناريو ممكن في دولة مثل الجمهورية الصحراوية؟ وهل سيغير الربيع الصحراوي من الصلاحيات المطلقة للرئيس وحاشيته ويجعلهم قابلين للنقد والمحاسبة،خاصة بعد كشف فسادهم و تلاعبهم و لعل ماصرح به مبعوث الامين للامم المتحدة السابق إريك جانسون ،مجرد مثال و ماخفى أعظم ،من فساد سياسي و إداري وكذلك أخلاقي ، وأمام هذا التعسف الفاحش من الرئيس و حاشيته لم يعد لديهم من رد على المطالبين بالاصلاح و التغير إلا من لأنتم و لعل بالحسانية أبلغ( انتمو شكون) أو الوصف بالخائنين و الجواسيس وكأن المواثيق الدولية و العهد العالمي لحقوق الانسان و الاعلان العالمي لحقوق الانسان لم ينصا على التعبير و حق النقد.

في إنتظار.

رد أهل الضمائر الحية و اهل العقل و الغيورين على هذا الوطن و اهله على الاسئلة التي طرحت لكم مني كامل التقدير.

بقلم :محمد يسلم الصالح

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر