الثلاثاء، 10 يونيو 2014

وزارة التعليم : فلكية نسب النجاح يكذبها جهل التلاميذ


اثناء دورة الثلاثي الاول تفاجأ استاذ مادة الاجتماعيات من عجز التلاميذ في إعدادية 17 يونيو بمخيم ولاية السمارة عن تقديم نبذة ولو مختصرة حول سيرة عضو الامانة الوطنية الراحل واحد مؤسسي الجبهة الشعبية الشهيد "المحفوظ عليا بيبا" فيما انبرى التلاميذ في وصف سير أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين كمؤسسها بن باديس، المدرسة ذاتها كانت قد شهدت اضطرابات كبيرة وصل صداها حتى قناة "الرحيبة" المغربية، وبعد اعدادية 17 يونيو خرج تلاميذ مدرسة سيمون بوليفار التي تدرس المنهج الاسباني بدعم مشترك بين جمهورية فنزويلا وكوبا خرجوا في تظاهرة بعد تصريحات المسؤولة الاولى في القطاع عن نية وزارتها ارسال تلاميذ المدرسة الى الجزائر في ظل عجز الممولين الرئيسين عن الالتزام بتعهداتهم.
واظهرت نتائج التعليم المتوسط بمختلف المتوسطات بمخيمات اللاجئين الصحراويين تراجعا ملحوظا في نسب النجاح، حيث سجلت متوسطة 12 أكتوبر الوطنية النسبة الأضعف بنسبة نجاح 1.17% وهي نسبة تطرح استفهام حول الفترة التي يقضيها التلاميذ بعيدا عن عائلاتهم ليعودا بهذه النتائج الهزيلة والميزانيات الضخمة التي تصرفها الدولة سنويا على المتوسطة وفيما يلي النتائج التي توصلت لاماب المستقلة بها من مصادر مطلعة بوزارة التعليم.
متوسطة 12 أكتوبر نجاح 1 من أصل 84 تلميذ، سيمون بوليفار نجاح118 من اصل 175 ، ولاية العيون نسبة النجاح 17% ، ولاية اوسرد، ولاية 45% ولاية السمارة 50%
كل هذه الاضطرابات والنتائج السلبية شهدها الموسم الدراسي الذي سيختتم بعد ايام حيث ظل قطاع التعليم ملبد بالغيوم والاحتجاجات من قبل التلاميذ وأولياؤهم وحتى بعضا من المعلمين والاساتذة . وسط هذا الواقع المأزوم اخرجت الوزيرة يدها بيضاء بنسب النجاح الفلكية في امتحاني الشهادتين الابتدائية والاعدادية والتي وصلت حدود 84 في الطور الابتدائي و86 في الطورالاعدادي حسب تصريحات الوزيرة لوسائل الاعلام الرسمية . النسب الفلكية والتي تشبه الانتخابات في الدول العربية تطرح العديد من التساؤلات المشروعة لعل ابرزها كيف الوصول الى هذه النتائج في قطاع مهزوز واخطاء بالجملة شهد عليها الاساتذة المراقبون احتوتها كل المواد خاصة في الشهادة الاعدادية، ومالذي يدعوا الوزيرة للحديث وبكل فخر عن نسب خرافية يكذبها جهل اغلب التلاميذ بالتاريخ الوطني وشكوى الاولياء من غياب الاداة الكفأة في التدريس وهو امر اثر بشكل سلبي على حقيقة الوضع التعليمي في المخيمات حيث ان العديد من العائلات الصحراوية باتت تجد في تعليم ابنائها في ولاية تندوف الجزائري السبيل الانجع لضمان مستقبل مأمول لابنائها .
بينما تلجأ الوزيرة الى سياسة "طلي الوبر" على اخفاقات قطاعها بنسب النجاح الفلكية لايجد المتابعين للشأن التعليمي سوى استغراب هذه الطريقة التي تشبه تسويق بضاعة فاسدة لقيادة لايهمها مصير جيل الغد بقدر مايهمها ان تستغل البراءة في المهرجانات والاحداث السياسية امام الاجانب ليس الا، فكم مرة توقفت الدراسة بسبب زائر ثقيل الدم تنتظره البراءة تحت حر الشمس لكنه لايحمل حمامة سلام ولاحتى لعبة اطفال تنسيهم مرارة الواقع .
قد تستغربون ان الكثير من الاجيال الجديدة لاتعرف حتى اسم رئيس الجمهورية الصحراوية، والكثير منهم يخلط بينه وبين اسم رئيس دولة الحليف، ففي استطلاع سريع اجريناه قبل سنوات وكان سؤاله : ما إسم الرئيس الصحراوي؟ اجاب الكثير من الاطفال بان الرئيس الصحراوي اسمه عبد العزيز بوتفليقة فيما قال البعض الأخر بانه اسمه هو : محمد عبد العزيز بوتفليقة، والسبب يعود الى تأثر الجيل الجديد بالمنهاج التعليمي الجزائري إضافة الى تأثير بيئة اللجؤ على نمط تفكير اجيال المستقبل.
ومع الايام ينمو جيل جاهل لايعرف كتابة اسمه فمابالك باعراب جملة او تكوينها والادلة كثيرة ودامغة وصادمة لكن الوزيرة تجد في النفخ وسيلة لارضاء الرئيس الذي سلمها القطاع وترك مراقبته للدعاية والتسويق .
فلكية الارقام المطبوخة على نار السياسة لن تغطي الشمس بالغربال حيث رويدا رويدا ينشأ جيل آخر اهتماماته الدراسة في ظل الغيابات المتكررة للمعلم او الاستاذ قبل ان يصل سن الرشد فينخرط في التطرف او الاتجار بالمخدرات في حين تنتهج الوزارة سياسة "الدحي الى الامام" قبل ان يغوص مخيمنا في جرائم ميوعة شباب الغد تلاميذ الامس الذين شربوا الجهل من المهد الى اللحد فيما تغادر الوزيرة القطاع بعد سنوات في ايطار "اعلى كم جيت" ويبقى أولياء التلاميذ يندبون حظهم فهل تصلح النسب الفلكية ما أفسد التعليم؟ .
المصدر: المستقبل الصحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر