الأربعاء، 4 يونيو 2014

الملك الشاب ... و التحديات الصعبة

سلم ملك اسبانيا، خوان كارلوس الأول عرش المملكة الى ولي عهده "فيليبي السادس". الخطوة التي جاءت متأخرة بعد مطالبات الكثير من الاحزاب والجمعيات و المواطنين الاسبان الملك بالتنازل عن العرش بعد قرابة اربعة عقود من اعتلائه، خاصة بعد تنازل العديد من الملوك في أوروبا و حتى في العالم العربي.
تخلي الملك الاسباني لم يكن طواعية بل جاء بعد عدة احداث أثرت سلبا على سمعة العرش الاسباني، لعل ابرزها تنامي المطالب الشعبية بعودة الحكم الجمهوري و إنهاء الحكم الملكي، و ثاني الأسباب هو تنامي المطالب بتقرير المصير، خاصة في اقليم الباسك و كطالونيا حيث تعتزم الحكومة الجهوية هناك تنظيم استفتاء لتقرير المصير شهر نوفمبر المقبل، يقرر من خلاله الشعب الانفصال او البقاء تحت السيادة الاسبانية، و قد اكد اليوم رئيس حكومة اقليم كطالونيا "ارثور ماس" ان تسليم العرش لن يؤثر على مساعي حكومته في تنظيم الاستفتاء في موعده المحدد.
و قد هزت عرش المملكة الاسبانية عدة فضائح جلت شعبيته في الحضيض، من بينها نشر الصحافة لصور الملك "خوان كارلوس" و هو يصطاد الفيلة في بوتسوانا شهر ابريل 2012، بينما الشعب الاسباني في عز الازمة الاقتصادية، و ثاني الفضائح هو تورط زوج الاميرة "كريستينا"، ابنة الملك "خوان كارلوس"، نجم كرة اليد السابق "اورذنغارين"، في فضائح اقتصادية و تقديم رشاوى و استغلال الاسرة المالكة للاستحواذ على عقود، و تعاملات غير مشروعة، و هو ما دفع بالقضاء الى المطالبة بإمتثال الاميرة "كريستينا" الشهر الماضي للتحقيق.
كما تحدثت اوساط صحفية عن احتمال تورط الملك خوان كارلوس في انقلاب 23 فبراير 1981، على حكومة رئيس الوزراء "ادولفو سواريث"، و هو ما يزيد من تدني شعبية المؤسسة الملكية الاسبانية.
و تواجه الملك الشاب البالغ من العمر 46 سنة، عدة تحديات لعل اهمها مطالبة جميع الاحزاب السياسية و النقابات بتعديل دستور سنة 1978 و التقليل من تدخل المؤسسة الملكية في الحياة السياسية، و كذا تحسين صورة الملكية التي تضررت كثيرا في السنوات الأخيرة، و اخيرا الاصلاحات السياسية و الاقتصادية و الدستورية القاسية التي يطالب بها الاتحاد الاوروبي. و تجد الملكية في اسبانيا دعما قويا من يمين الوسط، خاصة الحزب الشعبي الحاكم، حيث تعتمد ايديولوجية الحزب على الملكية كضامن للاستقرار في اسبانيا، فيما تلقى معارضة قوية من احزاب اليسار كحزب اليسار الموحد و هو ثالث قوة سياسية في البلد و الحزب المفاجئة في الانتخابات البرلمانية الاوروبية"Podemos" أو "نستطيع". الذي حصل على 5 مقاعد في البرلمان الاوروبي، و هو لم يتجاوز 4 اشهر من تاريخ تأسيسه، حيث طالبت هذه الاحزاب بالعودة الى النظام الجمهوري.
أما خارجيا فقد لعب الملك "خوان كارلوس" دور المروج لعلامة اسبانيا الاقتصادية، و الباحث عن عقود للشركات الاسبانية المتعثرة بسبب الازمة الاقتصادية، مستغلا في ذلك علاقاته الواسعة، خاصة مع الملكيات العربية الغنية كالمملكة العربية السعودية، الكويت، البحرين و غيرها، حيث تحصلت بعض الشركات الاسبانية على عقود مغرية، بفضل جهود الملك "خوان كارلوس".
تنازل الملك العجوز ـ 76 سنة ـ يُفقد الرباط مخاطبا قويا داخل الدولة الاسبانية، بسبب قوة العلاقات العائلية قبل الرسمية بين المؤسستين الملكيتين في اسبانيا و المغرب، حيث كان الملك "خوان كارلوس" الاول يعتبر نفسه الأخ الاكبر للعاهل المغربي، و من دون شك ان العلاقات المغربية الاسبانية لن تشهد تغيرا جذريا، غير انها قد لاتعود الى الدفء و الحميمية التي كانت عليها خلال اربعة عقود من حكم "خوان كارلوس".
بقلم الصحفي:البشير محمد لحسن ـ مدريد ـ
- للتواصل مع الكاتب :
Bachir.lahsen@gmail.com


- See more at: http://www.futurosahara.net/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA/item/3433-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%A7%D8%A8-%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B9%D8%A8%D8%A9#sthash.LaZQJGdp.dpuf

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر