السبت، 14 يونيو 2014

ماذا لو عاد الشهيد؟


عنوان قد يكون استعمل أكثر من مرة ، لكن شكل المرحلة ورهبة الذكرى تفرض علينا طرحه مجددا، ماذا لو عاد الشهيد؟ ووجدنا على ما نحن عليه اليوم. وهو الذي رحل عنا قبل 40 سنة وتركنا هنا! في طريقنا الى الوطن، بعدما حدد لنا معالم ذلك الطريق ودرجه بدمائه.
ماذا لو عاد ووجدنا لازلنا في بداية ذاك الطريق وقد صارت مسافته أطول وأكثر ضبابية؟ لم نبرح المكان لكننا تغيرنا في كل شيئ تقريبا، صرنا نتهافت الى الجنسيات الاجنبية ونتهافت ايضا الى العدو، والعلاقات التي كان يسميها هو بالعلاقات الحيوانية (القبلية) أصبحت هي المنطق السائد والمحدد الأساسي لكل شؤوننا، والمبادئ التي رسمها لنا لتكون معالم للطريق، واستشهد هو ورفاقه من اجلها قد حل بها ما حل بمبادئ مزرعة الحيوانات لجورج اورويل :
مبادئ مزرعة الحيوانات قبل الثورة             مبادي مزرعة الحيوانات بعد الثورة
ـ لا يسمح لأي حيوان بالنوم في سرير - لا يجوز أن تنام الحيوانات على أسرة بأغطية
- لا يجوز لأي حيوان شرب الكحول.  - لا يجوز للحيوانات شرب الخمر حتى السكر
- لا يجوز لأي حيوان قتل حيوانا آخر - لا يجوز لأي حيوان أن يقتل حيوانا آخر بدون سبب .
- جميع الحيوانات سواسية.            - كل الحيوانات متساوية ولكن بعض الحيوانات أكثر تساويا .
اما مبادئنا نحن: فلم تسلم من عاتيات الزمن وتأثير عوامل المناخ القاسي "بالحمادة" فمبدأ الوحدة الوطنية اصبح عبارة عن تحالف قبلي غير معلن تزينه طوابير المواطنين الراغبين في الحصول على الجنسيات الاجنبية، ومبدأ النقد والنقد الذاتي صار جريمة تطال لعنة التخوين كل من تجرأ عليه، وخير دليل على ذلك ما حدث لشباب 05 مارس الذين اختاروا هذا الاسم تيمنا بتشكيل اول حكومة صحراوية في 05 مارس 1976، وخرجوا على رؤوس الاشهاد ضد الفساد ومطالبين بالإصلاح، وإذا بالحكومة الصحراوية تعمم منشورا تخون فيه شباب 05 مارس وتحسبه مع تنظيمات عميلة لمخابرات العدو.
ومبدأ الصراحة البناءة تحول هو الاخر الى النقيض، ومن يجرؤ على استعماله سيجد العقوبة جاهزة من الاقصاء والتهميش في احسن الأحوال، الامر الذي خلق جوا من النفاق العلني للحصول على المغانم والامتيازات.
اما مبدأ الأمانة الذي كان عبئا ثقيلا يتهرب الرفقاء من حمله صار اليوم غنيمة يتسابق المناضلون اليه بكل ما أوتوا من قوة والغاية عندهم تبرر الوسيلة.
اما مبد المثالية، الذي يفترض ان يكون عليه المسؤول فقد تحول الى هالة تحيط به وتخلط له المال العام بالخاص وتجعل المؤسسة ملك خاص له ولذويه.
والتساوي مع المواطنين اصبح اكثر تساويا، فاغلب المسؤولين لا يسكنون المخيمات مع المواطنين بل في اماكن مجاورة تتوفر فيها شروط اكثر من الرفاهية، والتساوي مع بقية افراد الشعب لم ينته عند هذا الحد، بل هناك تساويا اكثر كأن يصل الراتب الشهري لبعض المسؤولين السامين الى ضعف ما يأخذه المقاتل او المعلم 100 مرة !!!!! .
وانا هنا لا اطلق التهم جزافا او مجازا، ففي الوقت الذي لا تتجاوز فيه استفادة المقاتل او المعلم ما يعادل 60 دولار، تصل الميزانية الشخصية لبعض الوزراء الى 6000 دولار شهريا.
وهذا للأسف لا يردع المسؤول عن التصرف بحرية مطلقة في الميزانية العامة للمؤسسة.
هذه بعض المبادئ ذكرناها على سبيل المثال لا الحصر والبقية ليست احسن حال من هاته.
فماذا لو عاد الشهيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 بقلم:محمد لحسن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر