الاثنين، 16 يونيو 2014

بصيري ... اين انت ؟

18 يونيو ليس يوما عاديا يمر كبقية الايام على الشعب الصحراوي ، انه اليوم الذي اعتقل فيه الزعيم محمد سيد ابراهيم بصيري زعيم الحركة الوطنية الصحراوية " المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء "وقائد انتفاضة الزملة التاريخية 17 يونيو 1970 .
بصيري الشاب الصحراوي الهادئ من خلال الصورة ، والحالم بوطن لا يعرف عنك أي شيء رغم سياط التعذيب وأصوات المخبرين الاسبان الذين استجوبوك ولم ينتزعوا منك شيئا .
هل كنت مهما وخطيرا على اسبانيا ؟ والتي لا تنسى ان تقسو على معارضيها وتنتقم منهم كما حدث معك .
يبدو انك اخترت الانحياز لشعبك ووطنك ، -كما العظماء دائما- ودفعت روحك ثمنا لهذا الانحياز الذي سبب غيابك عن الساحة لا عن القلوب طوال هذه السنوات ، فأصبحت لغزا صحراويا يستعصي حله ما لم تجبنا اسبانيا اللعينة عن مفاتيح الحل علنا نجد بصيص امل في معرفة حقيقة مكانك وطريقة استشهادك ، وأسلوب عنادك مع المخبرين والمفتشين والجلادين .
الى اليوم لم يمتلك احد ما الشجاعة في اسبانيا ، ليكتب عنك الحقيقة على الاقل كشعور بذنب ارتكبه الاسبان في حق رجل افشل خططهم وفضح نواياهم هل يا ترى بعد 44
عاما على اعتقالك صعدت الى سلم الشهداء ام مازلت تطفئ شموع عمرك واحدة تلو الاخرى خلف القضبان الباردة ؟
كم انت عظيم ايها البطل فحتى في غيابك مازال الناس يسألوك عن جواب يبرر سنوات الغياب ويزيح عن باب القلب صخرة الانتظار.ألا تعرف ان شعبك لا يقدس سوى الشهداء ، سوى المفقودين من جسده الممزق والمثخن بالجراح ؟
ومع هذا ألا تعرف ان الاحتلال يمارس طقوسه في تشويهك وعزل مسار نضالك وامتداده ، كأنك لم تكن يوما ما مطاردا بين ازقته ومدنه خائفا تترقب حتى احتضنك بلدك الذي فجرته لكي يعيش .
ثم ألا تعرف ان بعض اقاربك للآسف الشديد يتاجرون بك امام المحتل ؟، كي يأخذوا ثمنا زهيدا من الايادي التي كانت يوما ما تبحث عنك ،كي تفتك بك او تزج بك في الظلمات كما فعلت بك اسبانيا في ليلة ليلاء من ليالي العيون الساخنة على صفيح الزملة الملتهب .
ومع هذا نظن بكل تأكيد انك تستهزيء بهم على طريقة الكبار دائما وتصفح عن المتاجرين من بني جلدتك المؤلفة جيوبهم والضعيفة قلوبهم ، والذين لم " يتركعو " إلا على حساب دمك وعرقك وتشويه نضالك وتقزيمه حتى لا يكون لحركتك أي دور .
لكن كل هذا يتلاشى امام عناد شعبك وتشبثه بالبحث عنك ، وكشف حقيقة اختفائك ، ايها الزعيم مازال الكثير من ابناء شعبك اليوم يردد :
عجبا كيف نتعلق بشخص لم نره قط ؟ قل لنا كيف صنعت لنفسك كل هذا حتى صرت بطلا في عيون شعبك ؟ اجبنا رجاء حتى نعلم الاجيال كيف نصنع من عجين الوفاء حبا لهذا الوطن، حتى نعلق ولو حرفا واحدا من اسمائنا فوق سمائه او على اديم ارضه التي رحلت من اجلها .
بقلم: محمود خطري حمدي 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر