الخميس، 1 أغسطس 2013

UPES يد واحدة لا تصفق

من يتمعن في هذا الإختصار ، بدون شك سيجد العبارة التالية : إتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين ، وهو موقع إلكتروني يهتم بكل ما له صلة بالقضية الوطنية ويخدمها من بعيد أو من قريب ، وسواء كان خبرا وطنيا ، أو دوليا ذا صلة ، أو رصدا لأحداث ، أو لأشرطة وثائقية تروم مسيرة الكفاح والنضال لشعبنا ، أو كان إسهاما كتابيا في بلورة بعض الأشياء ذات العلاقة بتاريخ هذا الشعب وبثقافته المتميزة ، وهنا يكمن بيت القصيد الذي سأتلوه لهذا الإتحاد المتكون من طرفين ، وهو لآن يصفق بيد واحدة ، بعدما أصبحت يده الثانية شبه مشلولة وبالكاد لا تتحرك ، وهذا ما يتضح من خلال الجمود الكائن في الصفحة الخاصة بالمقالات وإسهامات الكتاب المختلفة ، في الوقت الذي كانت فيه هذه الصفحة نشطة وتتجدد بإستمرار ، فما الذي حصل ؟ هل نقرأه على أنه بوادر لفك الارتباط بهذا الإتحاد ؟ أم أن الكتاب ما عادوا يكتبون ؟ أم أن الكتابة لا تجدي نفعا في نشر القضية الوطنية ، وبالتالي يمكن الإستغناء عن الكثير منها ، والإعتداد فقط بما هو بأقلام أهل السياسة وأصحاب السلطة في المقام الأول ، هنا يمكننا أيضا أن نطرح سؤالا مركبا آخرا عن الكتابة في حد ذاتها ، متى كانت الكتابة حكرا على السياسة وعلى الساسة فقط ، وهل الإلهام بالوطنية لا يمكن أن يأتي إلا من السياسة ولأهلها دون سواهم ، أما الآخرون والذين هم الكتاب الحقيقيون بحكم إنصهارهم في الواقع الإجتماعي والسياسي ، لا إحساس ولا حدس لديهم ، وبهم مس من الغباء في نظر من يديرون المواقع الرسمية بإيعاز ، وفوق ذلك هم مصابون بالزكام ، وبالتالي لايمكن أن يشتموا القضية حتى يتنفسوا حيثياتها ؟
المتتبع للساحة الإدبية ، والباحث بين السطور ، يجد أن هناك مؤلفات قيمة ، ومقالات مفيدة وعديدة لكتاب وطنيين بما في الكلمة من معنى ، وكتاباتهم إخترقت حصونا منيعة من الصمت والتعتيم ، وأصابت في السياسة ، في التاريخ ، في العادات والتقاليد ، في التراث ، وفي الثقافة عموما ، وذاك هو حال الشعر بدوره حين أنشده فطاحلة من شعرئنا بلهجتنا الحسانية الصافية وأبدعوا فيه أيما إبداع ، ولامست أشعارهم الواقع بحلوه ومره ، مثلهم مثل آخرين رسموا بالفصحى لوحات شعر أضاءها الحق ولونتها معاناة اللجؤ والتشريد ، وأرادة الحياة على مدى طويل من الزمن دون يأس أو إكتئاب .
وتكتمل الصورة جلية في آخر المطاف ، بأفكار نيرة لمفكرينا ، وبدراسات معمقة لباحثينا ، الذين كانت لهم هم الآخرون إسهاماتهم الرائعة ، في بلورة التاريخ ، وتوضيح خفايا هذا الصراع المرير.
فهل يجوز بعد هذا العمل الملحمي النبيل ، أن نغيب هذه الكوكبة أوهذه الكتيبة المتمرسة في ميدان الكتابة ، وتعرف بمهارة ساحة المعركة التي يحشد لها العدو بكرة وأصيلا كل وسائله وطاقاته ؟
حال القوم على صفحتهم في موقع هذا الإتحاد ، يشي بنوع من التهميش المتفشي ريدا رويدا ، وقد يصل الى الإقصاء في زمن قريب لا سمح الله ، اذا لم تتخذ تدابير عاجلة من طرف القائمين على هذا الموقع ، تكون كفيلة بإثراء صفحتهم هذه وتنشيطها بمختلف المشاركات والمساهمات الواردة دون تمييز ـ اللهم إذا كان على أساس الظرف ، أو المواكبة ، أو المناسباتية ، أو للتفضيل حسب الجودة والهادفية ، وهذا يجب أن لا يلغي طبعا بقية الإبداعات ما دامت تتوفر على شروط النشر .
بعمل من هذا القبيل ، ستكون هناك منافسة شريفة على الحرف ، وستتمخض لا محالة عن أعمال أدبية ، فكرية ، وثقافية جليلة ، وهو الشئ المطلوب على الساحة الإعلامية والثقافية أساسا لقطع الشك باليقين لدى كل من يتنكر لوجود شعبنا ، ولكل مقوماته التاريخية المعروفة منذ الأزل .
أخيرا على أصحاب هذا الإتحاد ، أن يعلموا أن يدا واحدة لايمكن أن تصفق ، وأنه في الإتحاد قوة كما يقال ، وبالأحرى أذا كان الهدف واحد ، والعدو واحد ، والمعركة معركة الجميع ، ولكل أسلوبه المتميزفي المقارعة والنضال ، وليتنافس المتنافسون هنا ، فما خابت آمالهم بإذن الله في حلمهم عن الدولة والعودة الى الوطن ، وما ضاع حق وراءه مطالب .
كاتب وصحفي صحراوي غيور.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر