الاثنين، 26 أغسطس 2013

الوزير الأول الصحراوي يدعو إسبانيا و فرنسا لأتخاذ موقف إجابي يمكن الشعب الصحراوي من تقرير مصيره في الحرية و الإستقلال

دعا الوزير الأول الصحراوي السيدعبد القادر الطالب عمر اليوم الأحد فرنسا لإتخاذ موقف "إيجابي" بخصوص القضية الصحراوية ينسجم مع مكانتها الدولية.
و قال عبدالقادرالطالب عمر في كلمة ألقتها نيابة عنه الوزيرة الصحراوية للتعليم والتربية مريم السالك حمادة في إختتام الجامعة الصيفية لإطارات الجمهورية الصحراوية بجامعة امحمد بوقرة ببومرداس أنه على فرنسا "أن تتخذ موقفا إيجابيا ينسجم مع مكانتها الدولية و مسؤولياتها باعتبارها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي منوط به الحفاظ على الشرعية الدولية".
كما دعا الوزير الأول الصحراوي إسبانيا "لتتحمل بشجاعة مسؤوليتها التاريخية و القانونية و الأخلاقية لإنهاء المأساة التي تسببت فيها للشعب الصحراوي" مطالبا منها أن "تدعم و بشكل صريح الجهود المبذولة لإيجاد حل عادل للقضية الصحراوية يضمن للشعب الصحراوي حقه في الحرية و الاستقلال".
كما تأسف عبدالقادر الطالب عمر لمواقف الحكومة الإسبانية "المنحازة للأطروحة التوسعية المغربية رغم وضوح الحالة القانونية لإقليم الصحراء الغربية و مشروعية كفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية و الإستقلال
ولكم نص الكلمة :
"بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
الأخ: رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
الأخ: والي ولاية بومرداس.
الأخت: رئيسة الجامعة الصيفية.
الإخوة الوزراء وأعضاء الأمانة الوطنية للجبهة.
الإخوة الوزراء والسفراء والبرلمانيون.
الإخوة والأخوات ممثلي الأحزاب والمجتمع المدني.
الإخوة الأساتذة المحاضرون.
الإخوة أعضاء اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
الإخوة والأخوات إطارات الدولة الصحراوية المنتسبون للجامعة الصيفية.
في البداية، وبمناسبة اختتام الجامعة الصيفية للأطر الصحراوية جامعة رفيقنا في النضال المرحوم الخليل سيدا محمد، أود باسمي ونيابة عن الحكومة والقيادة السياسية للشعب الصحراوي أن أتوجه بالشكر إلى اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراويون خلالها إلى كل الشعب الجزائري العظيم والدولة الجزائرية الحليفة، وعلى رأسها المناضل والمجاهد الكبير فحامة الرئيس: عبد العزيز بوتفليقة. وهي مناسبة أيضاً لنشكر كل الشكر ولاية بومرداس وسلطاتها وفي مقدمتهم والي الولاية على كرم الوفادة وحسن الاستقبال وكذا المعهد الوطني للبترول على الاستضافة. كما أثني على جهود كل الذين شاركوا من قريب أو بعيد في إنجاح هذه الجامعة وأخص بالذكر السادة الأساتذة الكرام المحاضرين الذين ساهموا في تنوير إطارات الدولة الصحراوية بمختلف اختصاصات المعرفة: في الإدارة والتسيير في الإعلام وتكنولوجيا الإعلام الجديد التجربة الكفاحية لثورة المليون ونصف مليون شهيد الرائدة والملهمة لحركات التحرر الوطني وتجارب الشعوب في المقاومة السلمية عامة الأوضاع والتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الراهنة. وهي مواضيع قيمة ستسهم، بلا شك، في تطوير وتوسيع معلومات إطاراتنا وزيادة خبراتهم في شتى المجالات.
الإخوة والأخوات:
إن استضافة الجزائر الشقيقة للجامعة الصيفية لأطر الدولة الصحراوية حدث يكتسي أهمية كبيرة خاصة أنه يضم مختلف هياكل ومؤسسات الدولة الصحراوية وأماكن تواجدها، ونخص بالذكر حضور كوكبة من الناشطين الحقوقيين القادمين من الأراضي المحتلة نحيي شجاعتهم وإقدامهم على كسر الحواجز التي يفرضها المحتل المغربي،
لقد أصبح هذا الاحتضان تقليداً دوريا منذ سنوات وهو أمر ذو دلالة ورمزية خاصة تعبر عن عمق وصلابة العلاقات الأخوية بين الشعبين والدولتين كما أنه يعكس بالملموس أحد أوجه المرافقة المتعددة المضامين والأبعاد التي تضطلع بها الدولة والشعب الجزائريين مؤازرة لكفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة.
نستغل هذه السانحة لنعبر عن عميق امتنان الشعب والقيادة الصحراوية للجزائر العظيمة قيادة وشعباً على هذا الموقف الثابت المساند والمؤيد لحقنا في الحرية والاستقلال.
فالشعب الصحراوي سيظل يذكرـ بكل فخر واعتزازـ صور الاحتضان الأخوي الذي تلقاه من شقيقه الشعب الجزائري إبان الغزو المغربي الغادر لوطنه سنة 1975م، حيث احتضنت الجزائر فوق أرضها الطاهرة أرض الشهداء والمجاهدين آلاف النساء والأطفال والشيوخ النازحين من وجه آلة الإبادة والقنبلة المغربية. فالصحراويون لن ينسوا المواقف الصلبة والمشرفة للدولة الجزائرية والتعاطف والدعم المتواصل طيلة العقود الماضية مع قضيتهم العادلة، فرغم المحن والظروف الصعبة ورغم التحولات الكبرى التي شهدها العالم عامة والمنطقة بشكل أخص ظلت الجزائر وفية لمبادئها وقيمها النضالية واقفة إلى جانب الكفاح العادل للشعب الصحراوي فتحية عرفان وتقدير لهذا الشعب العظيم وقيادته الفذة. كما نقدم لها التهاني على ماحقت ته الدولة الجزائرية من التقدم والتنمية والاستقرار في شتى المجالات، بشكل يكاد يكون استثنائياً في عالمنا العربي واللاسامي، الذي يمر بإحدى أصعب وأخطر مراحل تاريخه الحديث بعد الحقبة الاستعمارية.
أيها الإخوة، أيتها الأخوات:
يحيي الشعب الصحراوي هذه السنة الذكرى الأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب واندلاع الكفاح المسلح ضد الاستعمار الإسباني، وهي مناسبة تحمل دلالات عميقة، فأربعون سنة من عمر الجبهة هي أربعون سنة من الصمود والثبات على المبدأ، مبدأ الإصرار على انتزاع الحقوق المغتصبة، بتصعيد المقاومة وتعزيز الصمود، وهي رسالة واضحة المضامين للذين راهنوا على إبادة الشعب الصحراوي، بأنه موجود ومتشبث بكينونته ومستمر في الكفاح حتى تحقيق طموحاته في الحرية والاستقلال. إنها أيضاً أربعون سنة من بناء المشروع الوطني الصحراوي المتمثل في المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والثقافية، أربعون سنة من المكاسب والإنجازات التي انعكست بالإيجاب على صمود شعبنا ومعنوياته.
أيها الإخوة، أيتها الأخوات:
لقد مثل واقع احتلال الأرض من طرف الغزاة المغاربة وتشريد الشعب الصحراوي في الملاجئ والشتات في ظروف صعبة وقاسية، إضافة إلى عرقلة جهود الحل وما نتج عنها من طول فترة الانتظار، وضعف الضغوط الدولية لحمل المعتدي على الانصياع للمشروعية الدولية مثل كل ذلك تحدياً كبيراً للصحراويين مما يتطلب التنبيه إلى ضرورة بذل جهود إضافية لإيجاد انفراج في مسلسل السلام، الذي ما فتئ النظام المغربي يعرقله، وبدونه ستبقى المنطقة معرضة لمزيد من التوتر والتصعيد.
أنها فرصة أيضا نعيد فيها التذكير بموقف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، الداعم لجهود الأمم المتحدة من اجل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال، من خلال استفتاء أممي، حر، عادل ونزيه. مجددين استعداد الجبهة لمواصلة التعاون مع السيد: كريستوفر روس، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، مطالبين بالتعجيل بتطبيق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
أيها الإخوة، أيتها الأخوات:
إن المناسبة تقتضي استحضار واقع ومعاناة أهلنا بالأراضي المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية بالعمق المغربي، أولئك الذين يسطرون كل يوم فصلاً جديداً في كفاح الشعب الصحراوي ضد الاحتلال المغربي، من خلال انتفاضة الاستقلال السلمية. تلك الانتفاضة التي أبدعت ملحمة أكديم إيزيك أكتوبر 2010، التي مثلت نقطة تحول أفشلت سياسات المحتل، ثم مظاهرات العيون المحتلة في الرابع من مايو 2013م التي شكلت محطة تاريخية ملهمة، أعادت إلى الأذهان، في حشدها وشعاراتها الوطنية ذكرى مظاهرات الصحراويين ضد الاستعمار الإسباني في أيامه الأخيرة إبان زيارة بعثة تقصي الحقائق الأممية نوفمبر 1975م.
ورغم تشديد القبضة الأمنية من خلال تجييش الأجهزة العسكرية والاستخباراتية المغربية ليل ـنهار لإرهاب المواطنين وثنيهم عن التظاهر، واعتماد العمل الإستباقي لمضايقة وتفكيك أي مظهر من مظاهر النشاط الوطني، فلا يكاد يمر يوم دون أن تسجل المقاومة السلمية بالأرض المحتلة مظهراً من مظاهر النضال ورفض الاحتلال: اعتصامات، مظاهرات، إضرابات، ندوات وملتقيات خاصة حول القضية الوطنية تتحدى الاحتلال، منابر تضامن مع المعتقلين السياسيين في السجون المغربية...الخ من مظاهر.
وقد خلفت السياسة القمعية للاحتلال المغربي أعدادا هائلة من الشهداء والجرحى والمعتقلين السياسيين، قدم بعضهم لمحاكمات عسكرية جائرة، كما هو الشأن مع المعتقلين المدنيين على خلفية مخيم الاحتجاج السلمي باكديم إيزيك حيث صدرت في حقهم أحكام قاسية تراوحت بين المؤبد و25 سنة سجناً نافذة. ولازالت إدارة الاحتلال المغربي تتبع هذه المقاربة القمعية وتحاصر المنطقة وتمنع المراقبين الدوليين المستقلين من زيارتها، بل أنها عمدت إلى طرد بعضهم.
بهذه المناسبة ونحن نستحضر سياسات الحصار والترهيب والقمع الوحشي التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي في حق النشطاء الحقوقيين والمدنيين الصحراويين العزل نناشد الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها الكاملة والعاجلة في حمايتهم من بطش الاحتلال، وهم المنتمون إلى إقليم يقع تحت مسؤوليتها، في انتظار تصفية الاستعمار منه، ونطالب مجدداً بالإسراع بإيجاد آلية أممية تمكن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية، المينورسو، من حماية ومراقبة حقوق الإنسان بالأراضي المحتلة والتقرير عنها. كما نطالب بفتح المنطقة أمام المراقبين الدوليين لمعرفة حقيقة مطالب الشعب الصحراوي تحت الاحتلال، المتمثلة في الحرية والاستقلال.كما نجدد ـ باسم الشعب الصحراوي ـ تضامننا وتآزرنا مع كل المعتقلين السياسيين الصحراويين في سجون الاحتلال، ونطالب بضرورة الإسراع بإطلاق سراحهم، جميعاً، فوراً، وبدون شروط، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية منذ اجتياحها العسكري لوطننا في 31 أكتوبر 1975م.
أيها الإخوة والأخوات:
يعتبر جدار الاحتلال المغربي الفاصل الذي يتخندق به 160 ألف جندي مغربي، بـ 7 ملايين لغم وأعداد هائلة من المتفجرات إضافة إلى الأسلاك الشائكة أطول جدار من نوعه في العالم يصل إلى 2700 كلم، يقسم الأرض والشعب ويمثل خطراً ماحقاً على الإنسان والحيوان والبيئة، يخلف سنوياً أعدادا من الضحايا، ونحن إذ نسجل الجهود الرامية إلى تفكيكه، فإننا ندعو إلى دعم الحملة الدولية والوطنية لأنهاء هذه الجريمة ضد الإنسانية.
أيها الإخوة والأخوات:
إن دوافع النظام المغربي لاحتلال الصحراء الغربية لم تكن ناتجة عن حقوق تاريخية أو سياسية كما يدعي، بل هي سياسة توسعية قائمة على الطمع في الثروات الصحراوية، وبهذه المناسبة نعبر، باسم الدولة الصحراوية، عن استنكارنا للاستغلال الجشع للثروات الطبيعية الصحراوية، كما ندعو دول العالم وخاصة الدول الأوروبية إلى الامتناع عن اعتماد اتفاقية الصيد البحري التي تمس أرض الصحراء الغربية أو أي عقود مشابهة. كما ندعو المؤسسات الأوروبية للوقوف أمام عملية السلب والنهب هذه، باعتبارها انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وتقويضاً للمبادئ التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي، كما أنها عرقلة إضافية لجهود الحل السلمي، تعيق الاندماج المغاربي، والشراكة الأورو مغاربية.
أيها الإخوة والأخوات:
إن النظام المغربي لم يكتف باحتلال الصحراء الغربية والتنكر لحقوق أهلها في الحرية والاستقلال بل سعي ويسعى لزعزعة استقرار المنطقة المغاربية برمتها، بتشجيع شتى أشكال الجريمة المنظمة، وفي هذا السياق نحذر من التداعيات الخطيرة الناتجة عن التدفق المتزايد للمخدرات من المغرب، أكبر منتج ومصدر لمخدرات القنب الهندي في العالم، والصلة الوطيدة والمتنامية بين هذا الترويج الموجه والممنهج لهذه السموم الفتاكة وعصابات الجريمة المنظمة والمجموعات الإرهابية، وما يمثله ذلك من تهديد مباشر للأمن والاستقرار في المنطقة.
وبهذه المناسبة ننوه بالدور الذي يلعبه جيش التحرير الشعبي الصحراوي والأجهزة الأمنية المختصة في تأمين وحماية أراضينا المحررة ومخيمات اللاجئين، وما أبدوه من يقظة وتجند لإفشال رهانات العدو.
أيها الإخوة والأخوات:
ومما يدعو للاستغراب والأسف أنه رغم وضوح الحالة القانونية لإقليم الصحراء الغربية ومشروعية كفاح الشعب الصحراوي، ومسؤوليتها التاريخية في النزاع تظل مواقف الحكومة الإسبانية منحازة للأطروحة التوسعية المغربية، لذا نطالب إسبانيا بأن تتحمل وبشجاعة مسؤوليتها التاريخية والقانونية والأخلاقية لإنهاء المأساة التي تسببت فيها للشعب الصحراوي سنة 1975م، وهو الذي تربطه علاقات وطيدة مع شعوب الدولة الإسبانية. على إسبانيا إذن أن تدعم بشكل صريح جهود الحل العادل الذي يضمن حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال.
كما نطالب القيادة الجديدة في فرنسا بأن تتخذ موقفاً إيجابياً ينسجم مع مكانتها الدولية ومسؤولياتها باعتبارها عضو دائم في مجلس الأمن الدولي، منوط به الحفاظ على المشروعية الدولية.
أيها الإخوة والأخوات:
لا يمكن أن تمر هذه المناسبة دون أن نعبر عن شكرنا وتقديرنا لمواقف الحكومات والبرلمانات والأحزاب والجمعيات والشخصيات عبر العالم، الداعمة لقضية الشعب الصحراوي العادلة، ونحيي بشكل خاص الموقف المتقدم لاتحاد الإفريقي والحركة التضامنية في إسبانيا وأوروبا، كما نثمن المواقف الشجاعة لبعض القوى السياسية المغربية المناصرة لحق شعبنا في تقرير المصير، وبالمناسبة نهيب بجميع أحرار العالم: حكومات وأحزاب وحركات مجتمع مدني من اجل الاستمرار في مرافقة كفاح الشعب الصحراوي، ودعمه في هذه الظروف الصعبة في كافة مجالات الحياة، حتى استرجاع حقوقه على كامل أراضيه المغتصبة.
عاش التضامن بين الشعبين الجزائري والصحراوي.
المجد والخلود للشهداء
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر