الأحد، 11 أغسطس 2013

ملك المغرب لم يعد شبه إله

يشهد المغرب أكبر حركة احتجاجية منذ أحداث 20 فبراير 2011. فقد أثار قرار الملك الإحتلال المغربي العفو عن سجين إسباني مدان باغتصاب الأطفال استنكارا بالغا في كل أنحاء البلد. و يرى مراقبونا أن هذا الحدث منعطف سياسي لأنه يسجل نهاية حرمة انتقاد الملكية.
حيث نزل 2000 شخص في مدينة الدار البيضاء إلى الشارع لمطالبة الملك بتفسير لما حدث الذي أسماه مستخدمو الإنترنت المغاربة "Danielgate" أو "فضيحة دانييل". ولقد منح العفو الملكي في الأصل بتاريخ 30 تموز/يوليو لصالح 48 سجينا إسبانيا من بينهم دانييل غالفان، وهو رجل عمره 63 سنة صدر بحقه عام 2011 حكم بالسجن مدته 30 سنة لأنه اغتصب 11 قاصرا.
ولتهدئة التوتر، اتخذ ملك الإحتلال المغربي عدة إجراءات: إذ أقال المندوب العام لإدارة السجون بالمغرب فورا واستقبل أسر الأطفال المجني عليهم على يد دانييل غالفان. لكن ذلك لم يكف لتهدئة المتظاهرين الذين طالبوا برحيل الشخص الأكثر نفوذا في الديوان الملكي، وهو فؤاد عالي الهمة، المستشار المعروف بقربه الشديد من العاهل المغربي.
وبعد تظاهرات 20 فبراير/شباط الموجهة مباشرة ضد سلطات الملك، اقترح ملك الإحتلال المغربي محمد السادس التصويت على قانون أساسي عبر الاستفتاء حيث أدخلت تعديلات طفيفة على وضعه: يظل الملك السلطة الدينية الأولى في البلد ويظل شخصه غير قابل "للمساس به"، لكن مفهوم "القداسة" استبدل بمفهوم "احترام شخص الملك"، وهذا ما يخفف من الصبغة المطلقة للملكية. واحتفظ الملك بكل صلاحياته المتعلقة بالسلطة السياسية والدينية والأمنية والقضائية.
و في فبراير/شباط 2012 أصدرت محكمة الرباط حكما على مستخدمة إنترنت عمرها 18 سنة لأنها نشرت على فيس بوك صورا وفيديوهات ساخرة من الملك.
ارتفاع السخط المتزايد جعل الملك يتعرض لانتقادات تمس سمعته وأصبح اسمه مقرونا في الصحافة العالمية ب “الملك الذي يعفي عن مغتصبي الأطفال”، لم يتردد محمد السادس ظهر الأحد في الصراخ في وجه فؤاد علي الهمة بالدارجة حسب ما اوردت بعض الصحف المغربية بما يلي “28 سنة المتبقية ل…غالفان يجب أن تقضيها أنت بدله في السجن لأنك تسببت في هذه الفضيحة التي تهدد استقرار البلاد”، وتابع “تحت تصرفك جميع الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وعجزت عن مراجعة لائحة الإسبان من شخص مثل غالفان متسببا في هذه الفضيحة التي تهدد استقرار البلاد”.
غضب الملك يعود أساسا الى الصلاحيات القوية التي وضعها في يد صديقه فؤاد علي الهمة التي جعلته بمثابة ملك في الظل، ومن مهامه حماية الملك من كل طارئ قد يهدد استقراره وقد يمس سمعة الملك. ولكن سوء التقدير في ملف مغتصب الأطفال ومناورات أخرى جعله يضع الملك في أسوأ موقف منذ 14 سنة.
فهل يضحي الملك بمستشاره و من البديل؟، أم أمه سيكون كبش فداء لملك جبار متكبر كان إلى وقت قريب بمثابة شبه إله و هو يجسد و يقول بشعبه أنا ربكم الأعلى ، فمتى يزحف طوفان المغرب الشعبي في ظل كل تلك الإكراهات و الإستعاد و القهر....

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر