الأربعاء، 9 يوليو 2014

البوليساريو تنجح في إعادة استقطاب الاتحاد الإفريقي لتقصي قضية الصحراء الغربية


لا شك أن تعيين مبعوث إفريقي خاص إلى الصحراء الغربية يشكل سابقة، خاصة في ظل جمود القضية بإصرار المملكة المغربية على فرض تصور للحل دون الأخذ بمطالب الشعب الصحراوي.
ومع نهاية يونيو/حزيران أعلنت قمة مالابو لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي موافقتها تعيين الرئيس الموزمبيقي الأسبق “جواكيم شيسامو” مبعوثا خاصا إلى الصحراء الغربية.
وهو ما اعتبر خطوة عملية للدفع تجاه الحل فيما يتعلق بالقضية التي تعتبرها المنظمة القارية كآخر مستعمرة افريقية يجب فيها تصفية الاستعمار.
ويظهر رفض المملكة المغربية (الدولة التي انسحبت 1984 من المنظمة الإفريقية بسبب عضوية الجمهورية الصحراوية) تخوف محتمل من الدور الذي سيلعبه “شيسامو” لأسباب منها طبيعة هذا الأخير، ولأن تدخل الاتحاد الإفريقي يعني أن المغرب سيبقى معزول قاريا.
ف “جواكيم شيسامو” هو رئيس اسبق للموزمبيق (1986/2005)، كان له دور في إنهاء الحرب الأهلية داخل البلاد، وخلال حكمه انضمت الموزمبيق المستعمرة البرتغالية إلى فضاء الكومنولث، وبعد تخليه عن الحكم أصبح “شيسامو” يمثل الاتحاد الإفريقي في عدة محافل. كما استطاع الرجل أثناء توليه منصب رئيس الموزمبيق نسج علاقات مميزة مع الاتحاد السوفيتي قبل أن ينهار 1991.
ويفيد تعيين “جواكيم شيسامو” الرجل الذي تربطه كما بلاده علاقات مميزة مع البوليساريو والحكومة الصحراوية، بأن الدول الإفريقية الصديقة للمغرب خاصة الفرانكفونية لا تمتلك القدرة للاعتراض على محور الجزائر/نيجيريا/جنوب إفريقيا الذي أصبح يوجّه السياسة الإفريقية بحكم مكانة البلدان الثلاثة.
ولا يعني رفض المغرب للمبعوث الإفريقي بأن منظمة الاتحاد الإفريقي ستتخلى عن لعب دور فيما يتعلق بالمستعمرة الاسبانية، بل اظهر رفضه تعيين “جواكيم شيسامو” عزلته عن المجموعة الإفريقية، كما أن الأمم المتحدة لن تكون مستعدة لإظهار موقف يكون مخالف للشرعية الدولية بل سيساعدها ذلك للاتجاه نحو حل نهائي للنزاع . وسيوازي دور الاتحاد الإفريقي موقف فرنسا الدولة التي لم تتخلى عن المغرب والتي تساهم إلى حد كبير في احتلاله للصحراء الغربية.
وخلال خطابه نوفمبر/تشرين الثاني 2013 قال الملك المغربي بأن قضية الصحراء الغربية تمر بمرحلة صعبة وحاسمة، وهو ما دعا المتابعين للشأن الصحراوي بتفسير ذلك اعتمادا على الدور الذي أصبحت تلعبه منظمات حقوق الإنسان، ومنظمات المجتمع المدني داخل أوربا، لكن في نفس الوقت لم تتم الإشارة لدور محتمل للمجموعة الإفريقية، خاصة وأن قمة ابوجا المنعقدة نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2013 قد أكدت على ضرورة اتخاذ خطوات عملية من اجل الدفع بالقضية الصحراوية.
لكن في مقابل ذلك ما المطلوب من جبهة البوليساريو بعد نجاحها استقطاب الاتحاد الإفريقي للعب دور يصب في صالح الشعب الصحراوي؟. الحفاظ على المكتسبات هو شعار يناسب التاريخ وليس السياسة، بيد أنه يتعين استثمار هذا المكتسب للضغط على الأطراف التي تقف حاجزا أمام الحل خاصة فرنسا.
دخول المنظمة الإفريقية على الخط من جديد، يعني تجاوزها لمواقف التأكيد على حقوق الشعب الصحراوي، بصيغة آخري، سيكون الاتحاد الإفريقي مطالب بتبني مواقف مع تطور النزاع، قد تكون كفيلة للتغطية على خجل الأمم المتحدة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر