الأحد، 27 يوليو 2014

من يروي عطش مواطني ولاية السمارة ؟

تعيش ولاية السمارة على غرار باقي الولايات أزمة عطش خانقة منذ بداية شهر رمضان المبارك وحتى نهاياته التي تقترب، ففي عز فصل الصيف لم يجد المواطن الصحراوي اللاجيء الصائم مايروي عطش يومه. حيث وفي وقت تكثر الحاجة الى الماء الصالح للشرب يجد مواطنوا ولاية السمارة شفاههم عطشى لقطرة ماء عذب وسط تفاقم معاناتهم جراء استمرار هذه الأزمة يوما بعد يوم بسب ندرة الماء الذي يعد أساس الحياة في واقع كالذي يعيشه الصحراويون في مخيمات اللاجئيين التي ترتفع درجات حرارتها بشكل دائم في مثل هذا الفصل من كل ويتفاقم المشكل اكثر مع قدوم الطلبة من مقاعد الدراسة، و هجرة الكثير من العائلات للاصطياف في مدينة تندوف الجزائرية والتي يبقى اغلبها يفضل جلب المياه من المخيم الى مدينة تندوف نظرا لموافقتها له اكثر من ماء المدينة الجزائرية.
مع حلول كل صيف وتفاقم ازمة العطش تتضارب الروايات حول السبب الحقيقي وراء ذلك بين من يرده الى عدم جدية الحكومة الصحراوية في طرح الموضوع على طاولة البحث واشراك المتعاونين الاجانب في وضع تصور للخروج من هذا النفق، واخرون يرجعون السبب الحقيقي وراء أزمة العطش في ضبابية تسيير القطاع من طرف وزارة المياه و البيئة الجهة الوصية، هذه الاخيرة ترى عكس ذلك وترجع سبب التذبذب الذي يحصل في ندرة المياه بالدرجة الاولى وعادة الى أعطال تقنية بسبب الضغط على مصادر المياه نتيجة كثرة الطلب ، ورغم الشائعات و الوعود الكثيرة الحكومية التي تروم السيطرة على ملف المياه لهذه السنة من دون مشاكل ، إلا ان عدد كبير من شكاوى المواطنين تفيد أن أزمة نقص المياه الصالحة للشرب في تزايد ملحوظ خاصة بعد البدء في تطبيق خطة الحكومة الجديدة.
لاينكر البعض وجود جهود من طرف القائمين على الملف من اجراءات و ضوابط معلنة إلا أن الخطط المتبعة في توزيع المياه عموما لا تزال بحاجة إلى تطوير وانفتاح يحقق تغطية أوسع للدوائر التي لم تستفد من نظام الحنفيات، و هو المشروع الذي لم يلبي حاجيات السكان من حيث وفرة المياه جراء الأعطال المتكررة و استمرار العطش خاصة لدى العائلات المقيمة على أطراف الدوائر في ظل اتساع رقعة المنازل السكنية و تعداد السكان .
غير ان العديد من المتابعين للملف يجمعون على أن الكمية المخصصة لولاية السمارة من المياه تبقى هاجس ينبغي التوقف عنده لانها تقل كثيرا عن الطلب المتزايد لسكان الولاية، حيث ان الكمية القادمة من خزان الضخ المائي الواقع جنوب ولاية بوجدور لا تسمح بتغطية شاملة و سريعة تطابق الخطة الجديدة المتبعة نتيجة ضعف الضخ وهو أمر يعمق ايجاد حل لأزمة العطش.
وفي ظل تفاقم ازمة العطش داخل الولاية يلجأ بعض السواق الى ظاهرة بيع المياه بطريقة يلفها مزيد من الغموض و الصعوبة، ورغم تقبل المواطن لها مرغما إلا انها هي الاخرى لم تحل المشكلة ، حيث إذا أراد المواطن شراء الماء عبر هذه الوسيلة فإنه يواجه معوقات لا تقل عن صعوبات بحثه عن نصيبه من الماء رغم ما نسمعه من إجراءات في هذا المجال ، ظواهر اخرى مشينة ساهمت في الازمة لعل ابرزها ظاهرة الاعتداء على خطوط إمداد المياه الجديدة التي شهدتها خطوط الامداد خاصة الرابطة بين ولاية أوسرد و العيون.
إجمالا وفي تقصي منها لازمة العطش التي تعيشها ولاية السمارة خلُصت "المستقبل الصحراوي" الى ان هناك العديد من الأسباب المتداخلة ساهمت في تفاقم الوضع لعل اهمها :
ـ انخفاض منسوب الابار المزودة لولاية السمارة وبوجدور والمؤسسات.
ـ قدم الامكانيات و آلات التحلية الموجودة وقلة صيانتها .
ـ عدم ظهور بوادر لاستكمال الشطر الاخير من مشروع الشبكة التحتية للأنابيب لكل من دائرتي المحبس و الفرسية ما يطرح اكثر من علامة استفهام سيما وان اكبر كثافة سكانية على مستوى وطني تتقاسمها الدائرتين مما يستدعي سرعة الانتهاء من هذا المشروع عساه يحد من تفاقم ازمة العطش.
ـ عدم الاستفادة من بعض الخزانات الموجدة داخل الولاية على سبيل المثال خزان المياه المتواجد بأعلى مرتفع بدائرة المحبس، والذي تحول بفعل الإهمال لمجرد تحفة تذكارية ممولة من طرف منظمة وتتكفل بتسييره مؤوسسة بكوادر صحراوية مزدوجي الجنسية. وفي ظل وضعية الاهمال التي بات عليها هذا الخزان ثمة من قال ساخرا حبذ لو استخدم كبرج مراقبة تستعمله الاجهزة الامنية خاصة في هذة الظروف الامنية الغير مستقرة.
ـ اسطول النقل الولائي لم يعد يفي بالغرض المطلوب نتيجة الاعطال التي لحقت بالكثير من اليات نقل المياه بولاية السمارة وعدم اصلاحها أو استبدالها ناهيك عن الصهاريج.
ــ ضعف التسيير على مستوى المديرية الجهوية للمياه والبيئة مقارنة مع المجهود الذي تقوم به نظيراتها في باقي الولايات الاخرى .
و في انتظار ان يجد سكان ولاية السمارة من يروي عطشهم يظل السبات العميق يلف تحركات وزير المياه غير مكترث بمعاناة المواطنين مع أزمة العطش طالما يصح فيه والقيادة مجتمعين المثل الصحراوي "نشرب انا ويعمل الحاسي ايطيح "، ليبقى المواطن الصحراوي كل صيف يعاني الامرين أمام أعين حكومة عاجزة تتفرج على مهازل برامجها وفشل خططها و تدير ظهرها تحت المكيفات بتندوف او تهاجر رفقة العائلة السعيدة الى شواطيء المدن الساحلية الجزائرية او الاسبانية تاركة هموم المواطن خلفها باعتبار ان مطالبه لتوفير اساسيات الحياة البسيطة مطالب غير ملحة ولا مستعجلة في سلم اولويات الحكومة و الوزارة الوصية الغائبة أصلا.
يذكر ان نواب الشعب الصحراوي في عهدته السابقة فشلوا في تمرير مقترح ينص على انشاء لجنة تحقيق في كارثة صهاريج هزت قطاع المياه العام الماضي لكنها مرت بسلام بسب عرقلة بعض من يوصفون بنواب الحكومة ونوائب الشعب الذين انقسموا في أتون اصطفافات قبلية عصفت ولازالت بتفعيل دور البرلمان كهيئة رقابة ومسائلة . حكاية معاناة المواطن الصحراوي مع العطش تبقى تتجدد صيف كل عام وفي اغلب ولايات الوطن في انتظار ان يجد حكومة مسوؤلة تروي عطشه ؟
المصدر: المستقبل الصحراوي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر