الخميس، 10 يوليو 2014

من جمهورية العزة والكرامة إلى صحافة المذلّة والمهانة

رضا_محمود أحد صحفي الإنقلاب السّيسي بجريدة الأخبار بمعية الشاعرة الصّحراوية النانة ، زار مخيمات اللاّجئين الصّحراويين ووقف على معاناة الصّحراويين هناك ، وقد كتب مقالة عنونها باختصار : أن الشّعب الصحراوي أكثر الشُّعوب استبشارا بالسّيسي ... الظّاهر أنّها محاولة خسيسة للتّشهير بالجزّار السّيسي ، واستغلال حقير لقضيّة الصّحراويين .
أستمح الكاتب "الصّفاگ" أن أضع الفكرة في سياقها الصّحيح لأضبط بعض جوانبها ولأحرّرها من براثن التعميم ، مع شكري له لإثارة مثل هكذا موضوع ورجائي منه أن يتوخّى عدم التعميم فيما يكتب ، كي لا تخرج الفكرة عن غايتها مع يقيني أنّ ضخامة التّعبير ، وحجم الأخطاء الإنحراف الذي نراه في زماننا الأغبر قد يضطر البعض ( من شدة التصفاگ ) إلى الوقوع في خطأ التعميم .. ولكن الحقَّ أحقُّ أن يتبّع ، فليس كلُّ الصّحراويين يستبشرون بالجزّار .
تعليق مواطن صحراوي لا يحمل مصداقية للإستدلال بالشّعب الصّحراوي ، ثم هؤلاء لم ينصفوا القريب وهو يذبح أمام أعينهم ويمنعون عنه ، فكيف نسألهم أن ينصفونا ونحن الذين في سابع أرض ، وربما عليهم من الوزر مثل أضعاف ما على الجزّار السّيسي ، سيقول قائل : سلطات الإنقلاب هي التي منعت الصّحافة من تغطية الأحداث و صادرت معدات بعضهم ، هل صادرت أقلامهم أيضا ومواقعهم ، وهم من تكاد عبارة حسب مصادر خاصة تتصدّر جميع صحافتهم ، كمهنيين أو أفراد عاديين دُهماء ( عامة القوم ) لا نتفهّم كيف أنهم اهتموا لهؤلاء ولم يهتموا لأولائك .
هذه ليست إنسانية فقد ارتدُّو عنها ، بل تصفيقات وتطبيلات لصالح الجزّار السّيسي فهم يأتمرون بأوامره ... أنا حقيقة أحبّ الصُّحفيين وأتمنى لهم خيرا دائما ، هي ملاحظة وتصويب فقط ، أما اعتقادي فهو أن معظم الصُّحفيين العرب -وليس المصريين فقط - منفصلون عن واقعهم وشعوبهم ، أنا هنا لا أتّهم أحدا بعينه ، ولم أقل أن صحفيي مصر عملاء ، ولم أعمّم هو أمر لاحظته وكتبت عنه ، وأظن أنه ما زال صحيحا ، والعيب أن لا يستفزّ دم الشهداء في رابعة والنّهضة كثير من الصُّحفيين الذين سارعوا إلى زيارة مخيمات اللاّجئيين الصّحراويين ، فيصدروا ولو بيانا إنسانيا يدينون فيه الجريمة وجريمة التأييد الصُّحفي التي تزكّم أنوفهم .
لست ناطقا باسم الإخوان ، إلا أنني أعتقد أن هناك الأمر الذي يجعل بعضنا يأخذ جانب الإستبشار بصحافة الإنقلابيين ، يستحق أن يحظى بقدر من الإهتمام في أي تشخيص لهذه الخرجة ... ثم بالله عليكم كيف نستبشر بصحافة متخاذلة ، لم تحرّك ولو ساكنا إزاء الحملة التي يشنُّها السّيسي لإلغاء ملصق ( هل صلّيت على النّبي اليوم ) ، فلم نقرأ من صحيفة الأخبار التي يعمل فيها رضي محمود ، أي مقال تنديدي بالحملة ولا حتى من هم في صحيفة الأهرام .
هل يمكن لمن ابتهج بانقلاب السيسي ولو بينه وبين نفسه وصفّق لجريمة بشّار في إبادة شعبه ، ألاّ يكون في الصفّ المناهض لحقّ الصّحراوي في الحريّة والكرامة ؟ هل من ضمير حيّ ؟ هل من نفوس صحراوية مؤمنة لا تخاف في الحقّ لومة لائم حتّى تجعل من هذه الزّيارة التّشهيرية مذلّة على أرض واقع التّخاذل و الإنبطاحيّة ، و العزف على ألحان المسكنة و المهادنة ؟ من يصدّقهم كمن يصدّق أنظمة القمع والفساد ، وقدرة الجميع على الولوغ في دم الشُّعوب المستضعفة فالكل يتحرك بحسب مصالحه ، وصدّقوني لن يعدم أحد سببا في اتّهام بعض من قام بزيارة مخيمات اللاّجئين الصّحراويين ، بأن الدّافع هو تشهيري و استغلالي وليس إنساني ... المعنى المراد إيصاله بكل اختصار ، حول أولئك الذين يستغلّون اسم الشّعب الصحراوي لتسويق أولياء نعمتهم من بطانة السوء ، ويريدون إعطاء الإنطباع بأن هناك شعبا مستضعفا بستبشر بالسيسي ، باللّعب على عبارات مثل " أكثر الشُّعوب استبشارا بالسّيسي " . ولا نامت أعين الجبناء.
بقلم: أحمد سالم جكني

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر