الخميس، 10 يوليو 2014

في مورثيا بلغ السيل الزّبى : الحركة التضامنية بمورثيا توجه صفعة الى الممثل الصحراوي


ما حدث أمـر فظيع؛
المكان: مقرالبرلمان الجهوي لمورثيا؛ حيث تمثّل السيادة الشعبية لشعب مورثيا.
الزمان: 9 من يوليو 2014.
العائلات التي تحتضن الأطفال الصحراويين لم يعد باستطاعتهم تحمّل المزيد. هذه العائلات بعد أن وصلت درجة القنوط من دعـواتها لله، وكل من كانت ترجوا فيه الإستجابة، قررت أن تنتقل إلى الفعل اعتمادا على نفسها.
هكذا، قلبت ـ بالمعنى الحرفي للكلمة ـ ظهـرالمجن لممثل جبهة البوليساريو في منطقة مورثيا، وذلك بحضور السلطات السياسية لمقاطعة مورثيا و أمام الأطفال الضيوف أنفسهم؛ في الوقت الذي كان فيه ممثلو سلطات المنطقة يتناوبون على تناول كلمات الترحيب بالضيوف، كانت العائلات المضيفة تتابع مداخلات السلطات السياسية للمنطقة بانتباه شديد تختمه بالتصفيقات المرحبة.
لكن حين وصل دور الممثل الصحراوي ليلقي كلمته، فجأة قررت العائلات المضيفة أن تقوم بحركة احتجاج تصلح عنوانا في وسائل الإعلام، إذ أداروا له ظهورهم تعبيرا صريحا للإحتجاج عليه و نفاذ صبرمن تصرفاته. كل أفراد العائلات المشاركة أدارت له الظهر، وذلك أمام أعين الأطفال وأعين ممثلي السلطات السياسية الذين ذهلوا للموقف، وقد تفاجأوا بالتصرف غير المتوقع.
وهو التصرف الذي لم يكن بإمكان كاميرات التلفزيونات التي حضرت لتغطية الحدث أن تفوّته، حيث صورت المشهد الصاعق.
الغريب في الأمر، أن المعني الوحيد بحركة الإحتجاج تلك، استمر في القاء كلمته، في تجاهل تام لما يحدث أمام عينيه، وكأن الأمر لا يعنيه. لم يكلّف نفسه مد يد التصالح ولا طلب العفو. أمر لا يمكن تصديقه.
ماذا يمكنه أن يفعل الآن؟ هل عليه أن يأخذ كل الأطفال إلى منزله لاحتواء الحادثة، أم أنه سيسمح للعائلات بتبرير حركة احتجاجها تلك على الممثل الصحراوي للأطفال؟
الخبر بثته قناة " تيلي كارتاخينا"،وهي قناة تلفزيونية تبث برامجها عبر الكابل و يبلغ عدد المشتركين فيها أكثر من20.000 مشاهد.
المسألة أبعد من ذلك، حيث يمكن التساءل عن مدى استعداد السلطات السياسية لمورثيا، ومنها رئيس البرلمان الجهوي الذي حضر الواقعة و ظهر في الخبر، الإستمرار في التعامل مع شخص أظهر مواطنو مورثيا/المصوتون لهذه السلطات، أنه شخص غير مرغوب فيه؟ خاصة حين نعلم أن رئيس البرلمان برّر بادرته تلك، أي فتح أبواب مقر البرلمان الجهوي لاستقبال الأطفال الصحراويين، كاستجابة تضامنية لمطالب العائلات المورثية التي استضافت هؤلاء الأطفال.
هذه العائلات نفسها تحدثت إلى التلفزيون وعبّرت عن سخطها واستيائها من الممثل الصحراوي في مورثيا، الذي ظهرت صورته للتو في التلفزيون. لاحظوا، لاحظوا جيدا أن تلك الصورة محرجة لأنها تسبّب في خسارة أصوات.
هل ثمّة طامة أكبر يجب انتظار حدوثها للتحرك والتدخل لإنقاذ الموقف و إنقاذ سمعة القضية الصحراوية و تصحيح صورة نضالنا التي لحقها الكثير من التشوّه؟
من جهتها، وضعت قناة التلفزة العمومية لمورثيا " القناة 7 لمورثيا" عنوانا للواقعة أكثر وضوحا؛ "العائلات المضيفة تنقلب ضد التمثيلية الصحراوية".
ونحن نتابع هذا المشهد الدرامي المؤسف لا يمكننا إلا أن نتنذكر تلك العبارات ذات الدلالات العميقة التي قالها يوما صديق قديم للقضية الصحراوية:
" خلال أربعين سنة من مساندة قضية الشعب الصحراوي و مرافقته في نضاله، لم يستطع أيا كان التأثير على إرادتنا الثابتة وعـزيمتنا و إصرارنا على مواصلة مؤازرة هذه القضية العادلة، لا الحكومة الإسبانية، لا الحسن الثاني، لا محمد السادس ولا وسائل الإعلام استطاعوا التأثير في إصرارنا على الوقوف إلى جانب الشعب الصحراوي في نضاله من أجل الحرية والإستقلال. لم يؤثر في إرادتنا تلك لا الكوركاس و لا خيانات البعض الذين ارتموا في أحضان المغرب، كل ذلك لم ينل من عـزيمتنا على مواصلة الدعم والتضامن مع هذا الشعب الشقيق. مع ذلك، يجب الإقرار بأن ما عجز عنه كل أعداء هذه القضية للنيل من إرادتنا، يبدو أن جبهة البوليساريو تكاد تحققه."
بقلم : حدامين مولود سعيد.
ترجمة : محمد سالم امبارك.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر