الأربعاء، 16 يوليو 2014

هذه ليست عاطفة هذه حقائق

مذ مردّة الإنقلاب العسكري على الشّرعية في مصر ، تابعت باهتمام شديد كل ما تخطُّه صواريخ الإعلام المصري المقروء منه والمسموع ، وزادت وتيرة اهتمامي ابّان زيارة وفد صحفي مصري لمخيمات اللاجئين الصّحراويين ، والتي انتهت بمقالات تشهيرية لولي نعمتهم ( الوحش السّيسي ) ، سلّتها أقلامهم المسمومة والصّفاگة والحولاء ، ومقال استغلالي حقير للشّعب الصّحراوي ( أكثر الشُّعوب استبشارا بالسّيسي ) ومن يجيد قراءة ما بين السُّطور يفهم ويرى ذلك ، ناهيك عن فيديو البدو الشّهير الذي نشر بصحيفة ( المصري اليوم ) والذي صنع جلبة صحراوية مضادّة ، القراءة اللا موضوعية للفيديو تظهر جليّا أن الصُّحفي المصري اتبع فيها هواه وأضلّه دونَ الرُّجوع إلى حيثياته ، الجلبة الصّحراوية ما فتئت أن سكنت وذلك بعد أن تبيّن للصُّحفي المصري سوء عمله و نشره على أحد أعمدة صحيفة ( المصري اليوم ) التي يعمل فيها ، اعتذارا للشّعب الصّحراوي نظير قراءته السّيئة ل فيديو البدو .
للحقّ فقط أنا لست اخوانيا ، أنا مسلم شهد هذه الأحداث وفهمها من خلال شواهدها ، ودوّن مشاهداته بدون تزييف وهو أوسط الإيمان ، منذ السّاعات الأولى للإنقلاب الدموي وهو يشوّه الحقيقة ، ارتضى المذلة والهوان وخيانة شعبه ، فرحوا بقتل المسلمين في مصر ( النّهضة ورابعة ) و الآن فرحوا بقتل أهل غزّة استبدلوا بعقولهم البيّادات ( آنعايل العسكر ) ، فامتنعوا عن أي محاولة عقلانية للإنصاف خانعين وخائنين تخلوا عن كل قيمة ومبدأ ، شخصيا ما زلت آمل أن يعودوا عمّا هم فيه ، ما زالوا يستعملون التورية والتّحريض والقفز على الحقائق في كلامهم ، والمشكلة أنهم ومؤيّديهم لا يعرفون كم هم مكشوفون لدى الناس ، مشكلتنا مع خطابهم وليست مع أشخاصهم علينا أن نركّز على كشف خطابهم وتعريته أن ننصر المظلوم فذلك أجدى ، ولا أعرف حتى الآن لماذا مازال بعض الصّحراويين يدعونهم لهذا الشّرف العظيم ، شرف المرافعة عن القضيّة الصّحراوية وقد ارتضوا المذلة .
للحقّ فقط فإن بعض الصّحراويين من كارهي الشّرعية في مصر ، والمبشّرين برخاء الإعلام المصري والمصابين بالسّيسي فوبيا ، قد بدأوا بتحسين وتجميل خطّ الإعلام المصري الصّفاگ بعد مفاجئة الإعتذار ، باستثناء قِلّة قليلة تتابع ما يجري وتقول فيه رأيها المنحاز للشّعب ، أيّها السّادة إذا كنّا نؤمن أنَّ الصحراء الغربية لنا ، وأنها وطننا المحتل وأنّ علينا تحريرها ، فيجب أن ننصر المظلوم وأن لا نبالي من مال الحق ونصدع به ولا نخاف فيه لومة لائم ، ورضي الله عن سيّدنا عمر ابن الخطّاب حين قال ( من كره الظّلم لنفسه كرهه لغيره ) ولكم نحتاج الى كتائب الكلم الصّحراوي تفضح هؤلاء العملاء الذين تخلوا عن كل قيمة ومبدأ ، فقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون انتصارنا للحقّ أولا وآخرا وخسّة الإعلام المصري لم تعد تحتاج لبرهان ، فقط دعك من الإخوان وسترى الصُّورة بوضوح أكثر ، ولنُحسن الظن بمن يصرخ متألما لعلّنا لو كنّا مكانه لقلنا أكثر مما قال .
ويسألونك أن تتوقّع من مصر وإعلامها خيرا ؟ قل لهم : لا نتوقع من مصر يقودها #السّيسي_العرصَ ومن جيش واعلام يقتل أبناء مصر خيرا ، مصر هي أمّنا حديثنا فقط عمن يقودون مصر بعيدا عن عروبتها ودورها القائد للأمّة ، مصر قدّمت كثيرا وستقدّم الكثير كما يفعل الكبار دائما ، لذلك رجاء ميّزوا بين حديثنا عن الأنظمة والصّفاگة وحديثنا عن الأوطان والشعوب ، ومهما طال ليلها ستبقى مصر حاضنتنا جميعا ، وأملنا أن تعود لنا قريبا بإذن الله وبسواعد أبناء مصر الأحرار ، أحرار يتمسكون بالثوابت والقضايا والقيم .
بات واضحا لكلّ ذي عقل وضمير أن الإعلام في مصر كلُّه شر ، خاصّة أدعياء الليبراليّة واليساريّة والقوميّة ، الذين بعد مجزرة رابعة والنّهضة وحل جماعة الإخوان المسلمين لم نسمع ضجيجهم ، عن الحريّة وحقوق الإنسان والعدالة والمساواة والكرامة الإنسانيّة ، سوف يقول لك قائل : الخلطة آنتومَ آمّالكم في مصر قام الشعب بثورة صَاعت مبارك ، وأخري عزلت مرسي ، آمّالكم أنتومَ داحسينَّ شعب مصر حر يختار من يشاء ( عسكر، اخواني ) .... قل له : سلطة مرسي قصّر الله غيبته الشّريفة تمّ انتخابها ديموقراطيا ويشهد لها القاصي والدّاني ، وأن فرزها جرى تحت سمع وبصر الناس وكاميرات المحطات الفضائية والمراقيبن ، حكمت عاما واحدا ولم تقدّم ضدّهم حتى الآن تهمة فساد واحدة ، لا ضدّهم ولا ضدّ وزرائهم ولا ضدّ موظّفيهم ، كلّها اتهامات سياسيّة ملفّقة ، ولو تعرّض الحزب الديمقراطي الأمريكي ( وهو أقدم وأكبر وأقوى حزب في العالم ) لربع الحملة التي شنّها الإعلام المصري والقضاء والعسكر ورجال الأعمال المصريين الفاسدين على سلطة مرسي لانهار هذا الحزب وأصبح ملعونا ، ولتمّ سحل أوباما في شوارع واشنطن ، بخلاف سلطة العسكر الهمجية البربريّة وصلت بالإنقلاب ، ورشت النّاس انتخابها وسجنت معارضيها وهدّدت من لم ينتخب ، الإنبطاحيون وقليلي الشّرف اختاروها هذا شأنهم ، لكن شأننا أن نحمل همّ العرب والمسلمين ، والعبد الفقير لن يبيع عقله وسيقف مع المظلوم دائما ، وهؤلاء قوم لحق بهم ظلم تنوء بحمله الجبال ، وفصول الرّواية لم تنته بعد ومن المعيب والصّفاقة أن تقعد بنا الحال عن نصرتهم وأن نستبشر ونصفّق لصحافة فرحت لدمائهم التي أريقت ولم تنصفها .
للحقّ فقط إذا كانت كل هذه الشّواهد الّتي تؤكّدها الوقائع ، لم تعطنا فكرة عمّا جرى ويجري في مصر فعلى الدُّنيا السّلام ، وإذا كنّا كعرب وكصحراويين سنغمض أعيننا عن الحقائق ، كي لا نُتَّهم بأننا نُروّج لكتاب أحجار على رقعة الشطرنج ، فنكون كمن يرفض الأحكام الشّرعية كي لا يتّهم بأنه من الإخوان .
أيّها الصّحراوي للحقّ فقط أعد النّظر بموالاتك لصحافة الإنقلاب العسكري ، ودقّق بالتّفاصيل ينكشف لك الكثير من المكر والغدر مالم تعرف ، للحقّ فقط نحن لن نقدّم ولن نأخّر في الأحداث ولا نجيّش ولا نحرّض ، كل مافي الأمر هو أننا نوضّح وهذا أقلّ واجب نقوم به في مثل هكذا أمر ، لا نكتب للسّياسة ولا نبحث عن مكان في موائد المصالح ، ووجودنا في الحياة لا يقف عند طعامنا وشرابنا .
للحقّ فقط كلّي يقين أن كرام مصر وكرام الصّحراء الغربية قلب واحد ، وتحضرني قصّة مفادها : أن قبيلة حلت ضيفة على قبيلة أخرى ، وبعد عدّة أيام قال شيخُ القبيلة صاحبة المكان إلى شيخ القبيلة التي حلّت ضيفة عليهم ، قال له : لقد عرفنا خياركم من شراركم فقال له : وكيف عرفتموهم ؟! فقال له شيخ القبيلة : خياركم جلسوا مع خيارنا ، وشراركم جلسوا مع شرارنا .
لنا ولكم الله يا كرام مصر الحبيبة
ولا نامت أعين الجبناء
أحمد سالم ولد محمد جكني

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر