الأحد، 21 يوليو 2013

حقيقة الإطار... صانع القرار




إن الفترة الهادئة التي تعيشها المناطق المحتلة و التي تلت المظاهرات العارمة التي شهد لسلميتها القاصي و الداني ، قد تعكس نوعا من الغموض في الموقف أو كأني بالصحراويين قد ملوا من النضال السلمي الذي أثقل كاهلهم و زج بفلذات أكبادهم في سجون الإحتلال المغربي ، دون تحرك يذكر للقيادة الوطنية مما يشجع الإحتلال على التعنت و نهب ما تبقى من الأرض ، لقد أنَ الأوان لأن ننفض غبار الخيبة و الفشل و أن تتنحى تلك الفئة التى ما زالت تريد الإعتماد بشكل كامل على الدور الأممي لرعاية عملية السلام .
إلا أن ما كان من صمت لم يكن إلا نتيجة لذالك التخاذل المخزي للقيادة الوطنية ، إننا اليوم أحوج ما نكون بحاجة إلى قيادة وطنية قريبة من الشعب تمتلك مقومات القيادة ، على قدر المسؤولية و التحديات و هذا لا يتحقق إلا من خلال إعادة النظر في كثير من مناهج القيادة الموجودة و في نظرتنا و تعاملنا مع القائد أو الإطار كما يحلو للشهيد الولي رحمه الله أن يقول في خطبه .
و من يعتبر نفسه السلطة الشرعية ، و أنه أخذ شرعيته من الشعبية و الجماهيرية التي يتمتع بها ، و من التضحيات التي بذلها هو من يتحمل المسؤولية السياسية و الأخلاقية على تعرّض حياة أي مواطن صحراوي لأي أذى ، نعلم مسبقا أن ما نكتبه لم و لن و لا يحرك قيد أنملة .... هم لا يكترثون بكل ما يكتب سواءا أكان نصحا أم ذما .
و بعد مضي أكثر أربعين عاما و قائدنا و إطارنا كان ولا زال يسد أذانه و قلبه و عقله ، أمام الإنتقادات و النداءات و المناشدات و لعل ما أوصل إطارنا إلى ماهو عليه الآن هو هذا الشعب المسكين ، الذي أحبه حبا ما بعده حب و أحاطه بهالة من القداسة فصار كل من تسول له نفسه الحديث عن القائد تنهال عليه التهديدات و الشتائم بالخائن أو الرجعي و غيرها من الأوصاف التي تنقص من قدر المناضل ، مم شجع القائد الهمام على عدم الإنصات للنقد و النداءات الوطنية المخلصة .
اليوم أشعر بأن إطلاق صفة المناضل أو الرفيق على بعض الناس أو بعض نشطاء فعاليات الإنتفاضة صار مبتذلا ، إذ لا نضال و لا بطيخ شلة من الخونة المتآمرين تلعب بأقدار شعبنا و تغمطه حقوقه .
و لعل أبرز ما نحتاجه في المرحلة الحالية هو عمل دؤوب و سريع لتغيير مفاهيم مكرسة من عهود مضت بعقول الشباب ، بمفاهيم و قيم عصرية و واقعية للنهوض بقضيتنا و تبني الحلول العادلة و الممكنة لها .
و أعتقد أن الموضع بات يتطلب موقفة جماعية ناقدة و حازمة وواضحة و صريحة و علنيّة ، من قبل مثقفي المناطق المحتلة حتى يعدل عن هذه السلوكيات التي تسيئ إلى تضحيات شعبنا و إرثه النضالي .
للأسف هناك حجج دائما للتقاعس أربعون عاما خبرة كذب و تقاعس ، عدا عن اللؤم و الخبيث يوجد أيضا عمى القلب و الضمير و الوجدان الذي غسلوه بدينارات الجزائر على حساب الشعب الصحراوي المناضل و المطالب بحقوقه المشروعة .... أنا أتفهم ما تقوم به الحكومة الصحراوية من جهود من خلال شخص رئيس عبد العزيز ، لكن الشعب الصحراوي ظلم كثيرا و معاناته هائلة و لا يجوز أبدا أن نزداد تشرذما ، و هاهو الشعب الأزوادي الذي يعد من أقدم شعوب المنطقة و أعرقها و يجب أن يكون عبرة و درسا لنا فما أخذ إستقلاله سلما و لكن بالكلاشينكوفات .
في مطلق الأحوال الصمت مدان ، و أي موقف و لو حتى كلمة قد تكون لصالح وقف نزيف الصمت الصحراوي هي أكثر جدوى من أية إستنتاجات و مواعظ و توزيع اللوم و التهم .
بقلم : أحمد سالم طالب صحراوي.
 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر