الخميس، 25 يوليو 2013

المناضل الشاب .. بين التجنيد و التهميش

مهم ذلك الدور الذي يلعبه الشاب في المسار النضالي للشعب الصحراوي بصفة عامة مهما إختلف دوره في بناء المجتمع و بلورة الفعل النضالي ، و بالأخص تلك الشريحة المثقفة التي تعتبر الركيزة الأساسية في المجتمع الصحراوي و ورقة الجوكر التي تعتمد عليها الجماهير الصحراوية في المستقبل لخوض المعركة بعد أن تتزحزح القيادة المتهالكة التي عمرت كثيراً دون أن تضيف للقضية سوى سنوات عجاف من اللا سلم و للا حرب و مفاوضات عقيمة لم تقدم ولم تؤخر .
كثيرة هي المواقف التي تُختبر فيها معادن الناس و كثيرون هم من أثبت الزمن أنهم فعلاً قابلين للتأكسد ، و مع الأيام يظهرون على حقيقتهم كسحلية تم النبش عنها بنجاح في قاع بحر ميت كقلوبهم .
إذا أمعنا النظر سوف نجد أن الأغلبية من النشطاء و المناضلين و الإعلاميين الصحراويين هم شباب و مثقفين و لديهم إدراك تام ووعي كامل بما يحاك هنا و هناك من مؤمرات مخزنية ضحيتها الأولى القضية و الشعب ، و لا نملك سوى أن نشيد بهم و نشُدّ على أياديهم خصوصاً أنهم أصبحو مصدر الفرح و الأمل الوحيد لنا بعد أن أصدئت أسلحتنا و فقد الأمل مقاتلينا و نحن نركض خلف حلاً سلمي إحياءا لحركة الساتياغراها تحت مبداء اللاعنف .
الإنتفاظـة الشعبية التي أشعل فتيلها مجموعة من الشباب و المثقفين الصحراويين بطريقة حضارية تنم عن إيمانهم الراسخ بحقهم في تقرير المصير و الحياة الكريمة ، متسلحين وقتها بالشجاعة و الإرادة المبنية على قناعة تامة على أن زمن الصمت قد إنتهى و الجمود و التراخي لم يعد يحتمل ، فخرجو إلى الشوارع و الجامعات المغربية ليقولو للإحتلال كفي ظلماً و نهباً و تشريداً و إقصاءا ، فكان صدى الإنتفاضة في كل مكان و تناقلته وسائل الإعلام الدولية و أدخل الفرح و السرور لأهلنا في مخيمات الصمود و التحدي ، فكانت بوادر النصر تلوح في الأفق قبل أن تخفيها يد القيادة القذرة.
السياسة المنتهجة من قبل القادة للأسف يمكن أن نطلق عليها سياسة النيران الصديقة ، فهي لا تتماشى مع المصلحة الوطنية بقدر ما تنسج لمصالح شخصية ضييقة يعمل أصحابها على تكريس مبدأ “البقاء للأقوى” و السؤال الذي يطرح نفسه هو هل البقاء للأقوى أم للأصلح ؟
إذا نظرنا إلى وتيرة الإنتفاضة و الحراك الشعبي في المدن المحتلة سوف نجده متفاوت الزخم ، من مرحلة لأخرى و إرتباطه إلى حد كبير بالزيارات الأممية و الأعياد الوطنية هو أمر السلبي ، لكن الأكثر تأثيراً و الأكثر سلبية على هذه الوتيرة هو سياسة بعض القيادة الوطنية الفاسدة التي طالت يدها حناجر الشرفاء و المناضلين ، فأصبحت تقايضهم تارة و تشاجرهم تارة آخرى على طريقة الثيران الإسبانية ، كلنا رأى و سمع عن الخلافات الحاصلة بين رواد الثورة عندنا فهي أصبحت مكشوفة للعلن ، أحدهم يتلقى تهديداً بالقتل و الأخر ينهال على صاحبه بوابل من الشتائم و الأخرى تسحب زميلتها من شعرها أمام الملئ .
كل هذه التصرفات هي دخيلة على القضية والمناضلين الشرفاء، وهي نتجة طبيعية ليساسة فاسدة يساس بها ملف المدن المحتلة منذ مدة، ادى الى تشرذم المناضلين تحت شعار ”الحقوقيين” حتى صار لكل قائد جيشه و أتباعه يمولهم بكل ما أمكن “كاميرات ، مبالغ مالية ، تأشيرات سفر ، كيفية تخوين الأخر ، إلخ” بسخاء ، شريطة أن يكون مطيعاً .
ما وجب أن يقال :
إن الإنتفاضة الشعبية التي إنطلقت سنة 1999 و تفجرت سنة 2005 أكاد أجزم أن القيادة الوطنية لم تكن على علمً بها و لم تخطط لها ، بل أخالها تفاجأت مثلنا جميعاً ، ذلك هو سبب نجاجها بإمكانيات بسيطة إستطاع مجموعة من الشباب الذين جعلوا ضمائرهم منارة إلى النصر و التتويج ، قبل أن تزج بهم السلطة العاجزة في معترك المادة اللعين ، كما قال أحد الأعراب عند العرب الضمائر منصوبة و مجرورة و مضمومة ، أستغرب لماذا لا يوجد ضمائر منصوب عليها و ضمائر مجرورة للنصب و ضمائر كسرها النصب ، تلك هي القاعدة النحوية التي طبقتها القيادة الوطنية على الساحة النضالية و الحقوقية .
في الأخير أتمنى من المناضلين الشباب المثقفين عدم الإنصياع خلف هاته المخططات الرذيلة ، و أحثهم على مواصلة العمل النضالي الشريف ، فهم ليسو بحاجة إلى كاميرا رقمية مقابل ضمائرهم النقية ، أما الفاسدين من القيادة الوطنية لم أجد لهم أفضل من هذه الكلمات :
يموت الصدقْ .. والبرآءه .. والوفاء
وكل القيم السامية فيهم .. تمووت الفطرة على مذبحة شهواتهم
و مصالحهم و رغباتهم .. و يبدأون بتصنيع الأقنعه و تعليقهآ فـ يموهون بها حقيقتهم و كل قناع يصنعونه أقبح من سابقه و أكثر شروخاً منه .. و أكثر عرضة للسقوطْ .

بقلم: محمد سالم عبد الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر