الاثنين، 29 يوليو 2013

هذه هي خطة بندر بن سلطان لدحر المحور الايراني- الشيعي في المنطقة

السعودية اكبر دول الخليج واكبر اقتصاد عربي واكبر مصدر نفط في العالم ترى أن دورها دورها العربي والاقليمي قد تراجع لصالح دول خليجية اصغر مثل قطر لا تمتلك لا التاريخ ولا الوزن الذي تمتلكه السعودية ، بسبب تداعيات داخلية أهمها هرم ومرض الملك واولياء العهد (مات اثنان منهم في حياة الملك عبدالله ) وعدد كبير من الامراء من ابناء عبد العزيز بن سعود المباشرين الماسكين اهم المناصب السياسية الحساسة الداخلية والخارجية . في وقت تعاني السعودية من مشاكل جدية بسبب تعاظم الحراك الداخلي المطالب بالتغيير وتحرك الشيعة في المنطقة الشرقية بسبب التهميش ، ومشاكل الفقر وفساد اعضاء العائلة المالكة المهيمنين على الاقتصاد والحياة العامة حيث تخطى عددهم ال10000 ومطالبة الاجيال الجديدة منهم بمزيد من السلطة. ويتزامن ذلك مع وضع عربي واقليمي بالغ التعقيد. من هنا برزت ضرورة اجراء تغييرات لضخ دماء جديدة في الهرم الحاكم .
كان استدعاء الامير بندر بن سلطان لتولي منصب امين عام مجلس الامن الوطني وتلاها تعيين سلمان كولي للعهد بعد تخطي بعض الامراء الاكبر منه عمرا ، وتنحية الامير خالد من وزارة الدفاع بسبب فشله في قتال الحوثيين اليمنيين ، تبعها ابعاد مقرن بن عبد العزيز من رئاسة المخابرات وتعيين بندر محله في تموز 2012 وتسليمه الملف السوري رسميا بعد ان كان الملك وابنه متعب مسؤولان عنه ، حيث عين متعب وكيلا لوزير الخارجية سعود الفيصل المريض بالرعاش وشبه الخرف ( وزير خارجية من اكثر من 45 سنة) . .
من هو بندر بن سلطان
ولد عام 1949 ابنا للامير سلطان من احدى خادماته العبدات ، وبسبب سواد بشرته وأصل والدته ، فقد تم تمييزه وابعاده عن غيره من اخوانه ابناء سلطان لفترة ويقال ان والده سلطان لم يعترف به الا بضغط من شقيقه الملك فهد . وهذا نما في نفسه عقدة التميز والتفوق . التحق بكلية سلاح الجو البريطانية في كرونول عام 1972 وتخرج منها طيارا وتدرب هناك على الطائرات المقاتلة قبل ان تتحطم طائرته اثناء هبوط تدريبي ويصاب بكسور في الظهر عام 1979 فكانت تلك نهاية حياته العسكرية ليبدأ فصلا طويلا من الحياة الدبلوماسية ، بداها كمبعوث خاص للملك فهد في 1979 لتكوين لوبي اميركي يساند السعودية في عقد صفقة طائرات اف 15 ونجح في ذلك بفضل ذكائه وعلاقاته العامة المدعومة ماليا ولغته الانكليزية الطليقة . ثم عمل ملحقا عسكريا في واشنطن لفترة قصيرة قبل ان يعين سفيرا 1983 ولغاية 2005 حيث استقال لاسباب شخصية .
عمل بندر كسفير مع5 رؤساء اميركيين و11 وزير خارجية و10 مستشارين امن قومي ...ونسج علاقة خاصة مع بوش الاب والابن حتى انه كان واحدا من العائلة ( حسب توصيف بوش الابن ) ... كما كان صديقا مقربا من وزير الدفاع الاسبق ديك تشيني عراب غزو العراق . ومن خلال علاقاته الراسخة البعيدة مع السي آي أي ورجال السياسة الاميركيين وحتى مع اللوبي الصهيوني ، والتي نسجها من خلال عمله في واشنطن طوال 40 سنة فانه يوصف بالامير الذهبي لمنزلته العالية ونفوذه الكبير محليا واميركيا( فهو رجل اميركا في السعودية وممثل السعودية لدى الاميركيين) .
درس العلوم السياسية في جامعة جون هوبكنز ونال درجة الماجستير..وفي اطروحته لا يخفي بندر اعتناقه لنظرية ميكافيللي ( حسب مايقول وليام سمبسون مؤلف كتاب " الامير بندر بن سلطان ") ، ويتوقف عند وجهة النظر الاخلاقية ويبدي تقبله لفكرة ان الاعمال التي تنفذ للصالح العام لا يمكن ان تخضع للمسائلة وفقا للمقياس الاخلاقي ... وبدأ رسالته بقوله " الامير لا يفكر قط بسوء السمعة الذي سيلحق به جراء هذه السياسة التي دونها لا يمكن ان ينقذ الدولة...فأتبّاع شيء يبدو صالحا قد يجر عليه الخراب ، واتباع شيء آخر يبدو آثما يجلب له ( للامير) الامن والرخاء .وقد دلت كل مواقفه وسلوكياته انه امير يفتقد للاخلاق السياسية وتحكمه النفعية فقط .
ومن هذا المنطلق استطاع بندر ان يفهم العقلية الاميركية البراغماتية المنفعية وان يتعايش معها وينسج مع اداراتها افضل الصلات الشخصية التي كان لها دور في تعزيز العلاقات السعودية الاميركية . لم تخلو حياة بندر الخاصة من فضائح شخصية مثل تقديمه الرشا لمسؤولين اميركيين بحجة تبرعات خيرية مثل مساندته كلينتون ماديا لتاسيس مركز لدراسات الشرق الاوسط في جامعة اركنساس عندما كان حاكما عليها ومساندة حملات انتخاب بوش ماديا ... لكن اخطر الفضائح هي مايتعلق بصفقة اليمامة مع بريطانيا ( 80 مليار$ ) والتي اثبتت التحقيقات البريطانية انه استلم رشوة من الشركات بقيمة 130 مليون $ بضمنها طائرته الخاصه من نوع ايرباص 389 أي ... وفي معرض تعليقه على ذلك يقول " ان الفساد في العالم موجود من عهد ادم وحواء "....
وهو كما يوصف في عدة كتب تتناول سيرته معجب بالحياة الاميركية ويدخن السيكار ويتناول الخمور في الحفلات العامة ويشارك الاميركيين وجهات نظرهم تجاه سياستهم في الشرق الاوسط..وكان يرى في عراق صدام اكثر خطرا من اسرائيل فكان عراب الحرب على العراق في 1991 بعد ان اقنع الملك فهد بتلفيقات الصور الفضائية الاميركية بنية العراق غزو السعودية ... واستغل علاقته المميزة مع بوش الابن ليحفزه ويشجعه على غزو العراق عام 2003 بحجة دعم صدام الارهاب ومساندة القاعدة... وهي الادعاءات التي لم تثبت وبدلا منها فتحت العراق لغزو القاعدة ومشتقاتها الى بلاد الرافدين مع جحافل الغزو لتبدا حرب التكفير والتهجير والقتل وتدمير وتقسيم العراق .. المستمرة الى يومنا هذ ، . لذا كان ادخال بندر في الكيان السياسي السعودي هدفه احداث تغيير لاستعادة الدور القيادي للمملكة من الباب الاميركي الذي يبرع فيه بندر.
عودة بندر الى السعودية وتوليه مسؤولية المخابرات
تولى بعد عودته الى السعودية في 2005 الامانة العامة لمجلس الامن الوطني الذي يراسه الملك ( المسؤول عن رسم السياسات الامنية وتحديد اهدافها) وعضوا في مجلس القوات المسلحة ، لكنه اضطر الى مغادرة المملكة لمدة سنة ونصف السنة اجرى فيها 5 عمليات جراحية ليعود الى نفس منصبه في 2009. عينه الملك في تموز 2012 في منصب مدير وكالة المخابرات السعودية ( تقدر ميزانيتها ب 20 مليار $ ) بدلا من الامير مقرن بن عبد العزيز ( ربما لفشله في الملف السوري ) وهو الامر الذي يجعله الامر الناهي في المملكة الهرمة . وذلك يجعله مسؤولا مباشرا عن تنفيذ اهداف السياسة السعودية الخارجية ومسؤولا مباشرا عن الملف العراقي –الايراني – السوري –اللبناني – الفلسطيني .
خطة عمل بندر تتلخص بأن على المملكة العمل على محاربة المحورالممتد من ايران الى لبنان مرورا بالعراق وسوريا ، ويرى ان سوريا هي الحلقة الاضعف في هذا المحور لاسباب جغرافية وديموغرافية ، وهكذا يجب احكام العمل ضد سوريا لفك هذا المحور وتقطيع اوصاله . من اجل ذلك نسج بندر من وقت مبكر على التركيز على الملف السوري وملحقه اللبناني فاقام علاقات مع عبد الحليم خدام ومدير الامن الداخلي اللبناني اشرف ريفي ومدير فرع المعلومات اللواء الحسن ( اغتيل في بيروت في 2012 مما اعتبر ضربة قوية للمخابرات السعودية ) ومع بعض السلفيين في لبنان وعشائر سورية وعراقية.
في 2005 اجتمع بندرمع عبد الحليم خدام اثناء زيارة الاخير للمملكة ، واتفق الاثنان على العمل على اسقاط النظام لان ذلك يضعف ايران ، رغم ان العلاقات السعودية السورية كانت في ذلك الوقت جيدة . ومنذ ذلك الوقت عمل على تمويل التنظيمات السلفية في لبنان وبضمنها فتح الاسلام الذي خاض معها الجيش اللبناني معارك طاحنة في نهر البارد ... وكل ذلك من اجل محاصرة خاصرة سوريا الرخوة بتنظيمات معادية ...كما ساند جماعة الحريري وحلفائهم في تحدي حزب الله ، وكان مجيئه على راس المخابرات قد اعطى تيار المستقبل والسلفيين دعم معنوي ومادي من اجل تصعيد لهجة التحدي وكان لذلك تداعياته الواضحة على الامن اللبناني (في 2007 كتب ميريال ميزل في مجلة (أي آي أر الاستخبارية) أن بندر وتشيني سعيا الى تاسيس " فتح الاسلام"في مشروع متكامل لتسليح السّنة في مواجهة حزب الله والقوى الشيعية في المنطقة ...والهدف احاطة المحور الايراني السوري بمنظمات معادية بتمويل سعودي رصد له 2 مليار$ ... كما تم دعم المجاهدين الافغان سابقا ... وقامت حكومة الحريري بالافراج عن العديد من اعضاء فتح الاسلام المعتقلين لهذه الغاية ) .
سرب موقع "فيلكا " الاستخباري الاسرائيلي خطة وضعها بندر مع جيفري فيلتمان سفير اميركا في لبنان حينها ( عمل بعدها مساعدا لوزير الخارجية في الشرق الاوسط والان مساعدا للامين العام للامم المتحدة ) لاسقط النظام السوري في 2008 (اي قبل وقت طويل من الحراك في سوريا )باستغلال رغبة الناس بالحرية والتركيز على سلبيات النظام للصعود بالوضع من احتجاجات شعبية الى الثورة ، وهي خطة تفصيلية تتضمن 5 جوانب رئيسية بشرية ( اعداد القاعدة البشرية للمعارضة السورية ) ، وتجنيد البلطجية والمجرمين غي مناطق البلدات السورية النائية ودعمهم بعناصر من الخارج لبلبلة الامن من خلال مهاجمة المراكز العسكرية ومخافر الشرطة والدوائر العامة وعمليات القتل والتهجير الطائفي ، وتاجيج الصراع الطائفي من خلال عمليات معينة لخلق الهوة بين الطوائف والاقليات يواكبها دعم اعلامي عربي وخارجي واعلام داخلي بتهيئة كوادر سورية وتزويدها بمعدات الاتصال ونقل المعلومات وتاسيس مركز لادارة عهمليات الاعلام مقره الاردن بمساعدة خبراء اميركان ...والجانب السياسي للخطة تتضمن استغلال المعارضة السورية الموجودة في الخارج من العلمانيين والسلفيين والاخوان وربط تحركاتها بالعمل الميداني .
خطة بندر والنجاحات المتحققة
سعى بندر الى تطبيق الخطة مع بعض التعديلات وفق مايستجد . وبسبب تشويش الدور القطري على الخطة السعودية فقد عمل بندر على توظيف تاثيره الاميركي في الحد من هذا الدور باقناع الاميركيين ان الدور القطريالتركي بمسادتهم للاخوان كان سببا لصعود المتشددين وسيطرتهم على المعارضة المسلحة على مجريات الامور في سوريا بما يهدد المصالح الاميركية ، وهي النقطة التي يستفيد منها النظام في تسويق مقاومته للارهاب التكفيري . تزامن ذلك مع اخفاقات قطر في ليبيا مابعد اسقاط القذافي وتازم وضع الاخوان في مصر ، فكان ان حدث التغيير في قطر بازاحة الامير وسحب يد قطر وتسليم الملف السوري اللبناني من جديد الى السعودية لتديره وفق النظرة الشمولية لها لمحاربة المحور الايراني العراقي الذي يشكل الملف السوري اليوم عنصر المواجهة الاساسي . وقد صرح رئيس الاركان الاميركي ( ديمبسي) مؤخرا
" ان التدخل الاميركي الحاسم قد فات اوانه واي تدخل جديد لن يحمل تغييرا حاسما في الوضع " ... وبالتالي كان لابد ازاحة قطر عن الطريق لصالح السعودية باوامر اميركية بدات بتسلم بندر للملف السوري وتشعباته الايرانية -العراقية- حزب الله ، ثم انكفاء تركيا على داخلها بسبب المعارضة التي يواجهها عراب الازمة السورية اردوغان.
يستند بندر في الداخل الى دعم سعود الفيصل له ( وذلك جزء من الصراع الملكي الداخلي حيث يسعى اولاد عمه سلمان ولي العهد لتسلم وزارة الخارجية بسبب مرض سعود ) ...وتفويض الملك شبه الغائب عن الوعي ...خاصة وان بندر سجل عدة انتصارات للخط السعودي في الفترة الاخيرة ...أهمها استعادة السعودية لادراة الملف السوري اللبناني من جديد ، كما تقدم ، وبمباركة وتسليم اميركي على ان تتولى السعودية الدعم المالي .بعد ابعاد قطر وتهميش الدور التركي الحليف لقطر..ونجاحه في وضع الجناح العسكري لحزب الله في قائمة الارهاب بعد اقناعه الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء البريطاني في زيارته الاخيرة لهما للامعان في محاصرة حزب الله .. نجاح السعودية في فرض رجلها الدمية احمد عاصي الجربا (من عشيرة شمر في الحسكة ) على رأس الائتلاف السوري المعارض وافشال مرشح الاخوان وقطر رياض الشقفة لتبدا الحقبة السعودية في عمل الائتلاف ... تدفق الاسلحة من جديد على المعارضة عن طريق لبنان والاردن بالاساس ... وبراغماتية بندرولا اخلاقيته السياسية دفعته لابرام صفقة عبر وسطاء لشراء اسلحة اسرائيلية متطورة بـ 50 مليون$ لصالح المعارضة ( واغلب الظن سيتم ادخالها عبر الاردن ) .
كما يقال ان الاشتباكات بين الاكراد وجبهة النصرة وطرد الاخيرة من مناطق الحدود التركية تتم بمساعدة اميركيةسعودية ( من خلال برزاني ) بهدف تحقيق مطلب غربي بان تسعى المعارضة المعتدلة على محاربة المتشددين ولخلق وضع محرج لتركيا على الحدود يحد من دعمها للاسلاميينالمتشددين ، ويساعد ايضا على اقامة مناطق آمنة او حظر طيران في المستقبل بحجة عدم وجود المعارضة المتشددة في هذه المناطق (وهو مطلب اميركي غربي اساسي ).
في تموز 2012 دبر بندر زيارة للعميد السوري المنشق مناف طلاس ، وياتي ذلك ضن جهود تهيئة شخصيات مقبولة سوريا واميركيا وداخليا لتولي اوضاع سوريا مستقبلا ، ولبحث التاثير عى بعض الضباط الكبار لحثهم على الانشقاق .
على الصعيد السياسي احرزت السعودية نقاط اخرى بعد اسقاط حكم الاخوان ( الاعداء التقليديون للوهابيين السعوديين ) في مصر ومسارعتها لاسناد الوضع الجديد ماديا مع الامارات (وقد يكون للسعودية يد ولو من بعيد في احداث ماحصل في مصر ) . والسعودية تشدد الضغوط على الاردن باستخدام العصا والجزرة مع النظام ( تحركات السلفيين المعادية للملك من جهة وحاجة الاردن الى الاموال) لاستثمار الموقع الجغرافي الاردني المهم في عملية اسقاط النظام في سوريا رغم تداعيات ذلك السلبية على الاردن.
العراق في خطة بندر
يحتل العراق مكانة كبيرة في الخطة السعودية لمحاربة المحور الايراني ، رغم ان التركيز الحالي هو على سوريا اولا وحزب الله ، ذلك ان سقوط سوريا سيفتح الطريق الى سقوط العراق . فالعراق بسبب تركيبته الديموغرافية وثقله الاقتصادي والدعم الغربي الاميركي الذي يتمتع به ومجاورته لايران هو الحلقة الاصعب في المحور الذي تتوجس منه السعودية وحلفائها ، لذا فان سقوط الحلقة السورية سيساهم في تضييق جبهة المواجهة ويفتح افاقا جديدة للتاثير على كل من ايران والعراق ومحاصرتهما في حدودهما الجغرافية بعد قص الجناح الغربي الذي كانا يطيران به .
لذا فان مضمون الخطة فيما يخص العراق حاليا هو مايمكن ان نطلق عليه " تسخين الاوضاع " لحين سقوط النظام في سوريا الذي تتنبأ به المخابرات السعودية بعد 6 – 12 شهرا (وقد سمعنا الكثير من هذه التنبؤات الغربية والاميركية وحتى الاسرائيلية وثبت خطاها لان الوضع في سوريا مركب وشديد التعقيد بشكل يصعب وضع تنبؤات دقيقة ) . وتسخين الاوضاع بنظرنا ووفق تحليلنا للوضع الحالي في العراق يكون بادامة وضع امني غير مستقر ومتوتر وياخذ منحى التصاعد في خطورته بشكل يؤدي الى فقدان ثقة المواطن بالدولة واجهزنها الامنية ( عبر زيادة الدعم للجماعات الارهابية والمتشددة والجماعات السلفية وهذا ماتحقق في الاشهر الثلاثة او الاربعة الاخيرة) ، وخلق وضع سياسي مربك لحلفاء ايران في السلطة (عبر الدعم المباشر وغير المباشر لبعض التيارات والاحزاب والشخصيات الدينية ورؤساء العشائر وغيرهم ، وتأجيج الوضع الطائفي من جديد ، وتركيز الاعلام العربي الموالي على سلبيات الحكومة وتردي الوضع الامني ....ثم الاستعداد للانتخابات النيابية القادمة التي ستسعى السعودية الى دعم شخصيات قديمة وجديدة موالية لها ) ..
والمشكلة فيما يخص العلاقات السعودية العراقية تكمن في ان السعودية تملك الكثير من اوراق الضغط الامنية والسياسية على العراق في حين تغيب اية ورقة بيد الحكومة العراقية سوى المناورة بالتقرب من السعودية وذلك لايتم الا على حساب ايران وهو مالا تسمح به الاخيرة ،لذا لا تعده السعودية خطوات التقرب هذهجدية ( حتى وان تم اعفاء المعتقلين السعوديين في العراق واطلاق سراحهم ) ...فملف العلاقات بين العراق والسعودية تحكمه الايولوجيات والسياسات الاقليمية وليس وهي متباينة ومتعارضة في ظل الوضع الحالي ولا يمكن تجاوزها بخطوات وسياسات قصيرة المدى كما ان الثقة بالسياسيين العراقيين في السلطة مفقودة خاصة في ظل وجود راي عام خليجي معارض لطائفية السلطة...... والدور السعودي في العراق مرشح للتصاعد مستقبلا ، لان الملف السوري لا ينفصم عن الملف العراقي وان جرى التركيز حاليا على الملف السوري فليست سوريا هي الجائزة الكبرى بل حلقة مهمة يجب فكها لتسقط الجائزة الاكبروهي سقوط كل المحور الايراني وتوابعه .
الافاق المستقبلية
حددت المخابرات السعودية فترة 6 – 12 شهرا لاسقاط النظام عسكريا واقتصاديا ( سبق ذلك كثير من تكهنات المخابرات العربية والغربية والاسرائيلية بسقوط النظام في توقيتات مختلفة اثبتت كلها فشلها في التنبؤ ) .لكن تحديد هذه الفترة له دلالاته : حيث تجري جهود محمومة من اجل توحيد المعارضة وتنشيط دور الجيش الحر ودعمها تسليحيا باسلحة كرواتية واسرائيلية واميركية لايجاد مايسمى ( التوازن على الارض ) واعداد المسرح الشمالي السوري للتدخل الخارجي..بعدها يجري اقحام حزب الله بمعارك جانبية في لبنان مع السنة المتشددين الذين يجري تسليحهم وتمويلهم من فترة ليصار نزع الصفة الرسمية عن الحزب كممثل لشريحة كبيرة من الشعب اللبنانيتحجيم دوره المساند للنظام.. وحشره في مواجهة مع اسرائيل مدعومة عربيا ومحليا وغربيا ) .
وفي الوقت الذي يتم فيه تسخين ساحة العراق واعادة ترتيب الاوضاع العربية في مصر خاصة وتونس وليبياومحاصرة حماس الاخوانية في غزة لصالح المخطط السعودي الاميركي الجديد : من جهة تفعيل المسار التفاوضي العربي الاسرائيلي بجهود العراب الاميركي في غياب كامل لكل القوى العربية المعارضة لسير المفاوضات بوضعها شبه الاستسلامي الجديد بانتهاز الظروف الحالية لانهاء هذا الملف لصالح تسوية تفرض على الفلسطينيين وتراعي اهداف اسرائيل ، ومن ناحية اخرى يتم احكام الحصار الاقتصادي والسياسي على ايران والضغط على اصدقائها الصينيين والروس للتنازل مقابل امتيازات في ناطق اخرى، وبالتنسيق مع اطراف غربية وخليجية لاختراق الساحة الايرانية من بوابة الاصلاحيين (بعد ان جاء انتخاب روحاني مثبطا لهذه الخطة ) لاضعاف قدرة ايران وبعثرة جهودها واستنزافها اقتصاديا من خلال اجبارها على المواجهة في كسرح صراع كبير يمتد من الخليج الى العراق فسوريا فلبنان ..وان اضعاف حلفاء ايران الشيعة في العراق ولبنان وتأجيج الصراع الطائفي في المنطقة هو بند اساسي في خطة بندر التي ترمي الى تصوير الصراع مع المحور الايراني بانه ليس صراع سياسي فقط وانما بالساس مذهبي لاستعداء الاغلبية العربية السنية ضد ذلك المحور.
هذا كله يجعلنا نتوقع ان تشهد المنطقة ومنها العراق صيفا حارا وشتاءا قد يكون اكثر حرارة لان جميع القوى المتصارعة تشعر ان الوقت بدأ يستنزفها ولا يصب في مصلحتها لذا فلا بد من الحسم السريع.
بقلم: عماد صادق العلوان

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر