الاثنين، 1 يوليو 2013

لن نتخلى أبدا عن نضالنا



في ظل هذا الزخم الإعلامي و نجاعة شبكات التواصل الإجتماعي في تقريب الرؤى بين المجتمعات حاولت أن استفيد قدر الممكن وان اساهم في لفت انتباه ولو جزء قليل من العالم الى حالنا هنا في المخيمات و نجحت بفضل الله في نشر مقال متواضع في احد الصحف الاسبوعية في استراليا و قد كان له صدى كبير عكسه كثرت المراسلات التي تلقيتها من عدد كبير من الاستراليين واليكم المقال مع المقدمة كما ورد في الصحيفة:

لن نتخلى أبدا عن نضالنا – صوت من مخيمات اللاجئين الصحراويين-
الخميس، 25 يونيو 2013
منتو لرباس أسويدات هي شابة صحراوية تعيش في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف، جنوب غرب الجزائر.
الصحراء الغربية، أرض الشعب الصحراوي، يحتلها المغرب منذ 1975. في عام 1991، قامت الأمم المتحدة بوساطة بين المغرب وجبهة البوليساريو (التي تؤيد الاستقلال) من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، والذي كان من المفترض أن يتضمن استفتاء لتقرير المصير، الذي لم يحدث إلى غاية اليوم. مينتو لرباس تصور حياة و كفاح الشعب الصحراوي الذي أجبر على العيش كلاجئين من أجل الحرية. يمكن التواصل مع الكاتبة على العنوان التالي:
larabastata@yahoo.es

أود كشابة صحراوية، ولدت وترعرعت في المنفى بعيدا عن أرض أجدادي، أن أتقاسم مع العالم الحياة الصعبة التي فرضت على شعبي، خاصة ابناء جيلي، التعامل معها هنا في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف.
قبل خمسة سنوات، التقيت مع مجموعة من الاستراليين قدمت في زيارة إلى مخيمات اللجوء لحضور مؤتمر العمال الصحراويين الذي انعقد في أكتوبر 2008، كانت تلك فرصة كبيرة لأتعرف من خلالهم على الصحيفة الأسبوعية لليسار الأخضر(Green Left Weekly )و على الصحفية الكبيرة مرغاريتا ويندش و التي أشرفت على تدريبي رفقة بعض الشابات الصحراويات على أفضل السبل لتقرير عن حقوقنا و تسليط الضوء على أوضاعنا
إن فترة اللاحرب و اللاسلم الطويلة لم تترك لنا أي خيار سوى محاولة إعادة بناء حياتنا داخل المخيمات إذ اننا نبذل قصارى جهدنا للتأقلم مع هذا المناخ في احدى اعتى وأشد صحاري الجزائر مع إنعدام الظروف الضرورية للعيش الكريم.
ارتأيت أخيرا أن أنفس عن ألمي العميق تجاه ما يعانيه شعبي، و تجاه الأطفال حديثي الولادة الذين سيعانون من نفس الألم الذي يحاول جيلي التغلب عليه في كل يوم من حياتنا المنسية هنا.
و بالنسبة للشباب الصحراوي في اللجوء، فخيبة الأمل تعد كابوسا أبديا تحول إلى إحباط.
لطالما كان الشباب الصحراوي محظوظا بما فيه الكفاية للدراسة بفضل الحلفاء و المنظمات غير الحكومية و الدول الداعمة كالجزائر، كوبا، ليبيا و فنزويلا. ولكن بعد التخرج، يجد الطالب الصحراوي نفسه أمام واقع مر و هو أننا لسنا سوى لاجئين نعتمد أساسا على مساعدة العالم.
نحن، وبكل بساطة، ننتظر من العالم أن يتحرك لصالحنا في الوقت الذي نعاني فيه من انتهاكات لحقوق الإنسان تنتهجها السلطات المغربية.
إن قلبي ليتألم لأولئك الشباب الذين حرموا من حياة طبيعية أين يمكنهم فيها العمل على تحقيق أحلامهم والتمتع بموارد بلادهم الطبيعية.
أخذ نفسي كمثال على ذلك. فقد درست الأدب الإنجليزي في إحدى الجامعات الجزائرية، و ظننت انني سوف أكون قادرة على توسيع نطاق دراستي. كان لدي التزام و رغبة قويين في مقارنة الآداب و بالمشاركة في الحركة العالمية للتخفيف من حدة الفجوة بين الشعوب على الصعيد العالمي.
و لكن مع الأسف، اضطررت إلى الاستيقاظ من أحلامي لمواجهة واقع أنني لاجئة، حيث لا يوجد شيء ممكن سوى الإنخراط في النضال اليومي داخل المخيمات. خيارنا الوحيد يكمن في التركيز على الكفاح السلمي الذي اختارته جبهة البوليساريو، الممثل الوحيد للشعب الصحراوي، كوسيلة لنيل حقنا المشروع في تقرير المصير.
حياتي في مخيمات اللجوء تعكس التحديات اليومية التي تحاول كل النساء الصحراويات التأقلم معها ومن هنا يأتي المي العميق من حالة الإحباط و خيبة الأمل التي تغمر الكثيرات منا و التي يزيدها صمت المجتمع الدولي.
كيف أمكن للعالم أن يلتزم الصمت أمام ما نعانيه في اللجوء ؟ كيف يمكن للعالم أن ينام في الوقت الذي يتعرض فيه شعب أعزل بالصحراء الغربية المحتلة للتعذيب ؟
حقيقة أن تظل في مخيمات اللاجئين في حين يتم استغلال مواردك الطبيعية بشكل غير قانوني أمر يرهق كل صحراوي في المخيمات. لا زلنا نتساءل، أين القانون الدولي من هذه الاتفاقيات التجارية غير القانونية التي توقعها شركات مخزية ومنحطة مع المغرب لإستغلال مواردنا ؟
كيف يمكن لمجتمع مثل أستراليا أن يبقى صامتا في حين أن الشركات الاسترالية تستغل فوسفاطنا بشكل غير قانوني ؟
هناك أعداد كبيرة من النساء بمخيمات اللاجئين عرضة للموت مع أطفالهن بسبب سوء التغذية، في حين أن شركات من سويسرا، الدنمارك، فرنسا و غيرهم يستغلون المنتجات الصحراوية. فمثلا الطماطم الصحراوية تباع في الأسواق السويسرية في الوقت الذي ننتظر فيه نحن صدقة من العالم.
في بعض الأحيان اشعر بالأسف لسذاجة شعبي، الذي لا يزال لديه إيمان قوي في الأمم المتحدة مع أنني و بصراحة سئمت الإفتراءات المستمرة من قبل الأمم المتحدة و محاولاتها اليائسة في المفاوضات بين البوليساريو والمغرب. فمن المؤكد أنه أولا وقبل كل شيء يجب وقف الاتفاقيات غير القانونية قبل عقد أي محادثات جديدة.
الحياة في اللجوء مليئة بالألم و الخسارة، ولكننا كصحراويين سوف لن نتخلى أبدا عن نضالنا. بقلم : منتو لرباس أسويدات



0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر