الأربعاء، 22 يناير 2014

الساحة الداخلية... و احتمال الانفجار

حالة عسكرة حقيقة يعيشها الشهيد الحافظ هذه الأيام بعد انباء عن تحضير مجموعة من المواطنين لتنظيم وقفة احتجاجية اما مقر مفوضية غوث اللاجئين التابعة للام المتحدة. مظاهر العسكرة هاته لم تقتصر على الشهيد الحافظ فحسب بل امتدت الى بعض المخيمات، حيث اقامت عناصر من الشرطة عدة حواجز يتم فيها التدقيق في الهويات بحثا عن مطلوبين او فارين من العدالة او السجون، بحسب مصادر من الشرطة الوطنية.
الحالة الاجتماعية بالمخيمات لا تبشر بالخير على الإطلاق فبعد الغلاء الفاحش لكل مقومات الحياة، الأساسية لم يعد باستطاعة الكثير من المواطنين اعالة أسرهم و هي الحال التي تدفع بالبعض الى المخاطرة بالأرواح من اجل كسب القوت و هو مؤشر في حد ذاته ينبئ بالوضعية التي آلت اليها الأمور في المخيمات. وضعية يدرك طرفا النزاع السياسي جبهة البوليساريو و المغرب اهميتها و قدرتها على قلب الموازين بعد أن عجز المغرب عن تحقيق أحلامه التوسعية و تقاعست البوليساريو ـ حتى الآن ـ عن تحقيق احلام الصحراويين في الاستقلال.
قبل سنتين من الآن قال الوزير الأول الصحراوي أن الرهان مع المغرب هو على الساحة الداخلية لكل طرف، و اذا كانت قيادة جبهة البوليساريو تدرك خطورة الساحة الداخلية و احتمال انفجارها في أية لحظة فما الذي فعلته لتجنب ذلك الانفجار الوشيك؟
نقولها و بكل حسرة ان الوضع الاجتماعي بالمخيمات صعب، و يزداد صعوبة يوما بعد يوم، بل و يهدد بنسف ما تحقق في الكثير من السنوات. فإذا وصل الحد بالشباب الى اقتحام الجدران ـ المحيطة بالمخيمات من كل اتجاه ـ التي يترصده الموت خلفها، فإن ذلك مؤشر على خطورة الوضع، فما يصل من المساعدات الانسانية لم يعد يلبي الحد الادنى من متطلبات الأسر الصحراوية. يقابل ذلك فساد غير مسبوق في تاريخ الدولة الصحراوية الناشئة، فمن العار ان يختفي 31 صهريجا من لوائح وزارة المياه و البيئة، و ما خفي كان اعظم، في ظل صمت رسمي، بل و تواطؤ من قبل بعض نواب البرلمان، املنا الوحيد المتبقي في التغيير ـ مع تقديرنا لبعض النواب المخلصين ـ .
لا يمكن للسلطات الصحراوية مواجهة كل احتجاج اجتماعي بالحشد الامني، او بالتخوين و التشكيك في أحسن الاحوال. فمن غير المعقول ان نعيب على الاحتلال المغربي عدم السماح للصحراويين بالاحتجاج سلميا، فيما يضيق صدر السلطات الصحراوية بالمخيمات تجاه كل من رافع عن حقوقه سلميا. صحيح ان الظرف قد لا يكون الانسب للمطالبة بالحقوق الإجتماعية، و ان دولتنا في المنفى يدها قصيرة، بل و عاجزة عن توفير كل احتياجات سكان المخيمات، نتيجة اعتمادها على المساعدات الأجنبية، و إستنزاف العدو لثرواتنا... لكن بماذا نفسر التفاوت الكبير في المستوى المعيشي لبعض القادة و عائلاتهم، مقارنة بباقي اللاجئين؟ و هم الذين قدموا جميعا الى المخيمات حفاة عراة...، و كيف نقرأ اتساع الهوة بين القادة و القاعدة الشعبية، التي لم تعد تثق ابدا فيما يقوله القادة على المنابر؟
بقلم الصحفي
البشير محمد لحسن.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر