الخميس، 2 يناير 2014

في نهاية هذه السنة الميلادية 2013

بعد السلام كانت السنة طويلة وأطول من أن تحصى حيثيات أيامها ، الشهور الأخيرة منها ذوقتنا الحنظل ، التخوين بلا قلب ولا عيون و اصبع مغربي يضغط على الزناد ليردي ضحايا فتبكي أم و يتيتم أطفال و تترمل نساء هؤلاء قتلوا فينا كل شيئ وحسبوا أنهم انتصروا لكن هيهات ، رحمة الله على شهداء القضية الصحراوية من الداخلة الحسناء المقاتلة وحتى العيون الجريحة .
أكاد أجزم بأن كل صحراوي واعي لا ينكر صحراويته ، يحلم بوطن صحراوي مستقل ، أي صحراء غربية حرة مستقلة ، وهذا حق للصحراويين كما هو حق لجميع شعوب المنطقة ، ولكن كيف ومتى فهذا موضوع آخر .
طبعا العقل يقتضي أن يتم ذلك في الوقت المناسب ، وحسب توافقات تحفظ حقوق جميع شعوب المنطقة ضمن حل سلمي حضاري يحصل فيه الصحراويين على كامل حقوقهم .
هذا لا يمنع أن تتم توافقات داخل حدود الدول التي تتقاسم جغرافية الصحراء الغربية ، حاليا بما يرضي جميع المكونات وعندما يجد الصحراوي إنصافا من تلك الدول حينها ستكون الصورة مختلفة ، ومتروكة للأجيال القادمة .
الجزائر قدمت مليون شهيد ... منظمة التحرير الفلسطينية قدمت ألآف ربما عشرات الآلاف من الشهداء .... حزب الله اللبناني قدم الشهداء في جنوب لبنان .... و نحن الصحراويين قدمنا ولازلنا نقدم الشهداء .
أنا كصحراوي من حقي على القيادة الوطنية في الرابوني ، من حقي عليها وبعد أن تضاربت الأخبار عن وطنية القيادة ، من حقنا وحق الناس أن تتساءل ، ثم متى ستكفون عن التشكيك في وطنية عامة الصحراويين لأنها تريد معرفة الحقيقة ، في كل الأحوال يجب أن لا نصادر حق الناس في التساؤل .
بكل صدق و أمانة نحن الصحراويين ( البعض ) مع إحترامي و الكلام لايعمم ، إذا حللنا بإمعان خلافاتنا الصحراوية الصحراوية ، لنجد أننا أسود بحق بعضنا ، أما إذا كان خلافنا مع الدخلاء فإن سلوكنا و صفتنا الأسدية ، تتلاشى وتتبخر فورا ، حيث نتحول من أسود وهمية إلى خرفان دسمة دهينة ظريفة لطيفة ، نقدم لهم حتى السكين لذبحنا وقطع رأسنا ، هذه هي سيرتنا الواقعية الحقيقية في المناطق المحتلة إلا ما نذر من المناضلين الصحراويين الشرفاء الذين يمسكون ، هذا الكلام صحيح نوعا ما لكن لا يجوز أن نعمم على الجميع لأنه لا ينطبق على الكل ، وهي ظاهرة تنتشر ويجب الحد منها قبل أن تستفحل وإذا لم نحد منها ستكون طامة .
كل ما أريد استخلاصه من سردي المخزي الذي لا يرفع الرأس ، هو أن المحتل المغربي حاول عمدا ولمئات من السنين أن يحطم معنوياتنا وتخويفنا وزرع الشقاق في نفوسنا وبكل الوسائل المتاحة له ، هو دوما حاول أن يثبت لنا بل يفرض علينا أننا نحن المديونين له بالرغم من إحتلاله لوطننا وأرضنا ونهب كل خيراتنا ودعم وزرع الأحقاد والفتنة والخلافات بين أهلنا وعلى كافة الأصعدة والمستويات ، بإتباعه تطبيق السياسة الإستعمارية فرق تسد .
فالله الله يا بني حسان ، يجب أن نعمل ونحاول أن نقدم بعض من واجبنا تجاه قضيتنا الصحراوية العادلة ، التي تعيش في أحلك الظروف وأقسى أيام تاريخيها وأعتقد أنها بأمس الحاجة إلينا ، بحاجة إلى أقلام وسواعد أبنائها الوطنيين الشرفاء ، نحن نقوم بهذا اليوم و اعتبره واجب وطني وليس من باب المنفعة المادية أو لقاء أوسمة بطولية نعلقها على صدورنا ، و أرجو أن تكون قادمات الأيام فيها الخير والسلام والأمن والعدل الإجتماعي والإستقلال للشعب الصحراوي .
كل عام و أنتم بألف خير و أتمنى أن يكون عام 2014 عام خير وسلام على شعبنا الصحراوي التواق للحرية و راجيا أن يكون خاتمة للأوجاع و الأحزان و بداية للأفراح .
مع تحياتي الخالصة
أحمد سالم جكني

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر