الأحد، 26 يناير 2014

انهيار سياستنا الخارجية

منذ ايام قليلة تم تنظيم، في "الرابوني"(الشهيد الحافظ)،ندوة حول سياستنا الخارجية وكان هناك بعض من الموظفون في ذلك الميدان و الذين قاموا بملئ افواههم لبيع الدخان، لقد قام دبلوماسيينا بعمل غاية في الروعة حتى جعلتنا نميز بعضهم عن بعض من خلال مدحهم علننا اكثر من الآخرين، و في حالة قمنا بالنظر الى ما يتم بثه عن طريق وسائلنا الاعلامية الرسمية قد يجعلنا الامر نجزم بان سياستنا الخارجية تعمل بطريقة غاية في الروعة و التي تجعل الاستقلال قاب قوسين او ادنى ، لكن في المقابل، اذا قمنا بالنظر الى الواقع، يمكننا الجزم بان السنة التي ودعناها للتو، اي 2103، كانت عبارة عن "اسوأ سنة"(AnnusHorribilis) على الاطلاق لدبلوماسيتنا.
اعيد الاصرار: لقد كانت السنة الماضية اسوأ السنوات التي مرت بها دبلوماسيتنا الا ان ذلك لايعني ان الامر ينطبق ايضا على قضيتنا وذلك نظرا -لحسن حظ الشعب الصحراوي- الى ان القضية لا تعتمد على ما يفعلونه او-بالاحرى-لايفعلون اولئك المسؤولون عن دبلوماسيتنا.
منذ امد طويل و نحن نفشل في فعل الصواب، اي انه في الامكان التي تعتمد فيها الوقائع على تسييرنا للامور دائما ما تكون النتائج سلبية، ولكن في المقابل، هناك حيث لا توجد أيادي البوليساريو عادة ما تتحقق المكاسب.
تقريبا في كافة اللحظات الحاسمة و التي مرت بها قضيتنا منذ امد ليس بالقريب، لا نرى وجود لتدخل من طرف البوليساريو. الفضل في تلك اللحظات كان نظرا لتطورات بمنئى تام عن البوليساريو. على سبيل المثال، ذلك القرار الذي تم الغاءه في ما بعد و الذي اقدمت بموجبه الولايات المتحدة على طرح مشروع قرار امام مجلس الامن و الذي يتضمن توسيع صلاحيات بعثة"المينورصو".
و لكن في الاماكن التي يفترض ان يكون لدينا فيها مسيرين همهم الوحيد هو الدفاع عن القضية بكل ما اوتوا من قوة، فهناك وللاسف لم نحصد الى الفشل تلو الآخر.
مهما حاول "ولدالسالك"اسكات ذلك، فان العام 2013هو الاسوأ على الاطلاق في ما يتعلق بالتدهور الخطير في عدد الدول التي تعترف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
و في مايخص البرلمان الاوروبي اين يتواجد لدينا ممثلين قادرين على التصفيق لتقرير مفترض حول حقوق الانسان و الذي يشير الى الصحراءالغربية كجزء من "منطقةالساحل"و-للاشارة فقد حصر عدد الدول المعترفة بالجمهورية الصحراوية في خمسة و اربعين دولة- في ذلك البرلمان نأكد على اننا تعرضنا لهزيمة مدوية. لابد من ان حضورنا كان في غاية من عدم الاهلية و الازعاج جعلتنا نظريا نرمي الى احضان العدو اولئك الاعضاء الذين صوتوا العام الفارط لصالحنا.
بعد ذلك امتلئت مواقع شبكات الاتصال الاجتماعية بصورة عفوية قد تم التقاطها في مراسم دفن و لكن تحولت الى رسالة ذو قيمة عالية فيما يخص "التسويق السياسي". الاان داخل المكتب الابيض في واشنطن و ليس على ادراج احدى ملاعب "جوهانسبورڭ"باراك اوباما قام منذ قليل بترك توقيعته على قانون يؤثر، ليس على السياسة الخارجية الامريكية فحسب، و انما على شيئ اكثر خطورة و هو السياسة القانونية الخارجية لامريكا و التي هي شيئ مختلف.
بعد فشل البوليساريو داخل بروكسل فيما قد حققته مع الولايات المتحدة الامريكية حول مبدأ استثناء المناطق الصحراوية المحتلة من الاتفاقيات التجارية، ها هو المغرب قد نجح في فرض -داخل واشنطن- الرأي الداعي الى شمل تلك المناطق في قانون مخصصات الميزانية الموقع يوم امس من طرف اوباما.
في الصفحة12887 يمكن قراءة ذلك حرفيا:
(ح) المغرب.-الاموال التي خصصت تحت العنوان III
...من هذا القانون و التي تم توفيرها كمساعدةللمغرب يجب ان تكون ايضا متوفرة لمساعدةمنطقة الصحراء الغربية.
لا سمح الله، قد تكون الخطوة القادمة هي تعديل اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات التحدة الامريكية و المغرب لتطابق اتفاقية الصيد البحري بين الاتحاد الاوروبي والمغرب كي تشمل المناطق الصحراوية تحت سيطرة المغرب، ونرفع من دعائنا اكثر لنصلي لله على ان لا تعتمد تلك القضية على عمل المسؤولون عن تسييرسياستنا الخارجية.
و كي لانتسبب في نفير قرائنا الاكارم من عد اخفاقات المسؤولون عن سياستنا الخارجية، سنحتفظ بتفاصيل القنبلة التي على وشك الانفجار بسبب تسيير احد الممثلين الصحراويين باحدى المقاطعات الاسبانية.
بقلم: حدمين مولود سعيد ـ نشره على صفحته في الفيس بوك ـ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر