الثلاثاء، 28 يناير 2014

احداث السمارة نتيجة حتمية لسياسة الترقيع

كشفت احداث السمارة الاخيرة التي كان مقر الشرطة بالولاية مسرحا لها، والذي تعرض للتخريب من طرف مجموعة من الشباب بعد معاملة الشرطة بعنف لشاب اخل باجراءات الحظر الليلي المفروض، كشفت عن هشاشة الوضع بشكل عام وعن ضعف هذه المؤسسة وغيرها من مؤسسات القوة العمومية، الموكلة اليها مهمتي حماية المواطنين وفرض النظام العام، ورغم انه لا مبرر للهجوم على اي مؤسسة من مؤسسات الدولة الا ان التصرفات غير المسؤولة لاغلب افراد المؤسسات المعنية بحفظ النظام لا يمكن الا ان تؤخذ في الحسبان.
فاغلب المنتيمن الى هذه الاجهزة سواءا كانو اعوان او كوادر غير مؤهلين علميا والكثير منهم بالكاد يمحو الامية، وهم في الغالبية نتاج تسرب مدرسي، والتدريب الذي خضعوا له ناقص بل يكاد يختصر على تدريبهم على استعمال السلاح، مما جعل تعاملهم مع المواطن اقرب الى استعمال القوة منه الى الحوار، ومن منا لم ير يوما تعامل هذه الاجهزة بعنف مع المواطنين فالرفس بالارجل ووضع الاشخاص تحت “الشبكة” امر شبه مألوف .
وتلك ليست مسؤولية اعوان الامن لأن كل اناء بما فيه ينضح بل مسؤولية القائمين على امرنا اللذين يفضلون القبيلة عن الكفاءة، وهذه المؤسسة بالضبط “الشرطة” شبه خالية من الاطر المؤهلة علميا واطاراتها الخريجة من الجامعة تعد على اصابع اليد الواحدة، رغم وجود جيش من الخرجين البطالين يجبون الشوارع. وقد ادى ضعف التاهيل هذا الى الكثير من الكوارث ليس اقلها ضبط سيارة رسمية للشرطة محملة بالمخدرات.
بالعودة الى حادثة السمارة التي ستمر دون ان يتحمل احدا مسؤوليتها كما مرت كوارث قبلها، والتي لم تكن الاولى والراجح انها لن تكون الاخيرة ما لم نراجع حسباتنا ونعيد بناء هذه الاجهزة على اسس علمية، ونحدد سلم لتحمل المسؤوليات لا يجب ان يبقى منطق الافلات من العقاب ومن تحمل المسؤولية هو السائد من اخطأ عليه ان يدفع الثمن بعيد عن “لخلاكات” لان تلك السياسة هي التي اوصلتنا الى هذا الواقع.
ان ما حدث بالسمارة هو نتيجة حتمية لسياسة الترقيع والهروب عن مواجهة المشاكل والاكتفاء ” بالطلي على لوبر” التي يعتمدها ولات امرنا، صحيح ان الشرطة ماهي الا واحدة من المؤسسات ولا يمكن عزلها عن الواقع ولاصلاحها يجب اصلاح العدالة فلا يعقل ان يضبط مجرم متلبس وفي اليوم الموالي تجده يتجول في الشوارع، واصلاح العدالة يتطلب اصلاح مؤسسات اخرى لها علاقة بالعدالة وهو ما يعني ان الاصلاح صار اكثر من ضرورة قبل ان تنقلب بنا السفينة كلنا

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر