الجمعة، 20 يوليو 2012

كل مفاوضات ونحن بخير ا


سعيد زروال
بعد اعلان الموفد الاممي الخاص للصحراء الغربية السيد كريستوفير روس ان الجولة التاسعة من المفاوضات غير الرسمية بين جبهة البوليساريو والمغرب لم تحقق اي تقدم حول جوهر المشكلة. يتضح ان لانية للوسيط الاممي ولا للاطراف خاصة المغرب في التوصل الى حل للقضية الصحراوية، مما يفتح الباب امام جولات مفاوضات جديدة والمزيد من الجمود في مخطط التسوية الاممي، وهو دليل ان الاطراف ليس في عجلة من امرها طالما ان الشعب الصحراوي في المناطق المحتلة ومخيمات اللاجئين الصحراويين وبالمهجر هو من سيدفع ولوحده ثمن هذا التماطل في العملية التفاوضية.
فالاحتلال المغربي ليس في عجلة من امره طالما انه يحكم قبضته العسكرية على المناطق المحتلة من الصحراء الغربية وعلى ثروات الشعب الصحراوي. بعد ان حقق من مخطط التسوية ماكان يرجوه بدأ من وقف اطلاق النار وصولا الى عودة اسراه لدى جبهة البوليساريو.
اما القيادة الصحراوية فيبدو انها هي الاخرى ليست في عجلة من أمرها بعد ان ضمنت بطريقة او بأخرى مستقبلها ومستقبل عائلاتها بعيدا عن مستقبل الشعب والقضية ، وبالتالي جولات المفاوضات في نظرها لاتعدو ان تكون جولات روتينية لن تؤثر على مكانتها السياسية الداخلية طالما انها تتقن فن اللعب على عواطف المواطنين البسطاء، الذين تكفيهم محاضرة واحدة ينظمها أعضاء الوفد الصحراوي المفاوض ليعمموا فيها الانجازات "الجبارة" التي حققوها أمام الوفد المغربي، وهي إنجازات وإنتصارات لم يتسنى التأكد منها من أي مصدر مستقل رغم وصول قطار المفاوضات الى محطته التاسعة.
الاطراف المراقبة منشغلة بهمومها الداخلية مخافة من ان تصلها رياح الثورات العربية.
اسبانيا وبسبب ازمتها الاقتصادية الخانقة ستنظر في الامد القريب الى الطرف الذي قد يوفر لها مصلحة اقتصادية هي في امس الحاجة اليها لمواجهة اكبر تحدي يعترض حكومتها الجديدة ، وحرصها على ضمان توازن في علاقاتها الخارجية سيبقيها مترددة في ايجاد اي حل للقضية الصحراوية.
الامم المتحدة بدورها تعودت على النزاع الصحراوي الذي اصبح إجازة لاعضائها من تعب الازمات الدولية، عدى عن انشغالها بما يحدث بمنطقة الشرق الاوسط خاصة الوضع المتأزم في سوريا ، ولن تتردد في إعطاء المزيد من مهدئات "الدرجة الثالثة" لاطراف النزاع الصحراوي.
وبقراءة متأنية لما تم تسريبه عن عملية التفاوض اصبح واضحا بما لايدع مجالا للشك ان مايدور في كواليس المفاوضات يختلف تماما عن التصريحات الديبلوماسية المتفائلة، ويتضح يوما بعد يوم ان مايتم نقاشه خلف ابواب مغلقة لايبشر بالخير للشعب الصحراوي، فعندما يناقش الوفدين المغربي والصحراوي قضايا مثل الحكامة كالتربية والبيئة والصحة والموارد الطبيعية في إطار الأفكار التي طرحتها الأمم المتحدة ، فماعلينا الا انتظار الصدمة القادمة من مفاوضات التسوية، وإن كان النظام الصحراوي خبيرا في كيفية تغليف الصدمات بغلاف الانجازات ، لان القضايا المطروحة على طاولة التفاوض بعيدة كل البعد عن الهدف الاسمى الذي يسعى له الشعب الصحراوي منذ اكثر من 36 سنة الا وهو الحق في الحرية والاستقلال ، قبل ان يحوله النظام الصحراوي في عصر ضعفه الحالي الى الحق في تقرير المصير .
وهي امور تفرض علينا الوقوف مع الذات لاعادة النظر في اتفاق السلام مع المحتل المغربي، بعد ان تأكد الجميع ان هذا الاتفاق لايخدم الا طرف واحد من طرفي النزاع، وهو بطبيعة الحال المحتل المغربي، في الوقت الذي يدفع فيه الطرف الصحراوي ثمن هذا الاتفاق. والدليل هو العجز عن اتخاذ اي موقف يليق بتضحيات شعبنا في المناطق المحتلة منذ احداث اكديم ازيك وماقبلها مرورا باحداث الداخلة المحتلة وصولا الى التدخل الهمجي في حفل استقبال مستشار رئيس الجمهورية بالعيون المحتلة. ناهيك عن التعامل الباهت مع ملف المعتقلين السياسين الصحراويين بسجون الاحتلال خاصة ابطال ملحة اكديم ازيك.
كل هذا يدل اننا اصبحنا امام نظام سياسي عاجز عن كل شيء الا عن إصدار رسائل الشجب والادانة التي لاندري ان كان الامين العام الاممي يجد الوقت الكافي لقراءتها في ظل انشغاله باحداث عالمية اكثر سخونة. وفي انتظار الجولة العاشرة من المفاوضات نقول كل مفاوضات وحقنا في تقرير المصير بالف خير، هذا ان لم يتنازل عنه نظامنا الحاكم في جولات مفاوضاته اللاحقة مع المحتل المغربي.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر