الجمعة، 20 يوليو 2012

اللبن المسكوب على رحيل كريستوفر روس !


بقلم : أحمد بادي محمد سالم
حتى مع بيان الحكومة الصحراوية الذي يشبه البكاء على اللبن المسكوب، فإنه يجب أن نضع أرجلنا على التراب ونقر بالحقيقة المرة . في نهاية المطاف وبعيدا عن التلاسن السياسي والبحث في مبررات رمي الحكومة المغربية للماء الساخن في وجه ممثل الأمين العام للامم المتحدة السيد كريستوفر روس . فان الرجل سيرحل بمقتضى منطق الأشياء إذ لايمكن للأمم المتحدة أن تستمر بإدارة مفاوضات يحضرها طرف واحد فقط , لكن رحيل السيد روس سيكون بلا شك مرصع بتقدير كبير على الأقل من جانب كل دعاة الحق والخيرين في العالم اجمع وليس فقط الطرف الصحراوي .
يُحسب للرجل تواضعه وحنكته الديبلوماسية وكذا نزاهته في إدارة كل جولات التفاوض غير المباشر بالتساوي بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو وبحذر شديد ينطبق عليه المثل الشعبي " ماكتل لعجل ومايبس التاديت " , هاكم مثلا على حنكة الرجل كان يمكن أن يُجاري تصريحات وزيرة خارجية بلاده بأن المقترح المغربي أرضية صالحة للنقاش حينها كنا سنرى كيف سيتحول الرجل في نظر الإعلام المغربي الى "ولي من أولياء الله" الأدارسة أو العلويين سليل الفاتحين وأمير المؤمنين الأميريكين رعايا "صاحب الجلالة" الأوفياء يقبِّل "بن كيران" يديه الشريفتين ويسجد " سعد الدين العثماني" أمام ناظريه نازع اللحية في صورة ستحجم "التلفزة المغربية " عن بثها إتقاء شر تعاليق شباب الربيع العربي . أما وأن الرجل لم يفعل ذلك فإنه يستحق كل الأوصاف التي يكيلها له الإعلام المغربي الآن .
نام المغاربة كل هذه السنوات ثم استفاقو على رجل دمث الأخلاق بلا مثالب لم يغريه منتجع في أعالي جبال الأطلس الصحراوي يكون في خدمته والعائلة السعيدة لقاء إنحيازه، أو منصب مالي في إحدى شركات المغرب السياحية يكون ثمنا لسكوته أو تقديرا من المخزن لخدمات الرجل الجليلة في سبيل تحقيق أحلام "المملكة الشريفة "في الشجع و التوسع والتنصل من العهود والمواثيق الدولية وهي التي لها سوابق كثيرة في شراء ذمم الوسطاء بل والامناء العامون للأمم المتحدة يحفظها التاريخ .
بل بقي الرجل الوسيط وفيا لنهجه ولم يتجاوز وبشهادة الامين العام للامم المتحدة في تحركاته سياج الأدب الديبلوماسي الموضوع له ولا أعراف وتقاليد الوسيط النزيه الذي يملك أذنين وعينين . ويهتدي عبر جمع نجدين مختلفين الى طريق وسط يجمع المتخاصمين , بكل هذه المواصفات العادلة شكل السيد روس منتوج لايريح القصر المغربي وعرض أميركي فاشل كان يجب أن تُنزع منه ثقة المخزن واحزابه وصحافته إن عاجلا أو آجلا .
مادام السيد روس قد إستعصى لي عنقه عن طريق فخ العلاقات العامة السرية لشراء ذمته او إغراءه فانه في نظر نخب المخزن ليس أهلا لإدارة الملف وبالتالي وجب رميه بكل اوصاف التحيز وعدم النزاهة والمس من سيادة "المملكة الشريفة" التي أمنها على كف عفريت. ولم يحتج الامر سوى لهيستيريا أرخيميديسية جديدة : "وجدناها ... وجدناها ... الجزائر ... وجدناها "، بعد ان نبش جهابذة مستشاري الملك وخبراء فن الكذب الجاهز في ماضي الرجل لتبرير الموقف المغربي بسحب الثقة منه ليعثرو على أن السيد روس يمارس "التقية " بمفهوم الشيعة أي أنه يضمر مالا يظهر بإعتباره كان مقربا من الجزائر حيث شغل سفير لبلده هناك سنوات مضت أصيب فيها "بالسحر الجزائري" قرب ضريح الولي الصالح "سيدي بومدين" ليسير بعدها بيدق بيد المخابرات الجزائرية توجهه آين شاءت ّ وكيفما شاءت !!! شر البلية مايضحك ؟؟.
غريب أمر القوم يخلطون السياسة بالسحر والشعوذة اللذين هما صناعة مغربية بحتة وعلامة تجارية تمتد من طنجة الى جامع لفنا، ولأن المبعوث الاممي الى الصحراء الغربية به مس من الجزائر لم تحتج الهبة المغربية النبيلة الحالية لحفظ سيادة المملكة الترابية غير ضغط على زر حاسوب آلي ليبدأ كرنفال في سبيل الوطن، ما أحلى الحياة ! بخبر ميت في صحافة مأجورة وجولة مكوكية لوزير خارجية المخزن ولاينتهي موسم النفير العام عند حدود تجييش نفر الأحزاب المغربية المخزنية فيما يشبه مندبة وطنية رخيسة بل يتعداه الى تأثيرات أحوال المناخ بسحب الثقة من السيد روس أصبح الجو صحو وجميل على كامل ربوع المملكة ! .
تحتاج نُخب المغرب لزيارة المعالج النفسي المغربي السيد "حركات" صاحب الإطلالات البهية في برنامج" الخيط الأبيض" الذي تقدمه القناة المغربية الثانية !
أما السؤال الجوهري في كل الذي حصل والذي يعنينا نحن كصحراويين ليس هو كيف سنلتقط اللبن المسكوب على الأرض اليباب على رأي الشاعر الإيرلندي .ت.س.إليوت ولكن ماهي خطوتنا المقبلة في اليوم التالي بعد رحيل الرجل ؟!
ثمة ضرورة تفرض نفسها قبل الإجابة بعد عشرين سنة من سراب التفاوض مع المحتل المغربي ونحن على اعتاب تخليد ذكرى إندلاع الكفاح المسلح وهي أنه لايمكننا حل مشكلة بإستخدام نفس العقلية التي أو جدت تلك المشكلة كما يقول آلبير آنينشتاين.
وقبل الإستنتاج حظ موفق للجميع رفقة الدروس المجانية في فن المفاوضات العبثية التي يقدمها الأشقاء بمجلة "المثقف الصحراوي" على موقع صفحتهم في الفيس بوك . وعنوان الدرس الأول
كيف تتفاوض عشرين سنة دون ان تصل لحل ؟!!!
الدعوة عامة وحقوق التسجيل ملغاة ...!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر