الاثنين، 30 يوليو 2012

عن الكتابة مرة اخرى وليس اخيرة

اسلامه الناجم
بدوافع شتى، أهمها الصداقة، نصحني الكثيرون، بالابتعاد عن الكتابة، لما تجلبه من الصداع أو الخصام والصدام مع السلطة، و الحجة التي يسوقها الجميع وهنا يدخل الشامتون أيضا، أنها غير مجدية، وضررها أكثر من نفعها، فالنظام سيظل كما هو يهرب الى الإمام من أزماته الاجتماعية والسياسية بالترقيعات القبلية ، والفساد لن يوقفه انتقاد او مقال، واستغلال النفوذ لن تمنعه الكتابة في نيويورك تايمز فكيف ب "المستقبل " الذي تقول فيه السلطة ما لم يقله مالك في الخمر .
لوهلة يبدوا الأمر يستحق التفكير، لمن تعجل قطف الثمرة، او ألف الربح السريع ومنطقه، لكن ننسى جميعا، ان عملا كهذا بطيء النتائج وان كان مضمون العاقبة ، فالبقاء للأصلح الذي ينفع الناس ، اذ لا شيء ياتي مكتملا دون تراكم ومخاض عسير ومسار طويل .
بالمنطق أعلاه ، هل كانت ثورة 20 ماي لتنجح وتكون من نتائجها هذه الدولة العضو المؤسس في الاتحاد الإفريقي، الم يقل مفجرها وعقلها ومثالها وشهيدها؟ أنها انطلقت من أشياء غير موجودة، لكنها حتمية الوجود، ما اكثر الموارد الان مادية وبشرية لكن ماذا فعلنا بها .
هل جاء أي تصحيح في الوجود بالريموت كنترول أو بكلمة كن فيكون؟ لا قطعا ! . أما معادلة "ضررها اكثر من نفعها " فان كان المعنى على القضية الوطنية ، فليس الأمر كذلك ، فالذي يضر بها هو الوضع الحالي المتعفن على كل الجبهات وكل المستويات وضع لا يسر صديق ولا يغيظ عدو، أو ان شئت الدقة وضع يغيظ الصديق و" يطرطق كبدو" ويسر العدو ،و ما خفي أعظم ! وان كان المعنى على "الحساب " فشكر الله سعي الجميع .
جاء في الحديث الشريف أن من بين أسباب ووسائل تغيير المنكر اللسان – نطقا أو كتابة – ورد احد الخلفاء الراشدين على رجل نهى آخر قال للخليفة اتقى الله ، دعه لا خير فينا ان لم نسمعها ولا خير فيكم ان لم تقولوها.
القضية إذن اكبر من رضى السلطة او غضبها واعظم قيمة من منطق التجارة الخسارة او الربح، هي مسؤولية وأمانة وشرف وعهد ومبدأ، والصمت في هذه الحال ،يصبح تواطؤ بل جريمة قائمة الأركان.
من يستطيع ان ينكر ان الوضع تجاوز كل الخطوط وكل الحدود؟ وبلغ مستوى من التردي والتقهقر فاق تمنيات العدو!! وضع أضحى لا يطاق ثم لا يطاق ثم لايطاق ، والسبب غياب مؤسسات وهيئات للرقابة والمحاسبة ، وما دمنا ارتضينا ان نسير شؤون الحكم على الطريقة العربية التقليدية – شيخ الفريق - الذي بيده كل الصلاحيات ، فلنحذو حذو عمر بن الخطاب عندما كان يسال ولاته سؤاله الشهير المخيف من أين لك هذا ونتبع نصيحته التي تقول " لأن أبدل واليا كل يوم خير من أن يبقى أحدهم ظالما لمدة ساعة وإن لم أفعل ذلك فأنا شريكه في الظلم".

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر