الأحد، 29 يوليو 2012

سياسة تكميم الأفواه تؤدي إلى صناعة الفرعون.

بقلم : أحمد سالم طالب صحراوي من المناطق المحتلة
في السنة الأخيرة كنا دائماً نقول إننا نسير في الطريق الصحيحة نحو إكمال لوحة معقولة لحرية الصحافة إلا أن ما حصل، جراء طرد وزير الإعلام الصحراوي محمد المامي التامك الصحفيين أسلامة الناجم رئيس تحرير الأخبار بالإذاعة الوطنية و البشير محمد لحسن مدير قسم البرمجة و مقدم نشرة الأخبار الأسبوع الماضي ، كان بمثابة تلطيخ لهذه اللوحة التي لم تعد أمام الناظرين إليها مقبولة بالحد الأدنى بحجة أن كتابتهما لم تعد تتماشى مع خط التحرير .
يبدو المشهد ضبابيا و سوداويا كنا نظن أن ربما لطخت اللوحة بسبب الإحتلال كقامع أساسي، إلا أن الصورة بدأت تتوضح وأن هناك أشخاص لا تعجبهم الأقلام الحرة، ساذج مستبد من لا يحب سماع منتقديه أو معارضيه و خصومه لأن الإصغاء للبطانة المحيطة به فقط و تجاهل الرأي الأخر أو الإكتفاء لسماع الرأي الأخر عبر التقارير الأمنية فيها إلتفاف على الطريق الصواب، لأن أقصر الطرق للحقيقة التوجه لها مباشرة و في مجال حرية الرأي تتمثل بالإستماع للرأي الآخر مباشرة من أصحابها، والشجاعة تكمن في الرد المنطقي عليها عبر أي وسيلة و إيصال الرسالة للمواطنين بهدوء وبشجاعة المقتدر و الحكيم و مناقشة الحجة بالحجة، و ليس مطاردته وتكميمه تحت ذرائع و حجج وهمية .
لكن من يرى في حرية الصحافة و الرأي الأخر إستباحة لحرية ورأي الأخرين فهو معاد للديمقراطية و مطلوب مواجهته، و التصدي له بالحوار والحجة و لكن إن تجاوز حدود اللياقة و المصلحة الوطنية العليا عندئذ الواجب يملي التصدي له عبر الوسائل القضائية حتى لاتشوه الحقيقة، والأدهى و الأشد مرارة أن يقوم بعض المسؤولين الذين (فاحت) رائحة الفساد من مكاتبهم بإستدرار عطف الحقوقيين ممن هم تحت سلطتهم للوقوف إلي جوارهم و حمايتهم من الأخطار المحدقة بكراسيهم بطريقة المصالح المشتركة أو سياسة إتقاء شر عدم التجاوب مع طلباتهم، و سيستجيبون لهم وسيقدمون خدمات جليلة رغم كل ( المنغصات ) والإضطهاد والتقصير والتدخل في شؤونهم و جيوبهم !!
ثقافة تكميم الأفواه هي سلاح الضعفاء و الذين يعيشون على الفساد و يتكسبون من قمعهم للأراء المخالفة و هؤلاء لن يدق المسمار في نعش كراسيهم إلا رجل من بينهم إما تائب و إما صاحب مبدأ او المناضلون المخلصون.
و وجود هذة الثقافة في بعض دوائر القرار الصحراوية مخالف للإتجاه الوطني الذي وضعه الشهداء لبناء الدولة على أسس من العدالة و المساواة وإحترام الإنسان .
و كما قال أحد إخواننا في أرض الكنانة هذه الأفعال تصنع الفرعون.
عن المستقبل الصحراوي بتصرف.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر