السبت، 28 ديسمبر 2013

تسول عاطفي

اغراء العبثية هو ما جمعهما
كانت ضحية البحث عن الكنز في مدن تفتح عنوة ,وربما من القلائل الذين تصالحوا مع اجسادهم بعد عطب الليلة الاولى ومن اللواتي يعتقدن اننا مادمنا قد فشلنا في خلق قانون أسرة فلا باس من ان نعيش قانون اسرة قائم على خذ وهات
لذلك اصبحت في عرف المجتمع معلقة وفي عرفها عتقا مشروطا
على مر السنين التي تلت ذلك كانت تتسلل منها رائحة الاستسلام والرضا مخفية كل البراكين والحرائق التي تختلج في اعماقها ككل البيظان تحتمي خلف قناع اللغة وتنام سأما على فراش شهوات تغلفها الرزانة .
هل هو من اغراها ام انه البحث عن ذاتها و ادراك ابجدية ان تكون انسانا ؟
علاقتهما ابحار نحو استدراج السعادة واقتحام ابواب الفرح الموصدة امامها و تلاعب على واقع الليالي الباردة ورغبتها اليائسة في تمزيق الكفن و ايقاظ ميت ,وفرحة اختبار افيون امتلاك اللحظة
لازالت تذكر لقاءهما الاول في زواج صديقتها التي لم يكن الزواج بالنسبة لها إلا تتويجا لمرحلة طويلة من الكفاح بعد ان فهمت ان المفتاح السحري له ما عاد الوقوع في الحب بل الوقوع في السمنة وبياض بشرة يغري رجلا ليترك عليه من الخدوش ما يشاء , تلك المواصفات كانت توجد في سلة مشتريات فيكفي ان تنظم زيارات للمرسى حتى تصبح مشروع زواج قريب , فالزواج مجرد عادة نمارسها ارضاءا للضمير التقليدي , دون ان نهتم اذا كان فعلا يحقق شرطه الاساسي, تلاحم الارواح , يكفينا فقط بهرجة الاحتفال وتغليف المرأة بالأسود و ظهور العريس بابتسامة مطابقة لذلك المثل “الرجل سبع ويحب اللحم ” و تزين اصحابه برزانة مصطنعة كشيء مشتهى بعيد المنال
ما كان يميزه انه ملأ بوجوده ثقوبا , شح الرجال من قبله عن ملئها كان على مقاسها , يريد ان يعيش لذة الحياة بعيدا عن حبال الالتزام المتهالكة ,يناسبه ان يجد مقعد انتظار شاغر يلغي عليه اعباء يومه ويمضي دون ان يكلفه ذلك عناء الالتفات للخلف لذلك بعد كل جولة يصرح و يتساءل ليطمئن
ـ “الانوثة جنة صغيرة ” ولكننا نعبث اليس كذلك
تذكر و بالألوان الطبيعية عندما قدمت ام العريس مهنئة وكأنها وجدت لغرض واحد في ذلك الموكب الذي عادة ما يقوم به الشباب لتقول امام الجميع مازحة “الا لعاد عرسوا التالي ” فمال عليها هو متمتما
” الكلام المازح هو حقيقة نعجز عن قولها في الواقع ”
سرحت فلم يكن الامر يحتاج لفطنة حتى تفهم ان هذا الزواج هو غنيمة كيلوغرامات زائدة وسعادة عمرها قصير فلا يعني انخفاض الوزن سوى احتضارها
اذهلها عندما مدها بقطعة من الكعك الذي تتطاحن النساء من اجل الحصول عليه و يترفع الرجال فقط لأنهم مشغولون بتقسيم مصائر المتطاحنات , ما كانت لتشارك في تلك المعركة البدائية , الانتصار الوهمي فيها يعوض عن هزائم متتالية في الحياة , بعضهن من اجل نفسها و الاخريات من اجل اولادهن ربما لأننا اعتدنا ألا نشبع ابناءنا إلا مما هو ات من الخارج ولكنه امتلك رجولة تلتقط رغبات امرأة صامتة و تقتطع لها نصيبا من الحياة
اندفاعها نحوه لم تخففه لسعات الكرامة التي كانت تجلدها كلما انصرف نحو زوجته ودخلت هي حياة الظل , عدم عدالة العبث كثيرا ما ضايقتها
يوميات عتقها المشروط كانت تنغصها اخبار معلقها فكل ما طاحت عليه كوزينة او اصبح اكثر سعادة او حظا بولادة ابن تحسست بطنها الخالي إلا من بقايا رغبات مشنوقة
قصمت الحياة ظهرها برحيل صديقتها فبالنسبة لنا تأخذ الرغبة في الجمال والزواج شكل الانتحار و صديقتها قد كانت تشتري موتها , فسلة المشتريات تلك كانت تحمل قنبلة كل يوم يقترب انفجارها وبعد مرحلة جمالها العابر عبرت ايضا ذكراها لدى رجل لا يعني موتها إلا تناسل زيجاته .
قدرته على كسر الحواجز و اعادتها متى يشاء , افهمتها انه حريص على ان لا تصيبها تشوهات و ان لا يكون هو مصدر خدش الزمن القادم , لذلك ترك لها كرامة اعداد النهاية بعد ان خلف وراءه اشارات الانسحاب النهائي
على فراشها البارد ايضا فكرت ” ذات يوم سأصبح متسولة امومة بعد ان كنت متسولة حب ”
بقلم: الحسينة حمادي البربوشي:

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر