الثلاثاء، 17 ديسمبر 2013

فلان وفلان خونة .. و لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم

من واجبنا أن نحكم على أثر أي شخص و ما خلَّف ، أما ما عدا ذلك من حسابات شخصية أو قبلية أو سياسية فكلها مردودة على أهلها ، فليس علينا أن نتحامل على هذا من أجل ذاك و الحق بين يدي الله عز وجل لا يعلمه إلا هو ، و أستغفر الله أن أزكي على الله أحدا لكن من باب الإعتراف بالجميل أرى أنه من الكرم الإعتراف لأهل الكرم بكرمهم و قد يكون لنا في هذا أجرين أجر الفاعل و أجر المعترف .
حمة مسعورة موجهة إنطلقت في تشويه النشطاء الحقوقيين الصحراويين الشرفاء بالسمارة المحتلة ، و انساق إليها الكثير بطيبة أو بخبث صحيح أنه لابد من إنتقاد أخطاء المناضلين و علينا عدم التستر عليها أبدا حتى لا يتقمص النشطاء أساليب الطغاة ومنهجهم لكن هذه الهجمة المدروسة كادت أن تضيع البوصلة في معركة الحرية والكرامة ، و تحبط الهمم وتعطي مدد للسادس وزمرته المتوحشة .
إن ما يقوله بعض المناضلين الصحراويين عن المعتقل السياسي و الناشط الحقوقي حمادي الناصيري على الصعيد السياسي ( لَـكْـذِيـبْ لَـحْـمَـرْ ) ، جاءت بعد عجزهم و فشلهم عن نكران حقيقتهم على الصعيد الميداني ، لذلك لجؤوا إلى هذه الطريقة ألا وهي الأقاويل الهشة التي تفتقر إلى ( هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) ، و ليس ثمة أخصب من الخلافات الإجتماعية و السياسية ، مصدرا للكره و النزاع الذي يختلقه السفهاء بين مختلف مكونات الشعب الصحراوي .
إن هذه التأويلات و الاتهامات المتكررة و السيئة بحق المناضل حمادي لهو مخز حقا ، و بتصوري إن سماع مثل تلك الإشاعات الشنيعة المتداولة في الساحة الصحراوية بحق الأخ حمادي ، و التي أصبحت سلعا متوفرة في بعض العقول و المرمية جزافا بلا أدنى أساس ، و بدافع الظنون هي فقط لجعل حالة المواطن الصحراوي في حالة غليان ، و من يدفع بفلذة كبده في سبيل الوطن لا ولن يكون خائنا و ذو مصلحة شخصية بل هو قائد بكل معنى الكلمة .
ما نراه اليوم بالسمارة المحتلة هو توسيع هوة الشقاق والصراع ، و الكل الصحراوي يغرق فيه بعضهم بدراية و الأغلبية بجهل ، شق الصف الصحراوي كان ومايزال الورقة الرابحة بيد أعداء الصحراويين ، ولا أظن بأنهم سوف يتوقفون عن ممارسة هذه اللعبة ، القوى الفاعلة الصحراوية في المناطق المحتلة تحتاج إلى وعي إستثنائي في هذه المرحلة .
رسـالـة إلـى كل ناشط و مناضل صحراوي بالسمارة المحتلة حريص على وطنه ، إلى متى سنبقى هكذا منقسمين إلى قطبين يتهم واحدنا الأخر بالتأمر والخيانة ضد بعضهم البعض ؟ مع العلم أن كل هذه الخلافات تصب في مصلحة أعدائنا ، لماذا تفسحون المجال للحاقدين على الشعب الصحراوي بأن نكون أضحوكة على لسانهم ، إكراما لدماء الشهداء و هم من أبنائكم و إخوتكم توقفوا عن كل هذا الذي تفعلونه ، نتمنى منكم بعد قراءة هذه الكلمات أن تتحرك ضمائركم و نخوتكم وأن تتوقفوا عن مهاجمة بعضكم ، ونتمنى أن تنسوا ما مضى ونفتح صفحة جديدة بعيدة عن التعصب والتفرقة والعنصرية .
بإذن الله ستنتصر الثورة الصحراوية و نحن معها و في صفوفها و لو تخلت الدنيا عنها ، و لكن علينا أن نتوحد و نعتصم بحبل الله جميعا ففي الإتحاد قوة وفي الفرقة شتات و لا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم .
السلام عليكم .
بقلم : أحمد سالم جكني

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر