الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013

النص الكامل للكلمة التي ألقاها النائب التاقي مولاي أبراهيم بمناسبة الذكرى 38 لتأسيس البرلمان الصحراوي

النص الكامل للكلمة التي ألقاها عضو المجلس الوطني الصحراوي ورئيس المكتب الجهوي لولاية السمارة السيد التاقي مولاي أبراهيم على هامش المهرجان الخطابي الذي أقيم بمناسبة إستقبال وفد برماني جزائري وكذا الإحتفال بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس المجلس الوطني الصحراوي.
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد عضو الأمانة الوطنية والي ولاية السمارة
السادة أعضاء المجلس الوطني الصحراوي
السادة والسيدات مسيري ولاية السمارة سياسيا وإداريا
الأسرة الإعلامية الصحراوية
أفراد القوة العمومية
قبل الحديث عن مغازي ودلالات الذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس المجلس الوطني الصحراوي التي نحن اليوم بصدد الإحتفال بها أرحب أيما ترحيب بالوفد الجزائري الشقيق،وفد بلد المليون والنصف المليون من الشهداء البررة وعلى رأسه السيدة سعيدة بوناب رئيسة المجموعة البرلمانية للأخوة والتضمان الجزائرية الصحراوية،وبهذه المناسبة أهنأ الشعب الجزائري قيادة وشعبا بمناسبة تأهل الفريق الوطني الجزائري إلى نهائيات كأس العالم بالبرازيل،لأن هذا التأهل في حد ذاته هو نصر للشعب الصحراوي،فمادام العلم الجزائري سيرفرف خفاقا في سماء البرازيل ستكون القضية الصحراوية حاضرة من خلال أنصار الخضر الذين مافتأوا يعبرون عن تأزرهم مع الشعب الصحراوي من خلال أهازيجهم ورفعهم للعلم الصحراوي في مختلف المحافل الرياضية.
إن تأهل الفريق الوطني الجزائري جاء بفضل جيل من الشباب الجزائري حمل على عاتقه تشريف الجزائر في كل المحافل،هذا الجيل الذي حقق أماني الشيخ عبد الحميد بن باديس رئيس جمعية العلماء الجزائريين حين قال:شعب الجزائر مسلم.....وإلى العروبة ينتسب
من قال حاد عن أصله....أو قال مات فقد كذب
يانشأ أنت رجاؤنا....وبك الصباح قد إقترب
وهاهو جيل الإستقلال يضيف إشراقات جديدة في تاريخ قلعة الأحرار تضاف الى إشراقة شمس الحرية التي صنعها جيل ثورة نوفمبر الخالدة،وهو ذات الجيل الذي حقق حلم الشيخ البشير الإبراهيمي حين قال:ياشباب الجزائر هكذا كونوا أو لا تكونوا، وهاهو الشباب الجزائري يحقق الكينونة التي حلم بها الإبراهيمي من خلال جزائر العزة والكرامة.
أيها الحضور الكريم:
اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الثامنة والثلاثين لتأسيس المجلس الوطني الصحراوي لابد من الوقوف على تلك المحطات المشرقة في تاريخ هذه المؤسسة العتيدة ،فقد لعب المجلس الوطني دورا هاما خلال مرحلة ماقبل وقف إطلاق النار،أين ساهم بالإضافة الى بنادقه التي كانت مصوبة في وجه المحتل المغربي في تعزيز الوحدة الوطنية كخيار إستراتيجي وأبدي للشعب الصحراوي،هذا الخيار الذي بفضله أصبحت الدولة الصحراوية قوة يحسب لها ألف حساب.
وفي سنة 1975 وبعد التحديات الجديدة التي فرضتها مرحلة مابعد وقف إطلاق النار ارتأت القيادة السياسية للدولة الصحراوية تفعيل جميع المؤسسات الوطنية في طريق بناء الدولة الصحراوية الحديثة التي ننشدها جميعا،والتي من بينها المجلس الوطني الصحراوي الذي أخذ على عاتقه مسؤلية تشريع القوانين ورقابة البرامج الحكومية بما يضمن تحسين الخدمات بمختلف أشكالها للمواطنين من جهة وتقوية التنظيم السياسي كرائد لمسيرتنا النضالية وتعزيز قدرات جيش التحرير الشعبي الصحراوي الضامن الفعلي لعودة شعبنا إلى دياره حرا كريما من جهة أخرى دون أن ننسى التضامن المستمر والدعم الدائم لإنتفاضة الإستقلال المباركة بإعتبارها معادلة جوهرية في طريق ربح المعركة المصيرية ضد المحتل المغربي.
وقد عمل المجلس الوطني بمختلف لجانه ومكاتبه بكل جهد وإخلاص في سبيل إنجاز البرامج الحكومية مستخدما في ذلك جميع الأليات الرقابية التي تضمن نجاح عمله كالمساءلات والأسئلة الكتابية والشفوية والإستجوابات ولجان التحقيق وسحب الثقة من الحكومة إن تطلب الأمر ذلك،مما جعل المجلس الوطني الصحراوي يشكل ظاهرة متميزة في تاريخ المجالس التشريعية والرقابية في محيطنا الجهوي،وهذا دليل على مدى ترسيخ قيم الديمقراطية وحرية التعبير في الدولة الصحراوية وهي مكاسب نعتز بها أيما إعتزاز وأصبحنا نضاهي بها دولا كثيرة تسبقنا في النشأة والإستقلال.
لقد شكلت الجبهة الإجتماعية من تعليم وصحة وخدمات اولية للمواطنين إنشغالا عميقا داخل المجلس الوطني لأن إستقرار وصمود الجبهة الإجتماعية هو الضامن الرئيسي لنجاح مختلف البرامج السياسية والتنموية والإقتصادية،ومن هذا المنطلق فأننا ندعو إخواننا الجزائريين الى مساعدتنا في ترك هامش من الحرية للمواطنين الصحراويين في سبيل تحقيق إكتفاء ذاتي لأسرهم،فالمساعدات الإنسانية لاتكفي لسد الإحتياجات والإنسان الصحراوي معروف بأنفته ولا يعرف التسول إلى قلبه سبيلا وبالتالي نأمل الأخذ بعين الإعتبار واقع اللاجئين الصحراويين وإحترام الخصوصية الصحراوية التي تنبع من مبدأ الإعتماد على النفس كشعار في الحياة يصنع من خلاله الإنسان الصحراوي المعجزات.
كما نلتمس من أشقائنا في الجزائر العمل على الإسراع في إدخال الكهرباء إلى المخيمات من اجل حل مشكلة البطالة لدى الشباب الصحراوي من خلال فتح ورشات إنتاجية تساعدهم في التغلب على الصعوبات المادية للحياة من جهة، كما أن هذه العملية كفيلة بتحقيق الإستقرار للاجئين داخل المخيمات الذين يضطرون الى تأجير المنازل في عدد من المدن الجزائرية صيفا بأثمان باهظة في سبيل إتقاء الحر الشديد صيفا وهذا مايعجز عنه عدد معتبر من عائلات الشهداء وضحايا الحرب ومقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي،بالإضافة إلى البعد السياسي الذي ستحققه هذه العملية من خلال تعزيز مقومات الصمود وبالتالي دحر رهان العدو الذي يعول على الظروف القاسية لمخيمات اللاجئين في سبيل إفراغ المخيمات من محتواها وهذا حلم لن يتحقق مادام الشعب الصجراوي على وجه البسيطة.
كما نطالب من السلطات الجزائرية العمل على تخفيف معاناة بعض العائلات الصحراوية التي تعاني الامرين،مرارة اللجوء والحرمان من جهة ومرارة فراق فلذات اكبادها المتواجدين بالسجون الجزائرية والذين لايستفيدون من العفو الرئاسي على غرار المساجين الجزائرين من جهة أخرى،وفي هذا الشأن نلتمس من فخامة الرئيس والمجاهد عبد العزيز بوتفليقة إصدار عفو عن هؤلاء المساجين او تقريبهم من ذويهم من أجل زيارتهم بإستمرار الشئ الذي من شأنه التخفيف من معاناة هذه العائلات.
أيها الحضور الكريم:
لقد شهدت ولاية السمارة هذه السنة نهضة حقيقية وفي جميع الميادين التظيمية والإدارية والأمنية،الشئ الذي يدعونا كمكتب جهوي إلى الإشادة بالمجهودات المبذولة على المستوى الجهوي والمحلي في سبيل إنجاز البرامج الحكومية على أحسن صورة ممكنة.
وفي الأخير أترحم على شهداء الواجب الذين عملوا في المجلس الوطني الصحراوي سواء كموظفين أو اعضاء او مسييرين وعلى رأسهم فقيد الشعب الصحراوي الشهيد المحفوط اعلي بيبة،كما اتقدم بالشكر الجزيل لجماهير ولاية السمارة على وعيها وحماستها وتواجدها الفعال في مختلف المنابر والفعاليات الوطنية،الشئ الذي يجعلني انحني إكبارا وتقديرا لهذه الجماهير التي تمثل الدينامو الحقيقي لثورتنا المجيدة،فلها منا ألف تحية وعاش التضامن بين الشعبين الصحراوي والجزائري
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر