الخميس، 15 نوفمبر 2012

مفاوضات مانهاست ، قليل من الاسترواح يجدد النشاط‎ .

حين تصير الامور في مجرا آخر غير المجرى الذي كانت عليه فإن حالة من الحالتين قد حدثت ,إماّ انّ المجرى قد تغير فعلا او ان هذا الانسان الذي يراقب لم يعد يرى الامور على الوتيرة التي كانت عليها و هذا يعني ان العضو المسؤول عن المشاهدة و الملاحظة ثم الاستنتاج تقاعس عن اداء وظيفته بشكل جيد و هنا يأتي الفاصل الذي يقطع الاداء الوظيفي بشكل تام ليعود بعد فترة و قد صار اكثر نشاطا و عزيمة. من الجلي للجميع أن هذه المفاوضات التي عمرت خمس سنين علينا وخمسة اعوام عليهم كان لا بد لها ان تصل الى نقطة توقف و ان لم تكن هذه النقطة هي نقطة الخلاص و لكن استرواح و فترة يرهق فيها الاحتلال المغربي عزائم المصممين على ايجاد حل للقضية الصحراوية , و فترة كذلك لحبك مسار ما هو قادم من إبطال لمخططات المجتمع الدولي كما حدث في 1998 و 2004 و الذريعة هنا لا تبارح التصنع الذي عهدناه و هو ان المغرب لا يمكن بتاتا ان يفاوض حول ما يسمي استقلال الصحراء الغربية لأنه قد يطعن في ما يسمى السيادة المغربية على الصحراء الغربية, و كانت الدولة المغربية قد رضيت من قبل التفاوض حول هذه النقطة بالذات وفقا للقرار الاممي 3734 سنة 1979مع جبهة البوليساريو, اماّ هذه الاخيرة فقد فتحت الابواب على مصرعيها لكل مقترح من شأنه ان يسهل تقرير مصير الشعب الصحراوي و لذلك وافقت الجبهة على المقترح المغربي الذي يدعو الى الحكم الذاتي سنة 2007 فكانت مفاوضات مانهاست .ان فتح المجال امام كل مقترح مغربي ليصير على طاولة المفاوضات لا يزيد الاّ من فرص المغرب في ان يصل الى جعل الصحراء الغربية جزءا من اراضيه بعد ما ادرك بعين اليقين ان الانضمام لم و لن يكون خيارا يصوت عليه الصحراويون, و هذه الصورة الاستباقية التي وصل اليها الاحتلال المغربي كانت سبب تعطيل عملية الاستفتاء سنة 1998,و انّ المظاهرات بالمناطق المحتلة و المشحونة بقوة اللاعنف ترسّخ هذه الصورة للاحتلال المغربي و تثبّت ادراكا عنه الشعب الصحراوي لن يحيد 'لا للانضمام ولا للحكم الذاتي ولكن نعم للاستقلال'.
لقد بات واضحا للجميع مدى القوة التي يحتويها حراك اللاعنف في شتى بقاع العالم و التي حررت شعوبا و منحت الاستقلال لأخرى و مهما يكن للقوة المسيطرة من شدة فانّ شدة قوة اللاعنفهي القاضية , هذا ما اثبتته حياة بعض الاشخاص ,اشخاص كغاندي و مارتن لوثر كينغ و هذا ما توّجه الفرد نوبل بجائزته نوبل للسلام و اعترف به العديد من الدول و صارت هذه الدول من اول المدافعين عنه ليصير هنالك اجماع دولي على انّ هذه القوة ليست محمية بشدتها لوحدها و لكن بشدة كل قوة اخرى تؤمن بقوة اللاعنف السلمية, وعلى انّ المساس بها هو كذلك عدوان على تحالف دولي و خرق لقوانين دولية تم المصادقة عليها .لكن هنالك ايضا ما حاز عليه مؤسس الصليب الاحمر هنري دنوت جائزة نوبل للسلام و الذي كان هو ايضا دافعا لمعاهدات جنيف .لذلك فإن الشعب الصحراوي لا يضرب بقوة الكفاح المسلح فقط كما فعل سابقا و لا قوة حراك اللاعنف و لكن كذلك بقوة الالتزام بالقرارات الاممية و نظامين قانونين يحترمان القوانين الدولية نظام ممثل و قائد للكفاح المسلح جبهة البوليساريو و نظام استقرار الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.
بقلم : حدمين حيدار .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر