السبت، 10 نوفمبر 2012

هل يجد قتراح روس قبول عند السلطة؟.


في اليوم الثاني من الزيارة التي قادت المبعوث الأممي كرستوفر روس إلى ولاية بوجدور نزل ضيفا عند المرأة الصحراوية و في مقرها و بعد كلمات الترحيب التي أسهبت في نقلها بكل تمكن الأمينة العامة للإتحاد النساء الصحراويات فاطمة المهدي ، جاء دور الضيف الأممي ليقدم إقتراح يحمل أكثر من رسالة حيث قال : " أقدم لكم إقتراح أن تطلبن مشاركة العنصر النسوي في الوفد المفاوض " .
و يبدو أن إقتراح روس يحمل رسائل مشفرة رغم أن السلطة قد حسمت موضوع مشاركة المرأة بما أصبح يعرف ب"الكوطة" و التي تضمن للمرأة الحضور و المشاركة ، إلا أن الإقتراح يحرج السلطة ليس في إقحام المرأة في الوفد المفاوض و إنما في من هي التي تستطيع المشاركة في عملية التفاوض ، و هنا يطرح السؤال نفسه من ستكون صاحبة مقترح روس ؟ و إذا ما حاولنا الإبحار في أعماق مقتراحات السلطة العميقة التي لا حدود لها ، نجد أن من أهم المرشحات لدور التمثيل في الوفد المفاوض الأمينة العامة لإتحاد النساء فاطمة المهدي التي يزخر سجلها بالكثير من الممارسة الدبلوماسية التي تفرضها طبيعة عمل الإتحاد في بحثه عن مصادر الدعم ، خاصة إذا ما عدنا إلى السنوات الأربع الماضية و التي إستطاعت فيهما المرأة لفت أنظار العديد من المنظمات النسائية العالمية إلى معانات المرأة الصحراوية و قضيتها العادلة إلى جانب نجاحها في تنظيم زيارات لشخصيات نسائية عالمية مشهورة في المجال الإنساني إلى المخيمات ، وقد نقول واقعيا أن المرأة كانت سفيرة أكثر من أمينة و إن كان لا فرق بين الوظيفتين ، و لعلى ما يعزز حظوظ المرأة أكثر إصرار الرئيس المتكرر على دعمها و تقديمها في تمثيل المرأة خارجيا إذ لا يخلو وفد رئاسي أو وزاري من اوجود المرأة و التي غالبا ما تكون فاطمة المهدي ، إضافة إلى علاقات المرأة في الخارج و تمكنها من عدة لغات أجنبية كما يشهد للمرأة الكثير من العامة و السلطة على إشتمالها على صفات أخلاقية و مهنية تجعلها محل إعجاب و نقطة تقاطع و توافق شعبي و سياسي يمكن المرأة من تحقيق دور المرأة الصحراوية الملتزمة صاحبة المبادئ و الأخلاق و القضية ، الأمر الذي قد يفرض على الرئيس منحها صفة التمثيل ، خاصة إذا ما علمنا أن قانون الإنتخاب قد لا يمكنها من تجديد الثقة فيها للمنصب الذي شغلته لسنوات عديدة . و قد تصتدم الأمينة العامة بالوزيرة و السيدة الاولى التي لا تقل حظوظا لمنصب الإقتراح رغم أن كلاهما عضو أمانة وطنية إلا أن فاطمة قد تحسم تغلبها في العمل الخارجي فيما تسيطر خديجة على المجال الداخلي .
و إذا ما نظرنا في مكان تقديم المقترح نجد أن المبعوث الأممي قدم إقتراحه عند المرأة الصحراوية وهو أمر من باب الإعتبار و التقدير يدعم الامينة العامة للإتحاد المرأة الصحراوية ،و التي حصدت ثمن إستقبالها في إقتراح عظيم ، و هي على رأس الإتحاد الذي قذف في نفس روس الحماسة و الراحة بين زغاريد الحرية و صوت الانوثة المحرومة و كأنه صحراويا يدافع عن رفيقة دربه في كل المجالات .
وقد لا يعني هذا عموما أن المرأة الصحراوية تختزل في هاتين الشخصيتين لكننا و من باب التصور نجد أن السيدتين هن الأوفر حظوظا عند السلطة الخبيرة في خلق المناصب و صنع الشخصيات الوطنية .
وبعيدا عن الإقتراحين نلمس صدق المبعوث الأممي و فرحه و إبتهاجه الذي ينم عن إرتياحه العميق بين ظهران الشعب الصحراوي .
و في الأخير تبقى السلطة الرجل الوحيد القادر على الإجابة و تحقيق الإقتراح من عدمه .
بقلم : صحراوي .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر