الأربعاء، 10 سبتمبر 2014

هكذا أتصور الوضع.. وقد لا أكون على صواب


منتهى الحرية أن يفكر الشخص بصوت مرتفع، وان يقبل سماع صوت من يجادلونه بصوت مرتفع أيضا، وأن يناقش مع الناس بحرية أيضا وأن يسمع اعتراضاتهم وملاحظاتهم حول تفكيره وحول تحليله. حينما أجلس وحدي أقرأ كف الوضع العام في وطني ابدأ عادة "أتفلسف" مع ذاتي، وأحاول أن أحلل لها الوضع بصفة عامة وبصراحة. هكذا احلل الوضع لنفسي حين أبقى وحدي: أخذ ما هو موجود بين يدي من معلومات، أقوم بتجميع المادة، أحلل الوضع عالميا وجهويا، ثم أبدأ في الوصول إلى الاستنتاجات.
ما هو موجود على الساحة هو، حسب قراءتي الشخصية، كالاتي:
- لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تفرض الآن على الشعب الصحراوي والبوليساريو قبول الحكم الذاتي أو أي حل آخر أعوج أعرج غير تقرير المصير والاستقلال أو أي حل لا يقبل به الصحراويون .
- من جهة أخرى، لا يوجد في الوقت الراهن- أقول الوقت الراهن بدون تحفظ- ما يفرض على المغرب أن يتخلى عن الصحراء الغربية أو يسمح بتنظيم الاستفتاء: لا توجد حرب والدبلوماسية في الحالة الصحراوية مثلما هي الحال في الحالة الفلسطينية غير مجدية ولن تنفع.
- الحرب بسبب الوضع الجهوي والعالمي مستبعدة وليست في الأجندة بسبب الكثير من التعقيدات التي تحول دون عودتها والتي لا داعي لذكرها.
- المفاوضات ومجيء وذهاب روس والأمم المتحدة لن تحل القضية بتاتا.
- المغرب يراوغ كي تنتهي عهدة اوباما ويتمنى فوز الجمهوريين، أصدقاؤه، في الانتخابات الأمريكية القادمة حتى يربح ثماني سنوات طويلة من المماطلة.
- ما بناه الصحراويون على الأرض وفي نفسية العالم من مكتسبات سواء خارجية أو داخلية أصبح حقيقة قائمة معترف بها. فحتى لو بقى صحراوي واحد- أقول واحد- على أرض اللجوء أو في المناطق المحتلة سيبقى الشعب الصحراوي موجودا وستبقى المفاوضات متواصلة والتلفزيون يبث والسفارات مفتوحة والإذاعة تذيع.
الاستنتاج الآخر هو أن الصحراويين سوف لن يتفرقوا ولن يضربوا في مجاهل الأرض مثلما يريد ويحلم المغرب. سيبقون في المناطق المحتلة وفي اللجوء ولن تقبلهم لا أسبانيا ولا موريتانيا ولا أمريكا؛ أي لا خيار آخر لهم ما عدا الصحراء الغربية والكفاح والصمود والاستقلال. هذه حقيقة أخرى مثل الشمس.
في الأخير سيكون الاستقلال وتقرير المصير هو الحل حتى لو تأخر مئة سنة. معنى هذا أنه يجب علينا أن نصمد دون أن نضع اجندة للاستقلال أو نقول أننا نستطيع أن نفرضه على العالم غدا.هذه حقيقة لم تعد تخفى على أي أحد.
إذن، هذا التحليل المدعم بهذه "الحقائق" قد يقودني وحدي –أتمنى إن يبقى محصور اعلي وحدي فقط- إلى الوصول إلى نتيجة قد لا تكون منطقية عند الكثيرين أو عند الجميع، وقد تكون حتى حتى مزعجة وثقيلة وهي أننا بصدد الدخول في المرحلة الثانية من اللجوء والتي ستسمى اللجوء الطويل، والتي يجب إن نصنع لها عوامل الصمود ونحشد لها الطاقات. قد يكون دخول الضوء والطريق أول إشارات هذه المرحلة، ثم تليها مرحلة البناء الاسمنت وبناء الديار بالاجور. إذن، عنوان المرحلة القادمة هو الصمود في اللجوء وفي المناطق المحتل. إن الذي يجب أن ينصب عليه التفكير الآن ليس هو المفاوضات ولا الحديث عن عودة الحرب المستبعدة ولا تخليد الذكريات ولا أي شيء من كل هذا، إنما يجب إن يتركز على التفكير في خلق عوامل الصمود الطويل والاستعداد للجوء قد يكون- لا قدر الله- مثل لجوء الفلسطينيين. في الأخير اللهم اجعل تحليلي هذا مجرد تحليل ولا تجعله هو الحقيقة المزعجة.
بقلم: السيد حمدي يحظيه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر