الأحد، 7 سبتمبر 2014

من يرعى صغارنا؟


خلال السنوات الأولى العسيرة و التي نزح فيها الصحراويون من وطنهم إلى المخيمات، إستطاعوا الحفاظ على تلك الشيم النبيلة التي عُرفوا بها منذ الأزل، و التي إستطاعوا أن يجعلوا منها قواعد إجتماعية مقدسة.
هربا من القنبلة ، الجوع، البرد و الأمراض نزح الصحراويون على أرجلهم، على الجمال أو في بعض الأليات و حرصا على أن يتلقى الأطفال أقل قدر ممكن من المعاناة، لم يكن بإمكان أي كان أن يستمتع ب كوب من الماء أو قطعة خبز يابس أو مكان ضيق في ألية قبل أن يتم تقديم كل الأطفال الحاضرين أولا.
ربما لأن الصحراويين أنذاك كانوا يعرفون أنهم معرضون لأي كارثة قد تحل بهم، فعزموا على أن تبقى فلذات أكبادهم و أجيال المستقبل بعيدة عن الخطر قدر الإمكان.
أما في يومنا هذا للأسف فإننا نشاهد تصرفات و سلوكيات مذمومة و مثيرة للإستياء و الإستهجان، يتعلق الأمر بمحاولة إعطاء الأولوية للكبار على حساب الأطفال ، يبدوا أن هناك من لا يستوعب أنه في سن هؤلاء الأطفال أن تكون بعيدا عن والديك أمر ليس بالسهل بل قد يشبه إحساس من تم أسره من قبل عدو.
فلنذهب إلى الأحداث:
أولا: مجموع الأطفال 151 طفل بما في ذلك الأطفالا لخمسة الذين أتو عن طريق الأندلس إلا أنهم قضوا الصائفة رفقة عائلات من مقاطعة مورثيا.
ثانيا: عدد الأشخاص “البالغين” الذين كانوا يستعدون للسفر من مطار مورثيا 18 مسافر و الذين لا ينتمي معظمهم إلى مقاطعة مورثيا.
ثالثا: عدد مقاعد الطائرة 163.
رابعا: تفرض شركة الخطوط الجوية الجزائرية مرافق مع كل 25 طفل، بمعنى أنه يكفي 6 مرافقين للسفر مع مجموع الأطفال البالغ عددهم151، ضف إلى ذلك أن 5 أطفال عدد قليل لا يستدعي أن تدخل حسابات حول إمكانية إستبدالهم ببالغين.
خامسا: الإجراءات التي يتم إتخاذها من قبل مصلحة المهاجرين في مورثيا تمت على أساس أنه يوجد 151 طفل، و بالتالي فإن كل من شركة الطيران الجزائرية و تمثيلية الجبهة في المدينة قد تم إخطارهم بعدد الأطفال المسافرين.
إذن فإن المبرر الجاهز بإن الأطفال الخمسة ينتمون إلى منطقة الأندلس في الواقع يزيد الطين بلة، لأنه إذا إفترضنا أننا قبلنا بهذه الحجة الساذجة أي أن الأطفال ينتمون إلى منطقة الأندلس بل نضيف لذلك أن الأطفال قد قضوا عطلتهم في الأندلس و أن العائلات التي إستضافتهم أيضا من الأندلس، و لكن هل قام كل المسافرين “البالغين” بإظهار شهادة سكن تثبت أنهم يقطنون في منطقة مورثيا؟ إذن، بأي منطق نطلب من أطفال قصر ما لم نطالب به البالغين؟
و الأدهى، كيف يمكن أن نفسر لطفل قضى شهرين و هو يعد الأيام من أجل العودة إلى أهله، كيف يمكن أن نفسر له أنه لم يتمكن من السفر لان الممثل قرر أن يسافر المرافقون أولا؟!،حتى و إن إستطعنا إقناع الصبي، كيف يمكن أن نفسر الأمر و نقنع أهله في المخيمات؟.
من جهة أخرى، فإنه من المؤسف جدا أن يقوم وسيط إعلامي محترم كما هو الحال بالنسبة لمجلة المستقبل الصحراوي بنشر أخبار ساذجة تتعلق ب ” قيام بعض الأطراف بتصفية حساباتها الشخصية مع ممثل الجبهة عن طريق إستغلالالعائلات الإسبانية”.
بقلم: حدمين مولود سعيد
ترجمة: المحفوظ محمد لمين بشري.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر