الأحد، 28 سبتمبر 2014

لعنة التهميش تطارد المدير السابق لوكالة الانباء الصحراوية


خلال عقود اللجوء والواقع "المرفوض المفروض" سخر اشخاص انفسهم لقضية الشعب الصحراوي العادلة، حربا وسلما، منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا تجدهم في جميع المؤسسات وهم في المقدمة يدافعون عن مكاسب الشعب ومبادئ الثورة في السر والعلن، يقاومون الاهمال والتهميش بالارادة والانضباط، لكن في الغالب لا ينتبه القادة لمثل هؤلاء المحتسبين اعمالهم خدمة لاهداف لا اغراض فيكون الاهتمام والظفر المادي من نصيب غيرهم، لانهم لا يسألون الناس إلحافا.
ولا شك اننا نرى الكثير من هؤلاء في حياتنا اليومية، ولا شك ايضا ان اصحاب السيارات الفارهة من اصحاب الفخامة والامانة يعرفون صاحبنا جيدا وهم الذين يرمونه يوميا بسموم محركاتهم، في طريقهم الى بيوتهم الفخمة في تندوف وهو متسمرا على قارعة الطريق ينتظر من يقله الى خيمته المتواضعة وعائلته التي يعود اليها كل مساء وهو صفر اليدين إلا من الايمان الراسخ بان المادة تاتي وتغيب ولكن المبادئ والمثل إذا غابت لا تعود؟
هكذا هي فلسفته في العمل وقناعته في الحياة رجل سخر حياته في خدمة القضية التي ترك من اجلها الاهل والولد، وضحى بالصحة والوقت متنقلا بين مختلف الوسائط الاعلامية من اذاعة وطنية وجريدة الصحراء الحرة ووكالة الانباء الصحراوية، صحفيا بامتياز، متواضعا سمحا طليقا، يحترم الجميع ويقدره الجميع، ليجد نفسه أخيرا في أرشيف حقل سيبقى يذكر إسهاماته التي لا تزال ذخرا وعونا لطلبة الاعلام والاتصال.
اخذ منه العمل كل الوقت، حتى صار لا يعرف للايام لون ولا للمناسبات والأعياد طعم، رغم هجرة الكثيرين وانصراف اخرين بحثا عن تحسين واقعهم المادي، مع سنوات السلم الموهوم التي فتحت الباب امام التنافس لجمع الثروة والانسلاخ من مبادئ الثورة، أغمض عينيه واصم أذنيه عن تاثيرات ورواسب الواقع من حوله وهو يقاسي اتعاب المهنة بانضباطه المعهود، رغم الاوجاع والامراض التي اجتاحت جسده المنهك، ومزقت عضلات كاهله من شدة التركيز في العمل الشاق، وطول الجلوس امام اشعة الاجهزة، إلا انها لم تشفع له عند اصحاب القرار لإجلائه من اجل العلاج فظل متنقلا بين المستوصفات الخاوية على عروشها والمستشفيات الخالية، واللجوء للطب الشعبي والرقية الشرعية بحثا عن الدواء وهو يشكو بثه وحزنه للواحد الأحد، فلا احد اكترث لحاله حتى المسؤولين المباشرين في الوزارة، والذين يسافرون للعلاج من لسعة الناموس الى الخارج، لم يتفقدوا حاله ولم يسألوا عن مآله.
المرسوم الذي حركه وهو لم يمضي على تنصيبه أحد عشر شهراً مديرا لوكالة الانباء الصحراوية، طرح اكثر من علامة استفهام؟؟؟ باعتبارها فترة شهدت الوكالة خلالها نقلة نوعية في سرعة الخبر ومعدل التحديث اليومي للقصاصات الاخبارية، ومع انها فترة غير كافية لتقييم الرجل، في الوقت الذي يخلد فيه اشخاص في مناصبهم عقود من الزمن وهم يدمرون مكاسب محصلة بدماء وعرق المخلصين ومنهم متسببين في احداث هددت امن المجتمع وعبثت بمكتسباته يتربعون على كراسي الفساد وعروشه، تستثنيهم حركيات الرئيس ومن دونه؟
وهو ما بات يهدد المشروع الوطني برمته ويبعث على التململ داخل مؤسسات الدولة الصحراوية المنهارة بفعل التصرفات دون رقيب او حسيب، حينها لايكون للحركية اي معنى وهي تستثني الخالدين في مناصب الفساد
وبالرغم من ان الزميل والمدير الجديد للوكالة له مؤهلات اكاديمية وتجربة كبيرة في الميدان وهو ما يشكل اضافة لوكالة انباء لاتزال تعاني الاهمال من قبل القائمين على الشأن العام، إلا ان لغز الحركية يظل قائما مالم تظهر الايام الدافع الحقيقي وراء ذلك؟
المصدر: المستقبل الصحراوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر