الأحد، 7 سبتمبر 2014

اوزار ممثل الجبهة بمورثيا

طالعنا موقع الضمير ـ وهو مشكورـ يوم الجمعة 5 سبتمبر 2014 بلقاء مع ممثل الجبهة الشعبية بمقاطعة مورثيا الاسبانية محمد لبات. وهو حوار كسابقه مع ممثلة الجبهة باكسترامادورا فاطمة لبيظ ، لايعدوان كونهما محاولة لمسح بعض اثار الوحل الذي علقا فيه.
ما يهمنا هنا هو ليس الخطأ أو التصرفات غير المسؤولة التي حملت جمعيات التضامن مع الشعب الصحراوي في المقاطعتين الاسبانيتين ـ وتحديدا بمورثيا ـ على الاحتجاج ومطالبة الهيئات العليا في الدولة الصحراوية الى ضرورة تغيير هؤلاء الممثلين وتعويضهما باخرين اكثر كفاءة، وأقدر على تحمل المسؤولية ، ويتقنون جيدا ابجديات الاتصال وكسب الثقة.
اذن كل ذلك وارد ، لكن المهم هنا، كما اسلفت، هو محاولة محمد لبات تبرير الحرج الذي وقع فيه، اولنقل الاحتجاجات المتوالية التي كشفت ما كان مستورا، بالهجوم على المواقع الاعلامية الصحراوية المستقلة التي اوردت خبر ممثل الجبهة واحتجاجات العائلات والجمعيات الاسبانية على تصرفاته اللامسؤولة، وهو هجوم له ما يبرره، خاصة اذا ما علمنا بأن ممثلنا بمورثيا عادة ما يلجأ الى نفس هذه المواقع لتصفية حساباته الشخصية من جهة، وتجميل صورته وتلميعها من جهة أخرى.
كلنا نتذكر مقال صاحبنا “أوزار الوزيرة”، ويعني وزيرة التعليم والتربية. فحين لم يجد ممثل الجبهة بمورثيا سبيلا الى ادراج ابنته التي ترعرعت ودرست بالخارج في لائحة الطلبة العشر زائد خمسة المبشرين بدراسة الطب في كوبا، لجأ الى المواقع الاعلامية المستقلة، وراح يقدح ويصدح لحاجة يطلبها، وخلق لذلك اعذارا عديدة، وجمع ادلة كثيرة ليدعم رأيه ويصل الى غايته. وفي مقاله ذاك كتب يمدح المواقع الاعلامية المستقلة فقال : “هذا النوع من السلطات (ويقصد سلطة وزيرة التعليم طبعا) لا يدرك بعد بان الوعي الشعبي أصبحت له منابره الصحافية، التي تجعل منه إحدى ضرورات إصلاح الأعطاب، أو على الأقل، إثارتها.. ذلك النوع من المنابر لم يعد مُمكناً معه البقاء في مربَّع الإطراء والتزلف الذي تؤطره نزعة النفاق والدجل السياسي”.
طيب، عَلِم “الوعي الشعبي” فيما بعد أنه تم ادراج ابنة ممثل الجبهة في مورثيا في لائحة العشرة وهي تدرس الطب حاليا في كوبا، بينما بقي اكثر من طالب صحراوي حازوا الباكلوريا وما يفوقها ، ودرسوا في مدارس اللجوء وبالجزائر ومنهم من حرمته ظروف ليبيا مواصلة دراسته ، ولم يحصلو على منحة او غيرها.
اذا “سلاح القوى الناعمة” كما يريده ممثل الجبهة بمورثيا، يجب أن يكون متلائما مع مصالحه وغاياته، ينسف به من يريد، ويمسح عنه ما يعلق به كيفما شاء.
والحقيقة أن المواقع الاعلامية الصحراوية المستقلة لم تعد كما يريدها اصحاب المناصب والوظائف بمختلف انواعها، وأصبحت تشكل ، على تنوعها، رأيا عاما لا يمكن تجاهله أو القفز عليه بأي حال من الاحوال.
واصبحت وسائلنا الاعلامية تتابع الاخبار، بدل أن تأتيها جاهزة ومصاغة، كما غدت تتحرى الوقائع وتسترسل في تداعياتها، معتمدة في ذلك اما على مراسليها او على الادلة المادية والعينية لتطلع القاريء الصحراوي بكل مصداقية ودقة على مايدور في محيطه.
ولم تعد الوسائط الاعلامية الصحراوية المستقلة فضاءا لتصفية الحسابات وتحقيق مآرب او غايات ضيقة على حساب المهنة والمصداقية والنزاهة.
إن تنوع مواقعنا الاعلامية المستقلة وتعددها، ومهنيتها في المقام الأول ، هي معطيات تقطع الطريق أمام كل من يحاول استغلال نفوذه لقلب الحقائق وتزويرها، كما انها تضيق الخناق على الذين يغطون عجزهم بالظهور امام الكاميرات وخلق اخبار وهمية.
يبقى أن نذكر ، لعلى الذكرى تنفع ، أن مواقعنا وهي تتابع اخبار ممثلينا كغيرها من الاخبار انما تروم الترويم من جهة، وتقويم ذوي الاعوجاج وتنبههم الى زلاتهم ليعتبروامن جهة اخرى، لكنهم إن تجاهلوا رسائل الصحافة وغايتها ، كما يتجاهلون مطالب المحتجين الاسبان ، فإنهم لامحالة منتهون.
بقلم المحجوب الناه

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر