السبت، 12 يناير 2013

اشخاصك يا عريان؟ ..ذكرى يا مولاي.


خلال دروتها العادية الرابعة يوم 5 يناير 2013 قررت الأمانة الوطنية تشكيل لجنة وطنية للإشراف على تخليد الذكرى الأربعين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .
وبمراجعة بسيطة للبيان الصادر عن الامانة الوطنية يتضح ان النظام الصحراوي وفي عصر ضعفه الحالي لم يبقى امامه الا تخليد الذكريات الوطنية في مسعى منه لالهاء المواطن البسيط عن السؤال عن مستقبله الغامض في ظل وضعية الجمود الذي تمر به القضية، بعد ان ضمنت القيادة مستقبلها ومستقبل عائلاتها بعيدا عن مخيمات اللاجئين الصحراويين.
وفي إجتماعها الاخير قررت الأمانة الوطنية أن يدوم تخليد الذكرى على طول سنة 2013 وتخيلوا ان ذكرى لمدة ثلاثة ايام فقط تكلف الخزينة 4 ملايير سنتيم فكم ستكون كلفة ذكرى تدوم سنة كاملة؟. لايخفى على احد ان قيادتنا الوطنية تنظر الى خزينة الشعب الصحراوي وكأنها ملكية خاصة تتصرف فيها دون إلاء اهمية لمعاناة المواطنين البسطاء، كما ان الاعانات المالية التي تمنحها الدول الصديقة مثل الجزائر وفنزويلا وجنوب افريقيا وبلاد الباسك الاسباني للشعب الصحراوي وهي مساعدات لا تخضع لرقابة البرلمان ولا اي مؤسسة نظامية ولا يعرف ارقامها الحقيقية الا رئيس الجمهورية او محمد الفراح صاحب العلبة السوداء للرئيس المكلف بالميزانية بالسفارة الصحراوية بالجزائر. وما يهم الرئيس من هذه الميزانية هو السيطرة على المشهد السياسي في الرابوني عن طريق شراء الذمم بسياسة "المطالب". مع العلم ان المانحين لم يقدموا مساعدات للذكريات والكرنفالات بل كل الاعانات هي موجهة في الاساس لمساعدة اللاجئين الصحراويين ودعم المؤسسات الوطنية، ولكن رموز الفساد في الرابوني وبدل صرف هذه الميزانيات على القطاعات الحيوية يقومون بتبذيرها على الذكريات الوطنية وهي ذكريات لاتحمل اي جديد للقضية، فالعبارات الخشبية التي يكررها الرئيس هي نفس العبارات التي اصبحت محفوظة وعن ظهر قلب من قبل المواطنين كما ان المواقف التي من المفترض ان يتخذها النظام اصبحت متجاوزة، بعدما هدد النظام الصحراوي اكثر من 100 بالعودة الى الكفاح المسلح، وهو التهديد الذي لم يتجسد في الواقع واصبح الغرض منه هو اللعب على عواطف الابرياء في مخيمات اللاجئين الصحراويين وفي المناطق المحتلة.
على قيادتنا وهي تخطط لصرف الملايير على الذكرى الاربعين لتأسيس الجبهة ان تعرف ان الشريحة الاكبر من الشعب الصحراوي لاقدرة لها على استئجار مساكن في تندوف الجزائرية، وفصل الصيف تمضيه تحت خيامها او بيوتها الطوبية المتواضعة بالمخيمات تحت درجة حرارة تفوق 48 درجة، والكثير من اللاجئين لايعرف طعم مادة "اللحم" الضرورية الا مرتين في السنة اي اثناء توزيعه من قبل منظمة "اوكس فام" البلجيكية او في المناسبات الدينية لمن استطاع اليه سبيلا، وهو واقع يفرض علينا مناشدة القيادة الوطنية بضرورة توجيه هذه الميزانيات الى مستحيقها من الطبقات المحرومة، لانه من غير المنطقي ان نستجدي العالم لمساعدتنا على صمودنا وفي الاخير تقوم الحكومة بصرف هذه المساعدات على ذكريات روتينية مملة لاتحمل اي جديد باستثناء اجترار الماضي.
اصبح من المتعارف عليه ان اللجان التحضيرية هي فرصة للتربح السريع على حساب الخزينة العمومية خاصة وان النظام من عادته ان يصرف بسخاء على هذه المناسبات العديمة الفائدة على القضية الوطنية. فميزانية احدى الذكريات الماضية بلغت 4 ملايير سنتيم اي 400 الف يورو في زمن الازمة الاقتصادية العالمية. وهي ميزانية تكفي لشراء مادة الدقيق لاحدى ولايات الجمهورية. لكن المفاجأة هي ان جزء كبير من هذه الميزانيات الخيالية يذهب لاسواق العقار بتندوف الجزائرية ونواذيبو الموريتانية، ربما قد يكون من اجل التحسيس بالقضية حسب منطق القيادة الوطنية.
على هامش احدى المهرجانات الثقافية التي احتضنتها ولاية اوسرد زار مراسل احدى وسائل الاعلام الاسبانية المستشفى الجهوي بالولاية ليتفاجأ ان بعض الادوية الضرورية للامراض الموسمية غير متوفرة لدى المستشفى فما كان منه الا ان سأل احد مرافقيه: كيف تصرفون ميزانيات ضخمة على المهرجانات ومستشفياتكم لاتتوفر على الادوية الضرورية؟، نترك الاجابة الى اللجان التحضيرية للمناسبات الوطينة.
عن المستقبل الصحراوي

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر