الثلاثاء، 22 يناير 2013

المرأة الصحراوية بين دواليب التسيير ومتطلبات الاسرة ..!؟




المرأة والتسيير، هي مرأة بين عاملة في المدرسة ، في الادارة، موظفة في شتى ميادين ‏العمل وحقول الانتاج والمعرفة .. ومرأة ام في البيت ومربية في الاسرة ورائدة في ‏المجتمع..!! ‏
‏ تلكم هي ملامح دورة حياة المرأة في المجتمعات المعاصرة ، لكنها في الصحراء الغربية، ‏زادت كاهلا اجتماعيا ومسؤولية سياسية ورسالة ثقافية واعلامية .. كونها تضطلع بحمل ‏رسالة شعب وقضية وسط عالم متقلب الادوار لم يعطها ما تستحق وظروف قاهرة ‏وامكانيات شحيحة تزيد ها هما على هم وسط مخيمات وبئية غاية في الصعوبة التي تدور ‏مع دوران الارض ، لا تتوقف مع كل فصول السنة.. لتظل المرأة واقفة شامخة في تحدي ‏واباء لاتزيدها نوائب الدهر الا مزيدا من الصمود ومرافقة مقارعة المصاعب وقهر العدوان ‏، خاصة في الارض المحتلة وفي مخيمات العزة والكرامة ..!!‏
المرأة الصحراوية التي ظلت تخوض معركة مزدوجة في مواجهة مخلفات الجهل ورواسب ‏الامية والتخلف الاجتماعي ، من جهة ومتطلبات معركة التحرير والنهوض السياسي والرقي ‏الاجتماعي، في ظروف استثنائية بكل المقاييس ، استحقت السنة الماضية جائزة اكبر ‏المنظمات الاسبانية المعنية باعانة اللاجئيين الاسبانية ..!!‏
هنا نقف مع المرأة الصحراوية في احد اوجوه هذه الملحمة المخضبة بالعطاء وبروح المثابرة ‏وفرض كينونتها ووجودها في ميدان ظل ردحا من الزمن شبه حكر على الرجل في مجتمع ‏كان رجاليا الى قبل حين ، لكن النهضة التي فرضتها ثورة الشعب الصحراوي في مواجهة ‏الاحتلال من بعد الاستعمار ، فرضت على المرأة اكثر من مسؤولية وقفزت بها الى اعلى ‏سلم المسؤوليات في ظرف قياسي ، جعلها تتبوأ مكانة تحسد عليها في كثير من مناطق ‏العالم ، بخاصة في الدول العربية وحتى الكثر من الدول الافريقية .. وهذا باعتراف الاخرين ‏وبتزكية ملموسة على الارض ..‏
‏ اذ نجد ان ربع المجلس الوطني الصحراوي الحالي من النساء ، في حين تبوأت المراة اعلى ‏مراتب القيادة في الامانة الوطنية وفي الحكومة وفي دواليب الادارة الصحراوية ( امينة عامة ‏، والية ، سفيرة، الاشراف بالبلديات والدوائر، المدارس ، المستشفيات ، العمل الاعلامي ‏والثقافي ، التجييش .. العمل التطوعي .. ).‏
‏ مؤشرات على الطريق : ‏
‏ - لقد تشكل الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية قبل ثلاثين سنة باعتباره احد روافد الجبهة ‏الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب .‏
‏ - بروز رائدات صحراويات تمكن من وضع بصماتهن على مسيرة الشعب الصحراوي ‏‏(الشائعة احمد زين ضحية قصف ام ادريكة، سديد امي التي رافقت المقاتلين في ملاحم ‏الشرف، ميمونة لمين التي كانت مثال المرأة المقاومة في سجون الاحتلال وغياهبه المخيفة ‏في قلعة مكونة واكدز، كلتوم الوناة التي تمثل دور الشابة الرائدة والمقاومة في وجه الاحتلال ‏والقائمة تظل مفتوحة فتلك مجرد غيض من فيض..) اضف الى ذلك بروز نخبة نسائية ‏مدركة لواقع المعركة ومتشبعة بقيم الوفاء لروح الشهداء .. هذه النخبة الرائدة نجدها في ‏مواقع الفعل والنضال وساحات المقاومة والمرافعة عن القضية، خاصة في الارض المحتلة و ‏وفي المواقع الجامعية مواجهة الاحتلال في عقر داره في المظاهرات والوقفات ومرافقة ‏يومية لابطال ملحمة الاستقلال ..!!‏
‏ - لقد شكل عقد المؤتمرات والندوات السياسية والمشاركة في العمل اليومي(المدارس، دور ‏التربية، عمل التمريض، التسيير في المجالس المحلية والفروع السياسية) ابرز مناح الفعل ‏بالنسبة لفئية عريضة من النساء الصحراويات هذا بجانب المشاركة في العمل الاعلامي ‏والدبلوماسي وفي المحافظةعلى البئية ورعايتها بجانب قضايا وهموم الاسرة الممتدة بين ‏البيت والمدرسة في الداخل والخارج ..‏
‏- لقد كان تاسيس كتابة للدولة للرعاية وترقية المرأة منذ المؤتمر الثالث عشر لجبهة ‏البوليساريو ، اعترافا صريحا بجهود المرأة وبدورها المتميز بالنسبة لحركة تحرير تسير ‏بسرعتي الدولة والحركة في مواجهة الاحتلال والتعتيم والمناورة الكبيرة من لدن الخصوم ‏في ظل وقف اطلاق النار واطلاق العنان لمسار جديد من حرب غير معلنة ، كان هذه المرة ‏سلاحها المغالطة وكسب الوقت غبر المماطلة ..!!‏
‏ - تبوأت المرأة مكانة حساسة في جوانب من العمل في ميادين شتى، خاصة في تسيير ‏دبلوماسية الجنس اللطيف التي تزاوجت مع دبلوماسية البرأة في جولات الاطفال الذين جابوا ‏العالم طولا وعرضا وكانت المرأة هذه المرة مرافقا بارعا في توصيل الرسالة وخلق النفاعل ‏مع الضفة الاخرى عبر وشائج العلاقات وحنكة السيدة في تفعيل دورها وابلاغ رسالة شعبها ‏عبر شتى اصقاع الارض ...!!‏
‏ - في داخل البت لعبت دورها ، خاصة في الرعاية وفي محاربة الامية وفي تنوير الراي ‏العام حيال قضايا الساعة ..‏
‏ الحقيقة القائمة الان بفعل كل هذه الجهود ان جميع الامهات الصحراويات بمخيمات ‏اللاجئيين الصحراويين مررن بالمدرسة، رغم انه لاتزال اكبر نسبة للامية مسجلة بين ‏صفوف النساء في المجتمع الصحراوي ، الا انها لا تشكل نسبة تذكر بالمقارنة مع البلدان ‏المجاورة ، حسب مصادر الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوي في اخر ملتقاه الفكري . ‏
‏ الحقيقة الثانية انه رغم الظروف القاسية التي يعيش الشعب الصحراوية وبخاصة النساء , ‏تمكن هذا الاخير من الوصول إلى مستوى من ‏الديمقراطية و حقق نسبة عالية من محو الأمية ‏و لم يلجأ أبدا إلى الإرهاب، حسب اعترافات كاتب الدولة الامريكي الاسبق ومبعوث الامين ‏العام للصحراء الغربية،السيد جيمس بيكر في شهادته التي نشرها مؤخرا في كتابه " العمل ‏الشاق، الدراسة...والابتعاد عن السياسة". ‏
كيف تم تسيير هذه المعركة وهل اقحام المرأة جاء من باب مكره اخاك لا بطل..؟! ‏
‏ تقول الامينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية فاطمة المهدي ان التحديات التي ‏توقف عليها المؤتمر الماضي ، لاتزال ماثلة وفي مقدمتها بعد التحرير وطرد الاحتلال، ‏مواجهة افة الامية بين النساء وترقية عمل المرأة في الجوانب السياسية والثقافية وتفعيل اليات ‏العمل ، خاصة كيف ننظم العمل وكيف نضبط الاولويات مع متطلبات العمل والياته المتجددة ‏والمتسارعة !؟ كيف كذلك نتغلب على مناح الضبط والاشراف والمتابعة وكيف نكيف ‏الادارة مع الظروف الراهنة ..!؟ ‏
‏ ولهذا تم تفعيل المنافسة والاداء عبر التحفيز والترقية والتكوين ، وجعل المناسبات ، اياما ‏للدراسة والتحسيس والتذكير، واشاعة ثقافة المنافسة، واعتماد الاشراف المباشر والمواكبة ‏المستمرة للمشاريع التنموية (اقسام محو الامية، دور تكوين المرأة،التعاونيات) مع ضمان ‏سيولة المعلومات بين المركز والفروع ومتابعة تطورات القضية الوطنية والمشاركة التفاعلية ‏في المنابر الوطنية والدولية..!! ‏
‏ و اعتمد الاتحاد تسييرا اداريا ، ووظف ترسانة من الاجراءات التنفيذية والقوانين التي ‏تحدد المهام وترسم الصلاحيات وتنسق العمل وتضبط رزنامة سيره من البداية وحتى النهاية ‏‏(وثيقة النظام الداخلي ، قانون الافراد، الدليل الاداري ، قانون تنظيم عمل التعاونيات، قانون ‏لعمل مراكز المرأة جهويا، قانون خاص بالقروض الصغيرة، تنظيم الارشيف، ضبط ملفات ‏اعضاء المكاتب التنفيذية والمحلية، حصر ملفات الشهيداء والمعتقلات، وتوثيق شهادات ‏الناجين من جحيم الاحتلال .. مع سيولة المعلومات بين شى فروع الاتحاد في الداخل ‏والخارج ) تقول رئيس الاتحاد في لقائها مع الاذاعة الصحراوية. بقلم : السالك مفتاح ، عن الشروق الصحراوي .


0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر