السبت، 1 ديسمبر 2012

هل تكون حملات النظافة بديلا للبرامج الوطنية؟ .


منذ شهر تقريبا ظهرت حملات النظافة العمومية بشكلها الجديد من ولاية السمارة بقدوم الوالي الجديد القادم من الدبلوماسية و خبرته الكبيرة في الحملات ، كغيره من أصحاب المناصب الجديدة في القطاعات العامة بعد تعيينهم أعقاب المؤتمر الأخير ، تحذوهم الرغبة في الظهور و العمل الفعال و تحقيق الشعبية داخل الأوساط الشعبية "بيت القصيد " في ظل الجمود الخانق وواقع السلم بعد معاناة جمة كان أبرزها فقدان الشعبية في إنتخابات المؤتمر.
 وبعد أن كانت النظافة عموما و نظافة المحيط من الإيمان و جزء من برامج الولايات ، تظهر الحكومة الجديدة القديمة اليوم  نظافة محيط  التجمعات البشرية كنقطة مركزية في عملها ، ضمن برنامج سنوي يكتظ من البرامج التي لا يهتم بها أي كان من الحكومة ، و حسب ما سبق من برامج الحكومة لم نلمس و لم نعرف منها غير النظافة التي فيما يبدو أتفق عليها كأفضل وسيلة للظهور بين العامة في شكل التواضع ، و رغم ما تحققه منذ أيام الثورة الخالدة من فوائد للشعب و المحيط و البيئة ، إلا أن الحكومة أصبحت لا تعرف من العمل الوطني غير نظافة المحيط التي غالبا ما يتسبب فيها أصحاب الحكومة الخارجون عن القانون ، ذلك أن المواطن البسيط أكثر إلتزاما من المواطن الحكومي المنتسب إليها في أكثر من صفة تختلف بختلاف  موقع المنسوب إليه الأمر الذي  يشعره انه يمتلك حصانة فوق القانون .
و يبدو أن حملات نظافة المحيط أصبحت أسلوب يتخذه بعض القادة في فرض حضوره و بسط سلطته و تحقيق عند السلطة التي صارعت في جعلها وطنية و بمشاركة كل السلطات من الرئيس إلى العامل البسيط إلى المواطن الذي لا يتأخر في تلبية الواجب الوطني ، وهي فضيحة أخرى تضاف إلى فضائح الحكومة العاجزة عن تسطير برنامج عمل متكامل يخرج من دائرة ( التعزيز)*، إلى فضاء العمل المنظم الثابت المتحرك مع كل إستثناء .
أما و نحن نتابع الرئيس و فريقه يهيمون في كل أرض يبحثون عن مخلفاتهم ذات يوم ، يبادرنا التخيل ان الشعب عاجز عن فهم سلطته ، و لسان حاله يقول : "السلطة عادت لتنظف ما دنسته "
هذه الظاهرة الجديدة التي أملتها ظروف الفساد الإداري أصبحت تشعر المواطن بنوع من الملل ، إذ يقول أحد العامة و هو من ولاية السمارة : " النظافة شي زين يغيرهذي الحكومة ما تعرف يكون نظافة المحيط ، و الوالي ما يعرف يكون الحملات ."، و قد أراد المواطن أن يلفت إنتباه الحكومة إلى أن النظافة ليست العمل الوحيد الذي يحتاج إليه المواطن ، كما أن زمن الحملات قد ولى .
و ليس من عيب يذكر إذ ما ساهم الجميع في الحفاظ على النظافة و نظافة المحيط ، لكن أن تجعل الحكومة شغلها الوحيد النظافة إذ و في كل أسبوعين تشعر السلطة المواطن ببداية حملة نظافة لمدة أسبوع أو أربعة أيام ، أمر لا يستجيب والمرحلة التي تفرض علينا جميعا العمل الموحد المتماسك في كل الجبهات و ما نظافة المحيط إلا جبهة من هذه الجبهات التي تحتاج جهد و متابعة أكبر من أن يستريح الموظف تحت حجة حملة نظافة عمومية .
و يبقى  برنامج الحكومة السنوي ينتظر إستكمال كل الحملات الوطنية و المحلية عساه ير النور الذي يبدو انه تغطيه الكثير من النفايات تحتاج إلى نظافة من نوع خاص .
وبعد أن مللنا من رسائل الرئيس إلى الأمم المتحدة بين الإستنكار و المطالبة و الرجاء دون إستجابة ، تعود السلطة اليوم إلى طي صفحة الضعف و فتح صفحة الإنحطاط ، إذ كيف يجتمع مجلس الوزراء و يقرر بداية حملة نظافة عمومية ؟، و نحن على  مرمى حجر من لهيب نار "مالي" قد نحترق بشظاياه دون أي إهتمام من السلطة .
ولم يسلم رجال القوة و النبل الأبرياء في الشعب أصحاب البندقية قديما من عبث السلطة بكرامتهم و حشرهم في تنظيف نفايات السلطة على مدار مرحلة السلم بعد أن أكرهوا مجبرين على العودة إلى الخلف و المكوث فيه أكثر من الرخصة عار يشعرهم بالتخاذل و الضعف ، هاهم اليوم يلتقطون أوساخ القيادة بطريقة أو بأخرى و هم يرتدون الزي العسكري ، فيما تتفرج السلطة إلى حماة الشعب وهم يدنسون في تفاهات ما كان لهم أن يحشروا فيها لولا الضعف و الإنحطاط الحاصل ، ذلك الذي يدنس المقاتل وهو يجول و يصول بين الدوائر و الولايات
في وقت كان له أن يظل صامدا في المواقع الامامية المرابطة ، خاصة إذا ما علمنا أن المنطقة تمر بأصعب أيامها .
*التعزيز : لا يخلو برنامج الحكومة في كل بداية سطر من "تعزيز" وهي كلمة مطاطية تستخدم عادة لتبرء من المسؤليات و بالتالي يتبين ضعف برنامج الحكومة و عدم إلزاميته لفعل منظم معين بذاته .

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر