رشيد أدويهي ...مسيرة إجرام في حق الصحراويين

يقول الشاعر العربي الكبير ابو الطيب المتنبي : ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى *** عدوا له ما من صداقته بد وهي حكمة عملنا بها سنين طويلة في التسامح مع المجرمين من بني جلدتنا في حق شعبنا العظيم والتسامي عن الرد عليهم لكي تتجه بوصلة المقومة نحو الاحتلال رغم علمنا بان هؤلاء المجرمين اعداء يجري في عروقهم الحقد الدفين لكل ما يخدم المشروع الوطني الصحراوي او يدفع في اتجاه مستقبل موحد لابناء شعبنا، ومن هؤلاء المجرمين شخصية قذرة ارتكبت مجازر صامتة في جنح الظلام على حين غرة حين كانت الظروف صعبة والازمات شديدة والصحراويين يواجهون الاجتياح وهم حينئذ في امس الحاجة لمن يعينهم فكان رشيد أدويهي لهم بالمرصاد
من مواليد 1948 بطانطان.

عينه ملك المغرب، واليا ملحقا بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية،

ثم  مستشارا بالمجلس البلدي بالعيون سنة1976 وعضوا بمجلس النواب سنة1977 وهو عضو بالمجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس).

كما شغل ادويهي منصب عامل ملحق بالمصالح المركزية بوزارة الداخلية.

ظل يترفى بخبثه ............ حتى وصل ماهو فيه، لكن الزمان دار ووجد الرجل ان الوقت لم يعد في صالحه فاخذ يبحث له من مخرج فلم يجد إلا سلاح طالما اشهره امثاله البرغماتيين، انه سلاح القبيلة الفتاك ، السلاح الهدام الذي ظل الشعب الصحراوي يتجرع مرارة طعمه، فاخذ رشيد أدويهي الرجل الذي سخر عمره في ظلم أبناء جلدته صاحب النظرة القبلية المتشددة حتى في أخر زمانه ، يشتغل ولا يتردد في الدفاع عن قبيلته و اقاربه من القبيلة دون سواهم من الصحراويين أهل الأرض قديما و حاضرا و مستقبلا ، كان أحد أبرز الساعين دون جدوى إلى قتل سلطة الشعب الصحراوي و سحب البساط من الممثل الشرعي أيام تأسيسه في محاولة لم ترى النور بعد أن عزم حشوده من أهل الظلم و الإستبداد على تأسيس حزب يسعى من ورائه إلى إجهاض المشروع الوطني و مقاومته الباسلة و تشتيت الصف الواحد و ضرب وحدته الوطنية في سياسية الطوائف التي لازال الرجل يغذيها و يدعمها بكل ما يملك و في أكثر من وجه مستخفا بأهل الأرض في كل ما يقدمه من اكاذيب تخدم العملاء المندسين في رحم الإنتفاضة و جموع الجماهير الصحراوية الغيورة على كرامة و حرية الوطن.

الرجل و بعد فشله في الدراسة كلما حاول الانخراط في احدى مدارس الطنطان التي باتت تحفظ وجهه البشع الفاقد للنور، قفز إلى رتبة ضابط في "الدستي" بفضل سيده المجرم الدليمي، كان صاحب و مهندس مشروع إعتقال كل الأصوات المناهضة للإستعمار، فكان المسؤل المباشر عن أسر كل المعتقلين و المفقودين الصحراويين في مكونة و غيرها من سجون الإحتلال الرهيبة و المخيفة ،الذين مات أكثرهم في سجن تزمامارت الرهيب الذي كان يعرف بتزمامارت أدويهي ، بعد ذلك ظل يسيطر على ساحة الجواسيس، لكن الزمان خانه و بعد عودة بعض القادة البارزين انكشفت أوراقه و مخططاته و إتضحت الخريطة التي كان يختبي وراءها الرجل المجرم حتى فقد صوابه و تحول إلى مجنون تتملكه هيستيريا الهجوم على كل من يرى فيه تهديد و مصدر خطر لأوجوده في المجتمع الذي لا يعرف الكثير عنه خاصة كرهه الشديد لعناصر البوليساريو و طرحه الرافض عودة  الشعب إلى أرضه ، و هي خطوط حمراء بالنسبة إليه  سيقف عندها حتى الموت  متوهما في عمقه و خطابه العفن أن البوليساريو ذات اتجاه قبلي او حزب خاص بالرقيبات و هي نظرة نابعة من حقده الدفين لغيره من الصحراويين الأصليين.

كان في مسيرته مع الظلم لا يخرج من بيوت الضباط الإستعماريين و يسرق على رفاقه الذين كان لا يفارقهم كل ما تبقى من الخمر ، كان يشرب الخمر في كل الأوقات يسكر حتى الصباح في الليل و النهار جهارا نهارا  لا يتردد في الإعتداء على المنازل من سكان مدينته و هو في حالة سكر شديد ، كانت له علاقات قريبة و حميمية بأناس أكبر منه ليسوا من جنسه و كانوا غير متزوجين في الستينات حالهم حال كل الضباط أيام الظلم و الإستبداد ، كان يعتمد في كل علاقاته على قريبه القاطن في الرباط أنذاك ، كان مخبر و جاسوس لأوفقير المجرم و ضباط الشرطة ضدد الطلبة الصحراويين الاحرار، محترف في الوشاية و هو يندس في شبيبة الإستقلال ولا يفارق علال الفاسي و اخرين أكبر منه يعملون على سفك الدماء بدون حق.

كان بحق رجل الاستبداد والفساد وإعادة إنتاج الاستبداد والفساد في ظل أصحاب المستبدين اوفقير و غيره من المجرمين ، لقد شكل الرجل الجلاد مرتعا للجماعات النفعية وسماسرة القوى الأجنبية ومن المؤكد أن مثل هذه الشخصيات لن تبخل في تعميق الجراح في صف الشعب الصحراوي و البحث في أعماقه عن شروخ التاريخ المتعاقبة تعاقب مراحل الإستعمار المختلفة من أجل مصادمة الأحلام المشروعة للشعب الصحراوي في الحرية والكرامة وبناء نظام ديمقراطي مدني يحقق العدالة والتنمية ،لكن و رغم محاولتهم الإستخفاف بمطالب الشعب النابعة من أحقية الشعب في أرضه وحلم قواه الحية المناضلة في التخلص من امثاله و تحطيم الحصاد الصحراوي الثمين رفقة أخرين تجاوزهم الزمن ، ظل الرجل يراوح مكانه المحاصر بالجهل و التخلف و أربابه ليكون بعد ذلك واجهة إعلامية مدنية مزيفة للنفوذ السلطوي بعد ان كان في الأمس أحد رجالات الوجه المظلم و القتل و التعذيب ، رشيد أدويهي الإسم الذي  تلعنه كل  شوارع المناطق الصحراوية من الشمال إلى الجنوب من كثرة جرائمه و خبثه و تحديه السافر واستهانته بمشاعر الصحراويين  وتلاعبه بآمالهم في القطيعة النهائية مع عهد جواسيس أوفقير و نزعتهم الفردية الاستبدادية  ظل يمثل رجل التقاعس المريب الفاضح التائه عن التخطيط الواعي للنهوض بالشعب الصحراوي داخل المدن المحتلة.

رشيد ادويهي عميل من أرباب العمل الإستخبراتي و مهندسيه في المدن الصحراوية أخبث عملاء الجنرال أوفغير المجرم و أتباعه ،مثل طابع الظلم و الإستبداد في كل ما ينقله من الاكاذيب عن الصحراويين التي كانت السبب في فرار الكثير من الشباب المثقف الذين كانت العيون و غيرها من مدن الصحراء الغربية في أمس الحاجة إليهم ، لكن الممارسات و التشويه و التشهير في كينونتهم البشرية الإنسانية ، من طرف أعداء الشعب و الإنسانية  دفعتهم إلى الإلتحاق  برائدة الكفاح في الصحراء الغربية جبهة البوليساريو بعد أن قتلوا و شردوا و سجنوا داخل السجون المغربية المظلمة و التي كان أبرزها قلعة مكونة التي ظلت في نظر الرجل  تقول هل من مزيد .

اليوم و بعد تقلص سلطة أوفقير و الدليمي و إندثار هيبتهم الوهمية ، إنصرف الرجل إلى الصحافة و الدعاية و المواقع الإلكترونية في أسماء عذبة مشرقة علها تخفي تاريخه الأسود الممزوج بمسامرة النبيذ والسرقة و الصعلكة بين أزقة شوار المدن الضيقة و خبرته في التضليل و الإستخفاف بعقول الصحراويين من أجل تصريف و نشر خبثه و سمومه ، لكن تخفيه في كل أشكال التمظهر المتناقض لن  يستطيع منع الصحراويين من العودة إلى أرض الوطن و مقام الأجداد و التاريخ الحافل بالبطولات و الشهامة و نبذ الدخلاء .

إن اؤلئك الذين يسعون إلى تجاهل ماضيهم الظالم المظلم في حق أبناء جلدتهم  من خلال تجفيف الشارع الصحراوي من كل أشكال المعارضة و الهجوم المتناثرة فروعه بالإعتماد على أجهزة الكذب الإعلامي والقمع المادي المملوكة للدولة و نشر الفساد و إشاعة الاكاذيب و التغني بماضي أسود و ممارسة القبلية العمياء المفرطة التي ترفض الإصلاح و الوحدة، لن يعبروا الوادي دون أن تتبلل أرجلهم في جهل مطبق أن حاجة المرء الى الناس مع محبتهم إياه خير من غناه عنهم مع بغضهم إياه والسبب الداعي إلى صد محبتهم له هو التضايق في الأخلاق وسوء الخلق لأن من ضاق خلقه سئمه أهله وجيرانه واستثقله إخوانه فحينئذ تمنوا الخلاص منه ودعوا بالهلاك عليه .

إن النهج الذي ينتهجه اليوم رشيد ادويهي أخرجه نسل ما عرف من أهل أدويهي و هو أبعد ما يكون عن الطريق السديد و البلد يمر بمرحلة دقيقة تنهض فيها الحاجة الى كل أبنائه و بناته ، في فكر واحد قويم لا تشويه فيه خال من الزور و البهتان ،تلك الصفات التي لا تزال دفينة منقوشة في عقل الرجل إن كان له عقل.

إن الحاجة ماسة إلى إحياء روح التفكير والتشاور والحوار داخل المجتمع لمجابهة تحديات الواقع السياسي المأزوم في ظل تسارع الأحداث في الداخل و الخارج ، و إذا كان الوطن ينتظر منا التوافق على كيفية الخروج من الانسداد الحالي ، و يجعلنا وجها لوجه أمام مسؤولياتنا ، فإنه من البديهي ان لا يكون لرشيد دويهي حظا و لا مكان فيه لأن عصاه التي كان يظلم بها الصحراويين ضعفت و أصبحت لا تصلح إلا لرعي الغنم و هي عادة الرجل منذ القدم ، ولك أن تتذكر يا رشيد أدويهي أن الشعب  شعاره إما أن نتحرك نحو ما يجمعنا و يحقق لشعبنا غاياته المشتركة على الأقل في عنوانها العريض و إما أن نستسلم لواقع الانقسام والانفعال الذي يقود دوما الى الخسارة و الفشل و هي صفات حياة الرجل كلها .

بقلم : مناضل حر