الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

أشباح الإنتفاضة ... و أطياف القيادة .




رن هاتف "طيف القيادة" مرة واحدة و قبل أن يرد باتصال من حجرته المكيفة البعيدة عن الخيم الملتهبة أجاب:ألو من معي .."
شبح الانتفاضة:
يجيب : معك الناشط الحقوقي البارز فلان والمعتقل السياسي بتاريخ كذا والمبرح ضربا في مكان كذا ويوم كذا والقائد الفعلي لمظاهرات يوم الأحد الأسود ويوم دفن الشهيد ويوم وصول أمنتو حيدار للعيون بعد اضرابها عن الطعام ويوم ملحمة اكديم ايزيك و إبان زيارة منظمة روبرت كينيدي.
طيف القيادة:
ما هي أخبار الانتفاضة في المناطق المحتلة؟
أريدك ان تزخم العمل الثوري و أن تكثف التحركات النضالية والوقفات و أن تعبأ شباب الانتفاضة و أن يجعلوا من شوارع المدن المحتلة جحيما تحت اقدام الغزاة.
شبح الانتفاضة:
لا عليك "سيدي" نحن دائما في الطليعة و " مجموعتي " تعمل بجد ووفاء و أنا اقودهم دائما في الميادين والشوارع و أشد على أياديهم و أشاركهم الحلو والمر .السجن .ونشوة النصر .
ونحن بفضل " أفكاري " وقيادتي كما هي قيادتك الرشيدة نحقق النصر كما تحقق أنت للاجئين هناك النصر اطمئن لا عليك انا دائما في الموعد.
طيف القيادة:
أحسنت، غدا هناك اجتماع طارئ بوزارة المناطق المحتلة وبالتنسيق مع مكتبنا "بكناريا" ،سندرس إمكانية دعم الانتفاضة ماديا ومعنويا و بأحدث الاجهزة و الاعلام والكاميرات و آلات الطباعة و أجهزة الكمبيوتر الثابتة منها والنقالة .
شبح الانتفاضة:
شكرا لكم سيدي نحن بالفعل في حاجة الى الدعم ويشرفني أن أكون "أمين صندوق دعم الانتفاضة" ، إلى اللقاء نحن على اتصال.
طيف القيادة: الى اللقاء سأكون على اتصال دائم بك .
ملائكة الانتفاضة:
في نفس الوقت الذي تكلم الشبح مع الطيف كان المناضلون ليلة التظاهرة مجتمعين و أخرج الشبان المعوزون كل ما يملكون من نقود من جيوبهم الفقيرة ماديا، وكلهم عزم و إرادة تملا قلوبهم الغنية بحب الوطن .
بعضهم قال بخجل انه اضطر الى طلب امه و أبيه مبلغ مادي تحت ذريعة الدراسة ومتطلباتها و أخرون قالون انهم استدانوا من اصدقاء فيما علل اخرون تمكنهم من تسديدها بأنهم جمعوا دراهم الايام البيضاء من أجل هذا اليوم الاسود.
كانوا ستة عشرة شابا أكبرهم في العشرين من عمره ، وبعد جمع النقود تم شراء "صباغة بالألوان الثلاث الاحمر و الاخضر و الاسود " بينما تركوا الباقي من اجل طباعة المناشير.
وبينما يزاولون مهامهم في مكان سري ونائي عن المدينة فوجئوا بسيارة تقترب من المنزل البدوي الذي هم فيه، غير ان الاحساس بالمفاجئة سرعان ما تبدد حينما اكتشفوا انه "شبح الانتفاضة".
السلام عليكم ، يصيح "شبح الانتفاضة".
وعليكم بالسلام إيلا عادت هيا الي جايبتك .
يجيب ملاك من ملائكة الانتفاضة.
شبح الانتفاضة: 
كيف حالكم ، أتمنى أن تكونوا في الموعد غدا يا رفاق،.لقد جئتكم بهدية صغيرة و لكن بشرط.
ملائكة الانتفاضة: ما هي هديتك و ما هو الشرط.
شبح الانتفاضة:
انها كاميرا رقمية متطورة أريد من أحدكم أن يصور "انتفاضتكم" عفوا "انتفاضتنا" لكي نرسلها للإذاعة الوطنية لتبثها للعالم.
ملائكة الانتفاضة: طبعا ،طبعا سيكون من المفيد جدا تصوير وقفتنا ، شكرا لك.
اليوم الموعود:
في الصباح وفي شارع السمارة خرج المتظاهرون بالأعلام المصبوغة والمناشير مرددين الشعارات والهتافات الوطنية قبل أن تتدخل الشرطة فتعتقل وتضرب وتقمع المظاهرة بعنف .
وبعد إخماد لهيب الانتفاضة تجمع الابطال عند منزل احد الاصدقاء المجروحين جراء التدخل وهم يضحكون ببراءة ويعيدون مشاهدة "فيديو" انتفاضتهم الجميلة .
وبعد قليل دخل "شبح الانتفاضة" اليهم و قاطعهم : أعطوني الكاميرا لو سمحتم ، وحتى قبل ان يسألهم عن أحوالهم وحال زميلهم المجروح جراء التدخل ،سحب الكاميرا بعنف من اياديهم و أطلق ساقيه للريح تاركا علامة استفهام واضحة وتذمر شديد على جبين "ملائكة الانتفاضة" الذين سجلوا عدم حضوره للوقفة واستغرابهم الشديد من خيانته للعهد الذي قطع معهم.
في وقت لاحق:
رن هاتف "طيف القيادة" مرة واحدة،قبل ان يتصل بالرقم الذي اصبح يعرفه وضمه لقائمة الاصدقاء الجدد.
أهلا أهلا لقد وصلني "الفيديو" احسنت يا ........لقد حولت الى حسابك مبلغ كذا وكذ.ا
"شبح الانتفاضة": شكرا لك سأشتري به كاميرات و أوزعها على الرفاق و سأشتري بها الصباغة ولن اتكلم عن المبلغ الذي دفعته من جيبي الخاص لشراء "صباغة "الانتفاضة الاخيرة ، ولن انسى طبعا المناضل الرفيق الجريح ساقتني له الدواء حالا و أعطيه له كما سأشتري حاسوب متنقل .
طيف القيادة:
هذا ما جاد به صندوق الدعم من الحكومة الصحراوية وقد أرسلت لك نسبة 10 بالمائة منه عفوا 100 بالمائة منه .......و أعدك أني سأعطيك المزيد من "لمشيكرد" حينما تأتي الينا في الوفود الحقوقية .
شبح الانتفاضة:
طبعا سآتي وبكل سرور و سأصفق لك وبحرارة كلما اعتليت المنصة الشرفية لإلقاء الكلمة الى اللقاء لا بديل لا بديل عن تقرير المصير.
حصاد الانتفاضة:
طيف القيادة:

في خيمته، اجمعوا أغراضكم فالصيف اقترب و(نجوم الثريا ) عادو يطلعو اعكاب الليل، سنذهب الى شواطئ جزر البليار لتمضية الصيف هناك بعيدا عن حر لحمادة.
شبح الانتفاضة:
لحبيبته ، حبيبتي ما رأيك أن نمضي العطلة في شواطئ طنجة أو اكادير سيكون ذالك ممتعا ،لا تقلقي حيال النقود ف "لمشيكرد" موجود.
ملائكة الانتفاضة:
فيما بينهم ، الأسبوع القادم وقفة أخرى لن نمل ولن نكل مادامت دماء شهدائنا وجرحانا لم تجف و ما دام النصر لم يتحقق عليكم بجمع الدراهم مرة اخرى ابتداء من الان ، اكذبوا على والديكم بحجة شراء كتب حاولوا جمع مبلغ 200 درهم قبل الجمعة القادم لن تنام عيوننا ولن نستسلم طالما الغزاة في وطننا غدا لنا مع العدو موعد ...
بقلم: أحد ضحايا أطياف القيادة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

الاكثر تصفح خلال الاسبوع

 
Design by التغيير - | صوت التعبير الحر